د. مينا ملاك عازر
لن أكتب عن اقتحام نقابة الصحفيين، ولن أكتب عن تحريض الصحفيين لأعمال شغب ضد الأمن، ولن اكتب عن مماطلة النقابة وحمايتها لخارجين عن القانون لأن ذلك لا يمكن الكتابة عنه إلا بعد تذييله إذا ما صح هذا، ولما كان إذا ما صح عكسه إذا ما لم يصح أي أن الشك هو الأقوى في تلك الحالات والضبابية تعم كل الأشياء، والشك يفسر بحسب رجال القانون في مصلحة المتهم فيصعب علي الكتابة باتخاذ موقف النقابة وهو من الممكن أن يكون على خطأ إذا ما صحت رواية الداخلية، ولن أتخذ صف الداخلية التي غالباً ما أخطئت إذا ما صحت رواية النقابة ولن أدافع عن الصحفيين لأنني لا أتابع التحقيقات ولا أعرف إن كانا حرضا أم لم يفعلا.

مصر في شك وتحت عنوان ثورة الشك ستقوم ثورة المصريين القادمة ليس ضد السيسي لكن ضد أنظمة متعاقبة احترفت التغمية والتعمية والمواربة، والمواراة والمداراة والخيبة، وجعل الناس يعيشون في شك حتى أنهم يشكون فيك وأنت منهم.

سيادة الرئيس، هل تسمعني؟ الناس بقت تشك شك مشكوك في شكهم نفسه، يشكون في أي كلام بيتقال، الداخلية ليس لها مصداقية ولا رصيد لدى الشارع، وانظر لأزمة ريجيني كيف أن الداخلية أنهت على البقية الباقية من حمرة الخجل بسلسلة من البيانات المشككة فيها نفسها، ونقابة الصحفيين الذي من المؤكد من بين أعضائها صحفيين في صحف صفراء تحترف صناعة الأزمات باختلاق الأكاذيب ليست موضع ثقة، وإن كانت الأقرب للتصديق للأمانة إذاما قارنا مصداقيتها بمصداقية الداخلية صاحبة المصداقية صفر في الشارع المصري.

ليست القضية داخلية ونقابة، القضية مصداقية الداخلية التي لم يعد أحد يصدقها بل أن الكل يتخذ موقف الطرف المعادي لها فور اختصامه لها لأنهم يصدقون أي أحد ولا يصدقونها، ويجب على الداخلية أن تبحث عن حل لأزمة الثقة التي يعيشها الشعب حيالها، وإلا سقطت الداخلية رغم المقر الجديد وأحدث أطر التأمين ليس سقوطاً أمنياً ولكن سقوط من نظر الناس هذا إذا لم يكن قد سقطت بالفعل.

الذي ينقص هذه القضية شخص موثوق فيه، جهة نصدقها، تحكي فيثق الكل في روايتها، من يثقون في الداخلية يصدقونها، ومن لا يثقون بالداخلية وهم كثر لن يصدقوا إلا نقابة الصحفيين، ما يعني أن من الضروري لطرف ثالث محايد على ثقة يدخل ليحكم ويفصل ويكون حكمه رادع لمن يكذب ويدعي لتكن هذه القضية نواة لبذرة ثقة تقضي على أشجار الشك الوارفة في الداخلية حتى وإن ثبت كذب الداخلية وذلك من خلال تطهير الداخلية من هؤلاء الكذبة الذين يسيئون لها أكثر من إساءة المعذبين والقتلة والإجراميين والمتواطئين مع مجرمي الجعافرة وغيرها.

المختصر المفيد أكاد أشك فيك وأنت مني.