الأقباط متحدون | محمية طبيعية لمسيحيي العراق
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٠٩ | السبت ١٣ نوفمبر ٢٠١٠ | ٤ هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٠٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

محمية طبيعية لمسيحيي العراق

بقلم : مدحت عويضة | السبت ١٣ نوفمبر ٢٠١٠ - ٢٢: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

عندما يتعرض نوع من الحيوانات أو الطيور أو الأسماك أو حتي النباتات للانقراض، تقوم الأمم المتحدة ومن خلال منظمة اليونسكو بجهود أكثر من رائعة للحفاظ علي هذه الأنواع، من خلال إنشاء محميات طبيعية لهذه الأنواع، يتوفر فيها المناخ الضروري لتكاثرها مع توفير كل الظروف المناسبة لنموها من غذاء ورعاية صحية وبيئة مناسبة للمعيشة ويحرم فيها الصيد والقنص، كما قد يحرم الصيد والقنص علي نوع معين مهدد بالانقراض خارج حدود المحمية، ليشمل كل بقاع العالم حفاظا علي هذا النوع. لم يتوقف جهود منظمة اليونسكو عند الكائنات الحية بل أمتد ليشمل الآثار والأحجار باعتبارها جزء من تاريخ البشرية... والحقيقة لا نملك إلا أن نحني رؤوسنا احتراما وإجلالا لهذه الجهود الجبارة.
لكننا نتساءل، وقدقمنا بطرح السؤال ذاته منذ أكثر من خمس سنوات: أليس من حق البشر أن تكون لهم محمية طبيعية أسوة بالحيوانات والنباتات والأسماك والأحجار؟؟؟ أليس من واجب الأمم المتحدة والمنظمات التي تفرعت عنها، أن تحافظ علي مجموعة من البشر في حالة وجود خطر يهدد بانقراضها؟؟

 مسيحيو العراق هم أصول وجذور العراق، وهم سكانه الأصليين وصناع حضارته، بل هم صناع حضارة تعد الأقدم في تاريخ البشرية لا تضاهيها علي وجه الأرض سوي الحضارة الفرعونية، كان عددهم بالعراق قبل سقوط بغداد مليوناً ونصف المليون، أما الآن، فلم يتبقى منهم سوي أقل من نصف مليون عراقي مسيحي فقط!!!

مسيحيو العراق يتعرضون لإبادة جماعية ومحاولة لإجبارهم علي الرحيل والهجرة من العراق للخارج، هم أناس مسالمين لا يملكون سلاحا ولا ميليشيات كغيرهم، ولا يشكلون أي خطر أو تهديد لأية فئة أو طائفة عراقية، ومع ذلك يتعرضون لكل أنواع العنف والذل والقهر والاستعباد في جميع أنحاء العراق، بداية من تفجير كنائسهم ومنازلهم في الوسط السني، مرورا بفرض الحجاب علي نسائهم وتحقيرهم في الجنوب الشيعي، نهاية بإذلالهم وإجبارهم علي التكريد في الشمال الكردي، أي حتى الشمال الذي يزعم أصحابه بأنه إقليم الأمن والأمان لمسيحي العراق علي عكس الحقيقة، فرض اللغة الكردية علي غير الأكراد، إلى عدم منحهم الأحقية في إنشاء مشروع تجاري أو صناعي بدون شريك كردي - وهو ما يشبه نظام الكفيل في دول الخليج - هذا غير تعالي الأكراد علي كل ما هو غير كردي.

ففي كل مناطق العراق يوجد تهديد حقيقي وخطير يهدد حياة مسيحي العراق ويهدد وجودهم، بل ويصعب معه العيش في سلام.
إذا ما هو الحل؟؟ نعم تعاطفت الدول الغربية مع قضية مسيحيي العراق وفتحت كثير من بلاد العالم أبوابها لاستقبالهم كلاجئين، وهذا شئ جميل، فهجرة هؤلاء ربما توفر لهم حياة أفضل، لكنه تهجيرهم هو الذي يمثل جريمة في حق العراق وتاريخه وحضارته وجريمة في حق الإنسانية. فمع ظهور الجيل الثالث في المهجر ستختفي لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم والخاسر هو العراق والعالم أجمع. الحل إذا هو إقامة محمية طبيعية لمسيحي العراق داخل أراضي العراق، يتمتعون فيها بحكم ذاتي وتخضع المحمية لإشراف الأمم المتحدة، وتتعهد الدول العظمي بتوفير الحماية للمحمية الطبيعية البشرية، ولدي ثقة كبيرة أن بقدرة الفاتيكان الضغط في هذا الاتجاه لو أراد، وأرى أن ذلك واجب علي الولايات المتحدة الأمريكية للتكفير عن ذنبها في تشريد مسيحيين العراق
نقلاً عن ايلاف




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :