الأقباط متحدون - أكلاشيهات إعلامية
أخر تحديث ١٠:٢٠ | الثلاثاء ٣ مايو ٢٠١٦ | ٢٥برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩١٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

أكلاشيهات إعلامية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

د. مينا ملاك عازر
بمرور أيام الأعياد التي مرت بها مصر، من أعياد تخص الأقباط المسيحيون، وأعياد تخص العمال المصريون ومنهم أيضاً مسيحيون لأنه من المؤكد ان من بينهم عمال مسيحيون، بمرور تلك الأعياد دون عمل إرهابي ذو ثقل -والحمد لله- أستطيع أن أقول وأنا مطمئن أن الفترة الحرجة التي كنا نمر بها في حربنا مع الإرهاب قد تم السيطرة عليها، هكذا استطاع جيشنا وشرطتنا القضاء على جذور وأصول الإرهاب في مصر عامةً وشبه جزيرة سيناء خاصة يمكننا أيضاً القول واثقين أن الحرب لم تحسم تماماً، فلم يزل هناك بقاء لعمليات خفيفة تعني أن الإرهاب متواجد ووجودها يؤكد أن ما جرى هو نجاح لإحكام قبضة الشرطة والجيش على الجماعات المتطرفة الدموية، ذلك لا يمنعني مطلقاً من أن أضع الحقيقة نصب أعيننا، أن يقظة الجيش المصري أدت إلى تكبيل يد الإرهاب وهذا حسن.

الفقرة السابقة يمكنك الاكتفاء بها ،لو كان فعلاً أيام الأعياد السالفة الذكر بهذه الفقرة قد مرت فعلاً على خير، وهذا ما أتمناه لأن قلوب المصريين جميعاً لا تتحمل أي فشل للمسؤولين عن الأمن، لا تتحمل رؤية أي دماء، لكن فيما لو وللأسف لم تكن تلك الأعياد قد مرت على خير يمكنك أن تقرأ الفقرة التالية وكفى.

إن الأعمال الإرهابية الغاشمة التي حدثت والتي حاولت النيل من وحدة النسيج المصري وتقارب الشعب المصري وضربه باستغلال الفتن الطائفية ورعايتها لمؤشر أن الحرب على الإرهاب ليس مسالة أمنية فقط ولكن تحتاج الدولة الحرب على الفكر الإرهابي المغذي لأفكار الإرهابيين الذين نفذوا تلك العمليات الآثمة الدنيئة الخسيسة، ولكن ورغم تلك الدماء التي سالت من رجالنا المدنيين والعسكريين إلا أنني وأنا مطمئن أستطيع أن أجزم أن هذا أبداً  لن يفت في عضدنا وفي ترابطنا وفي ثقتنا في جيشنا وشرطتنا حتى وإن بدوا متخاذلين أثناء تركهم لهؤلاء الإرهابيين ليقوموا بعملهم الدنيء حتى أنهم تمكنوا من فعل ما فعلوه للأسف.

عزيزي القارئ، حاولت أن أجمع في الفقرتين الأولى والثالثة أهم الأكلاشيهات الإعلامية المستخدمة في حالتي نجاح الجيش والشرطة في تمرير أيام المناسبات بيقظة أدت إلى منع قيام أعمال إرهابية أو فشلهم لا قدر الله ليس لأنني أكتب هذا المقال قبل هذه المناسبات لاستغلالها في أخذ أجازة، تلك الأعياد الجميلة فحسب ولكن لأقدم لك عيب إعلامي فاجع وهو التعامل المتعرف عليه مع الأحداث وكأننا في منظومة لا تقدم الجديد، فهل هناك  من يستطيع أن يقول أن ثمة اختلاف في تعامل الإعلام في الحالتين سالفتي الذكر اللهم إلا التعامل مع الحالات الخاصة بتحليلات متأنية، لكن الرؤية العامة لعمل إرهابي حدث أو لم يحدث مطلقاً سيكون بهذه الشاكلة التي رأيناها في الفقرتين الأولى والثالثة بغض النظر عن تفاصيل العمل الإرهابي والتعامل مع تحليل تفصيلاته.

أخيراً جنب الله مصر والمصريون كل إرهاب، وأبقانا وحدة واحدة في لُحمة ليوم الدين.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter