الأقباط متحدون - عندما يشتد الاضطهاد
أخر تحديث ٠٦:٢٥ | السبت ٣٠ ابريل ٢٠١٦ | ٢٢برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩١٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

عندما يشتد الاضطهاد


 بقلم/القس ايمن لويس

 
يُحكى فى التاريخ غير المعلن ان الحاكم بأمر الله ، انه امر بهدم وغلق الكنائس ومنع الاقباط من الصلاة فى معابدهم واديراتهم ، وفيما هو يسير فى شوارع القاهرة الفاطمية سمع اصوات اهازيج تشبه الغناء تتصاعد من العديد من المنازل ، فسئل عن هذه الافراح ،فقالوا له انها ترانيم وقداسات النصارى تتصاعد من منازلهم بعد غلق كنائسهم ، فغضب قائلا اغلقت الكنائس وهدمتها فأذ بى اجد فى كل بيت كنيسه !!! . فمن المعروف تاريخيا ان مسيحى مصر واجهوا عبر العصور اضطهادا شديدا كان اشدهم على الاطلاق ما حدث فى العصر الفاطمى وبالتحديد فى عهد الولد المسمى الحاكم بأمر الله ، الذى تولى الحكم وهو ابن 11 سنة " 996 -1020 " (تاريخ الكنيسة القبطيه فى العصر الفاطمى) ، (المقريزى-الخطط ج4 ص395-400). 
   سبب تذكرى هذه القصه هو لفت انظاركم احبائى القرأء لعدم تجاهل او تناسى التاريخ ، بل الحكمة تقتضى ان نتعلم منه . ومن السذاجة اننا نقطع ونجزم انه عهد ولى ، فبين ليلة وضحها فؤجئ اهل العراق والشام بكبوة داعش وظلوا سنوات منخدعون فى حلو الكلام وشعارات وئد الفتنة ونسيج الوحدةالوطنية ، حتى فوجئ المسيحى وغير المسلم ، بجاره المسلم يحتل بيته ويغتصب نساءه ، وقد كنا فى مصر قاب قوسين او ادنى من نفس المشهد او حدث بالفعل بصورة ما فى امبابة واطفيح وماسبيوا وفض اعتصام رابعه ولا ننسى ما حدث فى قرية دلجا والجلاء وغيرهم ! . وها نحن نعيش حياة يملؤها التوجس والشعور بالتهديد يتخللها احداث يعتبرونها فرديه بين الحين والاخر هنا وهناك . ومن السذاجة ان لا نعترف ان ثقافة التحفز ضد الاخر تصل لأعلى مستوياتها . وانتصاعدالغلوالدينىفىالمنطقةيتزايد ، وزيادةتغلغلالفكرالوهابىونفوذالسعوديةفىالمنطقهوبلادنايجعلالاموراكثرتعقيداوتنذربمؤشراتليستإيجابيةعلىغيرالمسلمينالسنة . منهنااشعرانهالزاماعلينانحنمعشرالمسيحيينالباقينفىالمنطقةبشكلواضحاننواجهالحالةالراهنةبواقعيةتستلزمرؤيةجديدةتضمناستمرارنافىممارسةايمانناوعقيدتنا،ولنكنعلىقناعةانهلايرجىاىتطورمجتمعىلقبولالاخرالمختلف ،فكليوميمريكونافضلمنغده،وبالتالىفمايرجوهوينتظرهالبعضمنتحسنالاحوالوالحقوقمثلمثلااشكاليةبناءدورالعبادةوغيرهمنمشاكلالاقباطلاسبيللهامنحلولعلىالمستوىالسياسىاوادارةالدولة . ولاسبيلامامناالانالاالخروجخارجالصندوقوالتحررمنركام الثقافاتعبر الزمنالذىجعلالكيانالمسيحىيظهرويختزلفىصورةمؤسساتكنسيةمنظمةيمثلها قيادات . .
 كل هذا يجب ان يجعلنا ان نهيئ انفسنا لنكون على استعداد لأستقبال افكار عملية كمسيحيين متمسكين بأيماننا بالرب يسوع ، كما واجه المسيحيون الحقيقيون فى الدول التى كانت مسماه الحزام الحديدى تحت سلطة الحكم الشيوعى . وعلينا ان نترك ثقافتنا التراكمية فى التعامل مع المعطيات الروحية للحفاظ على ايماننا بالعودة لأصل الفكر الكتابى للكنيسة الاولى التى نمت وثبتت فى وسط ظروف شديدة القسوة ، لانها فهمت ان كنيسة الرب ليست مبنى انيق كبير جميل لكنها جماعة من المؤمنين ، وكان التناول يتم فى البيوت !؟ . وما كنيسة اليوم من مبانى الا انها مجرد مكتسبات من التطور التراكمى عبر الزمن حتى اننا نسينا ان الكنيسة هى جماعة المؤمنين وتشبثنا بان الكنيسة هى المبنى .فلا ارى حل يرجى إلا العودة للطريقة التى نشأت بها الكنيسة الرسوليه الاولى .. الكنيسة التى كانت فى البيوت . وبدعوتى هذه لا ابغى محو خصوصية اى كنيسة فى فهمها لممارستها العقائديةللايمان المسيحى ، لكن من اجل البقاء وعدم الانقراض حتى الفناء ، فيجب ان نجد طريقة لكى يمارس كل منها فهمه العقائدى فى كنيسة البيت ، انسوا موضوع قانون بناء الكنائس فاعتقد ان الرب يريدنا ان نتعلم من محنة بناء الكنائس .. ويريدنا ان نوفر المال الكثير  والجهد الكبير ، لنفهم فكر المسيح الذى لم يبنى كنيسة او هيكل من حجارة فى حياته الارضيه ، بل جعل الانسان هو الهيكل الذى يجب ان يسكن فيه 1بط5:2 ، 1كو12:12 . فقد بنينا الكنائس وانشغلنا عن بناء الانسان روحيا ، فصارت المسيحية ديانه وليست رسالة ايمان يُختبر ، فأنتشرت المسيحية الاسميه لاشخاص ينتمون لمبنى وتنظيم اكثر من انتمائهم للمسيح الرب .. صار الانتماء للكنيسة والطقس وليس لكلمة الرب ، فقد صار الكتاب المقدس من قطع الاساس لزوم التبرك وليس لمعرفة مشيئة الرب . فقد نسينا ان المسيح هو رأس الكنيسة !! ؟ اف23:5 ، كولوسى 18:1 و 10:2 . من هذا اناشدكم ان تفهموا الفهم الصحيح عن الكنيسة ، فهى ليست (  مجرد بناء معمارى ، وليست تنظيما بشرياً ، ولا يرأسها إنسان ، ولا تتطلب مجموعة من المرتسمين او من يسموا رجال دين ) .. لا يعنى هذا ، ألا يكون هناك قادة معينين ومرتسمين ومكرسين للبشارة هؤلاء هم حباهم الله المقدرة لقيادة الكنيسة . فالرسامة والتعيين يعنيان الكثير للكنيسة عندما يكونان برهان للمواهب الروحية ، والدراسة الجادة لكلمة الله . أما عندما يكونوا مجرد لقب وعنوان يدل على التمييز والتعالى وحمل درجة دينيه مرتفعة ، يتحول التعيين إلى عقبة أمام الكنيسة . ففى اى الاحول رغم أن وجود هؤلاء القيادات هام فى خدمة الكنيسة ، لكن لا يكون لحضورهم اهمية فى حياة الكنيسة فى أوقات الاضطهاد العصيبة ، بل احيانا يكونوا عبء مضاعف . مع العلم ان السلطات سوف تعظم دور ووجود هذه القيادات وتساعدهم فى مزاولة انشطتهم لتعطى ايحاء بأنها تساير انماط دول العالم الحر وانها دولة عصرية تقبل التعدديه الثقافية . الا ان الحقيقة ان ما سوف تقوم به هذه القيادات الكنسية المُسيسة والتى تم احتوائها من النظم السياسية سوف تمارس أى شئ الا الدور الحقيقى الروحى المنوط بهم القيام به بحسب الكتاب المقدس .
 
     وطبعا كلمة اضطهاد كلمة سيئة السمعة عند الانظمة السياسية التى تنحاذ لدين محدد او عقيده او مبدأ ، ولان الاضطهاد يخضع للنسبية فى التقييم فمن المعتاد بحسب تقييمهم ان الاقليات الدينية فى دولهم يرون انهم اسعد الاقليات على الارض وان ما هو ممنوح من حقوق لهم يفوق ما يحصل عليه الاقليات الاخرى فى الدول المعروف عنها انها دول العالم الحر !!! ، والاكثر بشاعة وخطورة ان هذه النظم تروج هذا المنطق المغلوط ليكون ثقافة الاغلبية حتى انهم ينجحون فى اقناع كثير من هذه الاقليه المضطهدة بانهم فى نعيم ، وأن هؤلاء الذين يطلبون بتصحيح الاوضاع هم مارقون خونه متأمرين . 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع