الأقباط متحدون - الاختلافات التركية
أخر تحديث ٠٨:٥٤ | الجمعة ٦ مايو ٢٠١٦ | ٢٨برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٢٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الاختلافات التركية

 أوغلو وأردوغان
أوغلو وأردوغان

د.  مينا ملاك عازر
لم يعد بعيد عن رؤية المحلل لمقتضيات الحالة التركية، أن ثمة خلاف بيِّن بين أعضاء الإدارة التركية التي تكونت من أوغلووأردوغان، ولم يعد ممكناً لأردوغان أن يكرر ما فعله بوتين برفقة ميدفيديف لتبادل المناصب، دعني أقول لحضرتك أن شيء من المثل الروسي لم يعد من الممكن تطبيقه في تركيا لأنأردوغان نفسه لا يقبل أن ينزل عما وصل له من منصب، بل أن أوغلو نفسه رئيس الوزراء الذي يتجه لكي يكون سابقاً بتقديمه استقالته لرفضه تعديل الدستور التركي وتقليص من صلاحياته لمصلحة صلاحيات أردوغان بحسب الخطة الموضوعة من قبل رجب طيب أردوغان.

بات واضحاً أن مؤتمر الحزب القادم في 22 مايو المقبل سيشهد استقالة رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو وتركه السفينة لأردوغان، لا يمكنني أن أقول أن الخلاف على التعديلات الدستورية هي الخلافات الوحيدة العالقة بين أوغلووأردوغان فثمة خلافات قطعية وواضحة بينهما في تشكيل شكل السياسة الخارجية لتركيا، ففي الوقت لذي كان يرنو أوغلو للتهدئة مع أعداءوجيران بلاده كان أردوغان يتجه للتصعيد مع سورياوغيرها تلك الخلافات التي وضحت الموقف التركي من الأزمة السورية ومن العلاقات بمصر بل وبالمملكة العربية السعودية،أردوغان يتجه ببلاده نحو التصعيد دوماً أما أوغلو فيتجه نحو التهدئة.

الائتلاف التركي الذي يسفر عن شقاق في الحزب الحاكم ولعله يؤثر على طموحات أردوغان في تغيير دستوري ديكتاتوري يسفر عنه استإثاره بالحكم والبلاد لأنه من الوارد بل من المؤكد أن ثمة نواب في  مجلس النواب موالين لأوغلو وولائهم له أكثر من ولائهم للحزب الحاكم لتركي ما يعني احتماليةانشقاقهم وتقليص الأغلبية الحزبية أو على الأقل لن يرضخوا لتعليمات الحزب الحاكم بتمرير حزمة التعديلات الدستورية الأردوغانية الرامية لتحويل النظام التركي من برلماني لرئاسي لتكريس حكم الفرد الأردوغاني في تركيا، ومن ثمة تبدأ رحلة تغير علمانية تركية إخوانيه.

إخوانية تركيا لن تعني إلا المزيد من التباعد بين تركيا والكثير من البلاد المجاورة كسوريا التي يعادي نظامها الحاكم الإخوان كما سيعادي مصر أو قل سيستمر عداؤه لمصر ولرئيسها،وقد يضع تركيا في  صدام مع إيران الداعمة لسوريا، وإيران في الحقيقة حليف تركيا على الأقل من الناحية الاقتصادية كل هذا يضعنا أمام تساؤل هام، ماذا نحن  فاعلون في تلك الأزمة المزمع حدوثها والإعلان عنها قريباً بين رئيس الوزراء التركي ورئيس الجمهورية؟ هل ستستطيع مصر الترويج لدعاية مضادة للنظام التركي كما فعلت من قبل بأنه يقمع معارضيه حتى أن رئيس وزراؤه استقال أم أننا سنفوت الفرصة كفرص كثيرة من قبل.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter