بقلم: فاضل عباس
ثمة سلوك انتخابي خاطئ مارسه بعض المرشحين أو أنصارهم وبعض الأحيان بإيعاز منهم في العملية الانتخابية بما يؤثر على مصداقية المرشح وكل ذلك في سبيل ضمان الفوز ولكن السؤال ما قيمة الفوز بالمقعد الانتخابي بدون أن يكون هناك عرق وتعب للظفر بالاردة الشعبية.

واحد من هذه الممارسات هو الضغوط على المنافسين لكي ينسحبوا ليفوز هذا المرشح أو ذاك بالتزكية وبدون منافسة!! وصلت الأمور إلى حد قيام بعض المقربين وبإيعاز من المرشح بعرض مبالغ مالية على خصومهم لينسحب من سباق الانتخابات ليفوز هذا المرشح بدون معركة انتخابية وبعض هؤلاء المرشحين كان ظاهراً عليهم هذا التوجه وضمان الفوز من خلال عدم وجود حملة انتخابية وحتى البنرات المعلقة اثنتين فقط في دائرة كبيرة بالآلف !!.

الجانب الآخر هو انتهاك خصوصيات المواطنين من حيث الاتصالات التي جرت في بعض الدوائر والتي تطلب التصويت لبعض المرشحين ضد آخرين والسؤال هنا كيف علمت تلك الجهات بأرقام هواتف جميع أبناء الدائرة لكي يتم الاتصال بها ؟! وأين هي الجمعيات الأهلية التي راقبت الانتخابات؟ فالموضوع في غاية الخطورة بان تصبح أرقام هواتف المواطنين سلعه بيد سماسرة الانتخابات، بالإضافة إلى أن هذا السلوك يسيء إلى المرشح والمرشح المنافس وقد يولد رد فعل في الاتجاه العكسي لذلك لابد من ضبط هذا الموضوع في الانتخابات القادمة. كوبونات الانتخابات كثرة هذا العام وارتفع سعرها وتعددت الأسواق التي تصرف منها فبعض المرشحين عمد إلى توزيع كوبونات انتخابية بقيمة 20 أو 25 دينارا بحيث يستطيع المواطن الذهاب وشراء بعض المستلزمات من بعض الأسواق المعروفة وهو عمل يراد منه تحقيق معادلة الكوبون مقابل الصوت وهي أيضا تسيء لهذا المرشح فمن يسعي لمساعدة المواطنين عليه أن يفعل ذلك قبل الانتخابات وليس أثناء التصويت تشاهد أعضاء الحملة الانتخابية لهذا المرشح وهم واقفون بكوبوناتهم يوزعونها على من يصوت لهم !!.

                          حالة التدين أيضا غلبت على بعض المرشحين وهم يعرفون بعلمانيتهم فغدا حفلهم الانتخابي يبدأ بالقرآن الكريم والصلاة في المسجد بعضهم لا يفوت ولا فرض مند إعلان الترشيح وكل ذلك من اجل المقعد النيابي فنحن لا نعترض على التدين ولكن نتحفظ على غش الناس بتدين مصطنع يراد منه كسب تعاطف المواطنين وايهامهم بالورع والزهد مسايرة مع الشارع الإسلامي.
المرشح العاقل من يزن كلامه جيداً فلا يبالغ في تأكيد انتصاره والاستهتار بالآخرين ثم تأتي النتائج عكس ذلك حتى الدور الثاني لا يصله بل ولا يستطيع الحصول حتى على مئتي صوت فهذه المبالغات إيحاء بثقة زائدة غير موجودة أساسا ولا تنسجم مع الواقع فرحم الله امرءاً عرف قدر نفسه.