تكاثر اليهود الاورثوذكس من التجنيد مشكلة كبرى للجيش الإسرائيلي
يزداد مع الوقت عدد المتهربين من الخدمة العسكرية في إسرائيل، وحتى وسط اولئك الذين ينخرطون في صفوف الجيش فإن الأشياء تتغير الآن. فالضباط الذين يعارضون تخلي إسرائيل عن الضفة الغربية يتزايدون عددا وقناعة. وهذا أمر يهدد بتعقيد عملية انسحاب المستوطنين اليهود منها في اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
لندن: منذ تأسيس إسرائيل، ظل الجيش يؤدي مهمتين: الأولى هي القتال وصد المخاطر الخارجية، والثانية كونه «الصمغ» الذي يوحّد المهاجرين اليهود من مختلف دول العالم في بوتقة الهوية الإسرائيلية. على أن هذه الصورة تتغير بشكل درامي الآن تبعا لتقرير مطوّل خرجت به صحيفة «واشنطن بوست»، وهذه هي الحلقة الأولى منه.
اضمحلال الثقة
مع أن الخدمة العسكرية إجبارية على الشباب من الجنسين، يتعاظم الآن عدد من هؤلاء في تحاشيهم هذه الخدمة بشكل يقلق كبار الضباط إزاء أن البلاد قد لا تجد المقاتلين عند الحاجة.
وحتى وسط اولئك الذين ينخرطون في صفوف الجيش فإن الأشياء تتغير الآن. فالضباط الذين يعارضون تخلي إسرائيل عن الضفة الغربية يتزايدون عددا وقناعة. وهذا أمر يهدد بتعقيد عملية انسحاب المستوطنين اليهود منها في اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
وقد جددت سلسلة من الفضائح في الآونة الأخير الجدل حول الأخلاقيات والمحاسبة في القوات المسلحة بحيث صار واضحا أن ثقة الشعب فيها تضمحل بشكل خطير. وعلى سبيل المثال فقد بدأ موقع «يو تيوب» الإلكتروني منذ الشهر الماضي عرض شريط فيديو لجندي إسرائيلي يرقص على وقع الطبل الشرقي حول فلسطينية معصوبة العينين ومقيدة اليدين، وهو أمر سبب الكثير من الحرج للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
من العيب إلى المقبول
وفقا لدراسة أجرتها شعبة العلوم السياسية بجامعة حيفا في أغسطس / آب الماضي، فقد تنامت نسبة عدد الشباب في سن التجنيد الإجباري الذين يتحاشونه بالكامل من 12.1 في المائة في العام 1980 إلى 26 في المائة في 2007. ويقدر الخبراء العسكريون أن هذه النسبة ستصل الى 43 في المائة بحلول العام 2020.
وأظهرت الدراسة نفسها فقد انخفضت نسبة الشباب الإسرائيليين الذين يقولون إنهم سينخرطون في صفوف الخدمة العسكرية حتى في حال كانت غير إجبارية من 94 في المائة في العام 1988 إلى 57 في المائة فقط في 2007. ويقول شاف كيزلشتاين الذي ظل يعمل 18 سنة مسؤولا في وحدة الجنيد: «قبل 15 أو 20 سنة كان التهرب من الخدمة عيبا».
ويستطرد: «لا أقول إن هذا الوضع انعكس الآن، لكن الأشياء اختلفت بحيث صار إعلان الشاب أنه لا يرغب في الخدمة العسكرية لا يصيبه بأي قدر من الخجل. وهذا وضع عززته حقيقة أن شبابا مشاهير صاوروا يرفضون الخدمة، مثل بار رافائيلي، صديقة (الممثل السينمائي الأميركي) ليوناردو دي كابريو».
تركيبة سكانبة مختلفة
التفسير الأكبر في انخفاض عدد المجندين يكمن في تزايد أعداد اليهود الاورثوذكس الذي يتلقون تعليمعهم في اليشيفا (المدارس الدينية) وهم معفيون من هذه الخدمة. ويضاف الى هؤلاء المعفيون لأسباب صحية، أو لأنهم أصحاب سجلات إجرامية، أو لأنهم يعيشون خارج إسرائيل.
واليوم فإن الجيش يخسر 13 في المائة من مجنديه المحتملين بسبب تكاثر اليهود الاورثوذكس مقارنة بـ4 في المائة فقط قبل عشر سنوات. ويتوقع لهذه النسبة أن تصل الى 20 في المائة بحلول 2020 وذلك بسبب ارتفاع نسبة المواليد وسط اليهود الاورثوذكس مقارنة بمواليد الأسر العلمانية.
ومن أجل إقناع الاورثوذكس بالتطوع للخدمة العسكرية فقد وسع الجيش رقعة خدماته لتشمل تقديم الأطعمة الخاصة ومزيدا من الوقت للصلاة وتعديلات أخرى عديدة تتواءم مع متطلبات اليهودي المتديّن.
وفي الماضي كان الضباط يأتون من عائلات الصفوة العلمانية في تل ابيب أو من مزارع الكيبوتز الجماعية. أما الآن فقد صار المنبع الرئيسي هو اليهود المسيّسون الملتزمون دينيا وصهيونيا والمندمجون في المجتمع على نحو أكبر منه وسط الاورثوذكس. وتقول مجلة «معارشوت» الفصلية التي يصدرها الجيش إن ثلث اولئك الذين يكملون دورات تديريب الضباط يأتي من تلك الشريحة. وهذه زيادة تبلغ عشرة أضعاف ما كان الحال عليه قبل عشر سنو
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :