الأقباط متحدون | "عودة السلفية".. بين الدعوة الدينية والمطامع السياسية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:٠٤ | الأحد ١٤ نوفمبر ٢٠١٠ | ٥ هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٠٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس حوارات وتحقيقات
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٧ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

"عودة السلفية".. بين الدعوة الدينية والمطامع السياسية

الأحد ١٤ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

د. "عمَّار على حسن": ظهور الرموز السلفية يقف وراءه الأمن من أجل الضغط على الكنيسة؛ لضمان أصوات الأقباط فى الانتخابات.
* "أمين أسكندر": الحركات السلفية والوهابية مُغذاة من "السعودية"، وعلى تنسيق مع الأمن فى "مصر" لمواجهة الحركات السياسية.
* "عادل الضوي": السلفيون بدأوا يدخلون الحياة السياسية فى الفترة الأخيرة من خلال باب النعرات الطائفية.
 
"عودة السلفية".. بين الدعوة الدينية والمطامع السياسيةتحقيق: عماد نصيف

ألقت أجهزة الأمن مؤخرًا القبض على (20) شخصًا من "الفيوم" بتهمة اعتناق فكر تنظيم الجهاد، ومنذ أن ظهرت أزمة "كاميليا شحاته" منذ بضعة شهور، ظهرت الرموز السلفية تقود التظاهرات أمام المساجد ضد الكنيسة والبابا "شنودة"، متهمين الكنيسة بأنها دولة داخل الدولة.. هذا بالإضافة إلى المظاهرات التى اندلعت مؤخرًا ضد تصريحات الأنبا "بيشوي"، والتى تواكبت مع تصريحات د. "محمد سليم العوا"، وانتشار مظاهر السلفية فى الشوارع سواء التى ظهرت فى الزى الذى يرتديه البعض رجالاً كانوا أو نساء، أو فى انتشار الكتب وغيرها من وسائل المعرفة التى تحمل الفكر السلفي، وازدادت النبرة السلفية مؤخرًا مع انتشار الفضائيات السلفية والفكر الوهابي الذى تقف وراءه دول وكيانات بعينها. 
 
وكانت الجماعات السلفية منذ نشأتها فى 1927، تقوم على فصل الدين عن السياسة، وكان غرض نشأتها هو الدعوة الدينية فقط، واشتهرت الجماعة بعدم معاداتها للدولة أو الاحتكاك بها؛ لأن فكرها دعوي وليس سياسي..
ولكن فى السنوات الأخيرة، بدأت الجماعات السلفية تنتهج نهج الإخوان المسلمين، وتطمع فى المشاركة فى الحياة السياسية. وقد وجدت هذه الجماعات التربة المناسبة لها من قبل بعض أجهزة الدولة، فاستخدمتها كورقة سياسية تلعب بها ضد الكنيسة فى بعض الأحيان أو ضد الإخوان فى أحيان أخرى.. لكل هذه الأسباب؛ طرحنا تساؤلنا على أصحاب الرأى، حول أسباب عودة الجماعات السلفية فى السنوات الأخيرة: 
 
بدايةً، تحدَّث د. "عمار على حسن"- خبير الجماعات الإسلامية- عن تاريخ الجماعات السلفية الدعوية، والتى يرجع تاريخها إلى سنة 1927 فى "مصر"، بينما الجمعية الشرعية الإسلامية يرجع تاريخها إلى سنة 1924. مشيرًا إلى أنها كانت جماعات دعوية خيرية تنطوي تحت مفهوم النفع العام.. لا تجرح أحد أو تكفِّر أحد، ولا تجافى السلطة، لكن بعد ذلك حدث انجراف نحو سلفية غير مصرية مغلوطة الفكر عن الإسلام، حيث تكوَّنت فى حالة الاحتقان العام حيال الاستعمار الغربي. موضحًا أن السلفية هى إحدى السمات الرئيسية للأديان السماوية الثلاثة، فهناك اليمين المسيحي المحافظ فى "أمريكا"، واليمين اليهودي المحافظ فى "إسرائيل"، واليمين الإسلامي السلفي فى العالم الإسلامي والدول الإسلامية على حد قوله.
 
وأضاف "حسن": إن هذه التيارات السلفية ضغطت من أجل تحويل الأديان إلى أيديولوجيات سلفية جهادية، فظهرت سلفية القاعدة، كما ظهرت سلفية بعض الأحزاب المصرية فى مشهدها الأخير؛ حتى تكتسب لها قاعدة جماهيرية. وفى الوقت ذاته، فإن الدولة لها علاقات طيبة مع الكنيسة، تسخِّرها لخدمة السلطة- على حد قوله- كما تستخدم السلفية لنفس الغرض وهو تطويع المشهد السياسى لها، وتطويق مشروع الإخوان السياسي فى "مصر".
 
ورأى "حسن" أن ظهور الرموز السلفية مؤخرًا ليس عفويًا، بل يقف وراءه الأمن من أجل الضغط على الكنيسة؛ لضمان أصوات الأقباط فى الانتخابات، وعرقلة حصول الأقباط على حقوقهم من خلال إضفاء السلفية على المشهد السياسي.
 
وقال "أمين إسكندر"- مؤسِّس حزب الكرامة: إنه- وفى تقديره- منذ أن سادت النظرة الطائفية للأحداث العلمية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ونظرة "الولايات المتحدة الأمريكية" إلى العالم الإسلامي، وبروز الجماعات الإسلامية التى تنادي بالجهاد الإسلامي، برز المشروع الإسلامي فى مواجهة النظام الرأسمالي الأمريكي الغربي، والذى قامت "أمريكا" من خلاله بنقل العدو الإشتراكي إلى العدو الإسلامي، ونظر العالم الإسلامي إلى الغرب على أنه عدو صليبي. موضحًا أن النظرة الطائفية متبادلة.
 
وأضاف "إسكندر": إن الجماعة الإسلامية والإخوان يتواكب ظهورهم فى الأحداث فى فترات مختلفة بشكل سلفي. مشيرًا إلى أن الحركات السلفية والوهابية مغذاة من "السعودية"، وإنها فى "مصر" على تنسيق مع الأمن لمواجهة الحركات السياسية. موضحًا أيضًا أن هناك الحركات النفطية، والتى هزمت المشروع القومي فى "مصر" كلها، والقائم على الإصلاح السياسي والمواطنة.

وأكّد "إسكندر" أن هذه العوامل كلها، ساهمت فى ظهور السلفية من جديد فى السنوات الأخيرة، وأصبح لها اليد الطولى سواء فى تحريك الفتن الطائفية أو القيام بالتظاهرات الأخيرة تحت زعم أسلمة الفتيات. موصحًا أن ما يحدث فى "مصر" هو نتاج طبيعي للظروف العالمية والصراع الإسلامي - الغربي، ولكن فى "مصر" يقوم الأمن باستخدام الجماعات السلفية ضد الأقباط حتى يرتمي الأقباط فى حضن الحزب الوطني، خاصة ونحن مقبلون على الانتخابات البرلمانية، ولعل الحزب الوطني استغل تهديد القاعدة الأخير ضد الكنيسة المصرية، وضخَّمه إعلاميًا حتى يشعر الأقباط بقيمة الحزب الوطني، وخاصةً تصريحات أقطاب الحزب بطمأنة الأقباط ضد تهديدات القاعدة.
 
ومن جانبه، رأى "عادل الضوى"- الكاتب الصحفي، وعضو الأمانة المركزية بحزب التجمع- أن كل التحركات السلفية التى تنطلق، إنما هى من حركات دينية لها أجندتها وإن اختلفت فى "التكتيك"؛ موضحًا أن هناك "إخوان" و"سلفيين" و"وهابيين" يتحركون فى المحيط السياسي الإجتماعي على أساس طائفي بعيد عن ظاهرة خلط الدين بالسياسة. وأشار إلى أن السلفيين من خلال تاريخهم، عزفوا عن المشاركة فى الحياة السياسية، ولكنهم فى الفترة الأخيرة بدأوا يدخلون الحياة السياسية من خلال باب "النعرات الطائفية"، وقد وجدوا ضالتهم فى مناسبات مثل إدعاء عودة "وفاء، وكاميليا"، وهو ما يُعد استمرار للظاهرة السلفية التى تفاقمت فى العقود الثلاثة الأخيرة. ولأن النظام الحاكم لم يأخذ موقفًا حاسمًا ضد أي جماعة تحاول استخدام الدين أو شعارات دينية فى الحياة السياسية، فقد ازداد نمو هذه الجماعات فى استخدام الدين لتحقيق أغراضها السياسية.
 
وأضاف "الضوي": إن النظام الحاكم فى "مصر" ترك ملفات حساسة وشائكة مثل "ملف الوحدة الوطنية"، والتعامل مع حقوق الأقباط، فى يد الأجهزة الأمنية فقط، وقد ثبت على مر التاريخ هذا الخطأ الفادح. موضحًا أن هذه الملفات كان يجب أن يوليها الجميع العناية بدءًا من القيادة السياسية وحتى الأحزاب والمجتمع المدني، ويتم التعامل معها من خلال مبدأ المواطنة وليس القضية الجنائية.

واختتم "الضوي" كلامه موضحًا أنه كان من الطبيعي أن يسعى التيار السلفي لمحاولة لعب دور سياسي فى هذا المناخ المتردى. وتساءل: لما لا؟ وهم يرون جماعة الإخوان مطلَقة اليد فى العبث بمقدرات الوطن، ويصرون على استخدام شعار "الإسلام هو الحل" فى دعايتهم، برغم تحذير اللجنة العليا للانتخابات والحكم الصادر مؤخرًا بمنع استخدام هذه الشعار. مؤكدًا إنه لا يوجد أى حظر على هذه "الجماعة المحظورة" وإنما هى "جماعة محظوظة". 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :