مرت أمس الذكرى الـ65 للزواج الملكي بين الملك فاروق، والملكة ناريمان، في السادس من مايو عام 1951، ونعرض في التقرير التالي أبرز المشاهد في الزواج الأسطوري الذي لم تشهد مصر مثله حتى الآن. 

 

يوجد العديد من الروايات حول اللقاء الأول لـ"فاروق الملك" و"ناريمان الفتاة الأرستقراطية"، إلا أن كل من موقع الملك فاروق، وموقع الملكة ناريمان عبر الانترنت يؤكدون أن اللقاء تم في محل أحمد باشا نجيب  الجواهرجى فى شارع الملكة فريده المعروف الان بأسم شارع عبد الخالق ثروت. 

 

ويروي "يوسف نجيب" ابن شقيق أحمد باشا صاحب المحل، أنه أثناء تواجد الملك في محل عمه دخلت ناريمان مع خطيبها لشراء خاتم خطبة، فحاول عمه منعهما من الدخول لأنه كان يمنع دخول الزبائن أثناء تواجد جلالته في المحل، فـ"شاهدها الملك و اعجب بها واشار الى عمى و طلب منه ان يعرفهما به لانه يرغب فى بيع حجر سولتير و يعتقد انه سيعجبهما و لهذا اخذ عمى ارقام تليفونات ناريمان و بعد ذلك اتصل مندوب من القصر الملكى بعائلتها وردت عليه السيدة اصيلة والدتها واعطته رقم التليفون الخاص بعمل والدها" -حسب موقع الملكة ناريمان-. 

تم الاتصال بوالدها حسين فهمي صادق، الذي كان يتابع أزمة الملكة فريدة، وزاجها الفاشل من الملك والمعاناة والمأساة التي تسببت فيها حياتها بالقصر، وكان يريد لابنته الزواج من الشاب الدكتور زكي هاشم، على أن تتزوج من جلالته، وفكر في أخذ ابنته والهرب بها من مصر، خاصة بعد أن قال له صديقه "دسوقي أباظة باشا"، أن الملك "مش بتاع جواز"، وزادت عليه الضغوط ثم توفى فجأة بالسكته القلبيه و حضر الملك العزاء و كان معه كبار رجال الدوله. 

 

نظرًا لصغر سنها -17 عامًا في ذلك الوقت- رأى الملك ضرورة أن يتم تعليمها فنون البروتوكول الملكي، ولكن ليس في مصر، حيث سافرت مع عمها مصطفى صادق باسم مستعار إلى إيطاليا لتدريبها، وعاشت فى السفاره المصريه فى فيلا سافويا وهى المنزل السابق للعائلة المالكة الايطالية، وتم اختيار احدى الجاسوسات الإنجليزيات لتعطي ناريمان سلسلة من 20 درسًا فى الانجليزية، ولاحظت المدرسه الانجليزيه أن ناريمان تعتبر باريس هي عاصمتها المثالية وليس لندن ولا روما وبعد 6 اشهر عادت ناريمان لتتزوج من فاروق، كان مخططا لها ان تمكث فى ايطاليا عاما كاملاً. 

 

في 11 فبراير عام 1951، -وكان ذلك يوافق عيد ميلاد الملك الـ31، تم الإعلان عن نبأ خطبة الآنسة ناريمان صادق على الملك، واحتفالا بخطبة الملك تمت إضاءة النصب التذكارية وتم ظهور الجيش في عروض عسكريه، وقامت القوات الجوية بعروض في الجو وتم توزيع الوجبات المجانية على الآلاف في القاهرة والإسكندرية ، وتم توزيع الأراضي الزراعية على الفلاحين الذين لا يملكون أرضا.

 

أقيم الزفاف بعد الخطبة بأربعة شهور، يوم 6 مايو عام 1951م، وقد أقيمت مراسم زفاف تليق بـ"ملك مصر والسودان"، حيث انشغلت كل أجهزة الدولة بالحدث وترددت الأغاني وعلت الزينات وتمت إضاءة المصابيح ، وتنوعت اللقطات واستحوذت ناريمان على قلوب المصريين وعلى اهتمام وسائل الإعلام. 

 

ارتدت "ناريمان" فستانًا من الساتان الأبيض ويقال انه مرصع بعشرين الف ماسه، وهو فستان لا يصنع بكل هذا الاهتمام والبذخ الا للاميرات والملكات وقد استغرق اعداده 4 الاف ساعة،وكانت ترتدى تاجا من الماس ، وبعد ان استعدت تماما تحرك موكبها من منزلها بمصر الجديده حيث جلست فى سيارة رولزرويس حمراء والسيارات تخترق الشوارع الممتلئة بأقواس النصر ومباهج الافراح. 

 

وصل موكب "ناريمان" إلى قصر عابدين وفقًا للبرتوكول كان ينتظرها الملك وتصعد معه الى اعلى السلم ثم السير عبر قاعة المرايا الشهيره بقصر عابدين ثم الى غرفه الملك المزخرفه بالذهب حيث قامت زينب هانم الوكيل زوجة النحاس باشا رئيس الوزراء بتقديم زوجات الوزراء للملكه وقامت زوجة السفير جيفرسون كافرى سفير بريطانيا لدى الملكة المصرية بتقديم زوجات اعضاء السلك الدبلوماسى.

 

وحسب موقع "الملك فاروق" -عبر الانترنت- فقد أقيم بعد ذلك مأدبة كبيرة في حدائق قصر عابدين وقام الملك بقطع أول قطعة من كعكة الفرح وكان عرضها 7 أقدام وتتكون من 7 ادوار وقدم فاروق قطعة منها على طبق من الذهب لناريمان.  

 

سافر العروسان فيما بعد إلى أوروبا لقضاء شهر العسل، وقد كان السفر على اليخت الملكي، وقد استمر لمدة ثلاثة أشهر، وقد كانت هذه هي الثلاثة أشهر الوحيدة تقريبا التي قضتها الملكة ناريمان في سعادة حقيقية، وما هي إلا شهور ويتم خلع الملك من الحكم على أيدي الضباط الأحرار.