بقلم: شفيق بطرس
ركب أعضاء مجلسنا الموقر وصاحب قراره بمصر موجة أنفلونزا تُسمى أنفلونزا السواين أو كما يطلقون عليها (سواين فلو) المكسيكية التي ظهرت في المكسيك وانتشرت في بعض بلاد العالم ولم تسبب أي خطر وبائي بعد، وأكتشف البعض أنها مُدمرة وخطيرة بدون أي معرفة ببحور العلم والطب وعلوم الأوبئة والإفتاءات فيها قد كثرت (وفتاوى كلها بلاوي).
فمن أفتى أن الخنزير ينقلها للإنسان ومن أفتى أنه ينقلها للطيور ومن أفتى وأفتى وكثر العلماء والخطباء.. وده إللي فالحين فيه!! بالرغم من أننى لم أسمع عن إصابة خنزير واحد بأمريكا أو المكسيك، ولا أحد تقدم أو فكر فى إبادة أي خنزيرأو ذبحه في هذه المزارع الضخمة المنتشرة في كل هذه القارات والبلاد، لكن بمصر نجد من يركب الموجة بكل سرعة ويقولونها صريحة.. يجب أن نستغل الفرصة للقضاء على هذا الحيوان النجس من بلادنا الإسلامية!! والصراحة.. راحة.. يعني من الآخر حيوان نجس في بلاد إسلامية تساير وتعلي راية الشريعة الإسلامية وكما قالها رئيس المجلس الموقر من قبل (الشريعة الإسلامية فوق كل قانون بمصر).
وما زلنا نلف وندور والهدف واضح ومعروف.. القضاء على النجس في تفكيرهم وشريعتهم لتطهير مصر الإسلامية من البراثن التنجيسية، وهجمت قوات مدججة بالعتاد والسلاح على شعب غلبان ضعيف أعزل وسحبوا الأب الكاهن وتم ضربه في عرض الشارع، وجمعوا الشباب مثل الغنم ودفعوهم فى بوكسات الداخلية للإعتقال ليساوموا بهم الأهالي لتقديم كل ما لديهم من خنازير ومصدر رزقهم ليبيدوها.
وتم تدمير سيارات النصف نقل الخاصة بفقراء جامعي القمامة وإشعال النار في بعض الأماكن مما تسبب في حرق بعض المنازل، تم سحب الخنازير من حظائر الأقباط ورش بعضهم بالجير الحي (وهذه وحدها أكبر جريمة سيعاقب عليها المجتمع الدولي حكومة الطغيان بمصر)، هذا المجتمع الدولى وجمعيات حقوق الحيوان الدولية الذين قد فضحوا مجازر مصر فيما سبق على طريقتهم في ذبح الأغنام والبقر في مجازر مصر وهي طريقة وحشية لا تتناسب أبداً مع أي مبادئ لحقوق الحيوان، مما منع أستراليا وبعض الدول الغربية من تصدير حيوانات حية لمصر.
وبكل أسف أقدم لكم قصة صغيرة لربما تهم البعض منا كمصريين.. فقد كنت منذ يومين في متجر كبير للإلكترونيات لشراء بعض الإحتياجات لي، وكانت تليفزيونات المتجر مفتوحة على محطات مختلفة، وقرب (الكاشير) كانت هناك شاشة كبيرة تعرض برنامج إخباري وكان الرئيس الأمريكي أوباما يتحدث ويقول إنها إنفلونزا عادية ولكننا نتحسب لكل شيء لحماية الجميع ولا نسميها أنفلونزا الخنازير أو أي مسمى آخر لكنها لا تمس الخنازير كما ((اعتقدت بعض الدول)) التي بدأت بإبادة الخنازير..
وهنا نظرت إلى ردود أفعال الناس حولي وكانت صعبة وكل منهم قد قال كلمته.. تخلف.. همجية.. جهل.. تعصب.. قذارة.. والباقي لا أستطيع أن أقوله لأن بعض الأمريكان أساتذة في اختراع أصعب الشتائم القبيحة، وسحبت باقي فلوسي من الكاشير وأخذت مشترياتي وانسحبت في هدوء وقلت:
آآآآآآآآآآآه لو علموا ما حدث للبشر وللغلابة الأبرياء وطريقة إبادة هذه الحيوانات، وظلم أصحابها وعدم تعويضهم بأي مقابل سواء حيوانات بديلة أنظف في شرعهم ورأيهم أو مبالغ مالية..
آآآه... لو عرفوا الغرض والهدف..
والسؤال ولمَ لا؟؟ ولماذا لا يعلم كل إنسان فى العالم ما حدث بأرض مصر من ضغوط وعذابات لمجموعة من البشر قد ارتضت أن تمتهن أقذر المهن ليعيش باقي أهل القاهرة في نظافة؟
لماذا نقبل الضغط بعد ضغط ويقف أمامنا كل عملاء الحكومة ويهوذات الأقباط ويقولون لا إضطهاد ولا تعمد بالإهانة؟
وماذا تسمون ما يحدث كل يوم يا سادة في أرض مصر من أقصى شمالها لأقصى جنوبها؟، قتلة قد قتلوا ضحاياهم علناً وفي وضح النهار ونعمل لهم ألف تمثيلية وألف سيناريو وألف خطة قذرة داخل ساحات العدل والقضاء لتبرئة المُذنب ويأخذ القاتل براءة والذل كل الذل لأهل القتلى الأقباط.
وأبرياء من الأقباط يُزج بهم فى السجون والكل يعلم برائتهم والطب الشرعي يثبتها ولكن القانون أعمى لدينا بمعنى آخر.. أعمى لا يرى إلا من جانب واحد ولا يبالى ولا يهتم إلا برضى العقلية التعصبية ما حدث فى ملوي والطيبة ومنقطين و... و... و... في كل أرجاء مصر يؤكد حقيقة واحدة قبلناها أو لم نقبلها نتفلق ونشرب من أقرب ترعه تقابلنا ألا وهي.. مسموح الضغط وممنوع الإنفجار.
مش كدة ولا إيييه