الأقباط متحدون - نحن نصنع الجنون!
أخر تحديث ١٣:٣٩ | الأحد ٢٤ ابريل ٢٠١٦ | ١٦برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٠٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

نحن نصنع الجنون!

بقلم: عـادل عطيـة

سمي عقل الإنسان عقلاً؛ لسببين:
اما لأنه  من المعقل، وهو الملجأ.. فكأن حامله يلجأ إليه في كل أحواله!

أو لأنه يعقله أي يحجزه عن الوقوع في الهلكة!

وسمي العقل: حجراً؛ لأنه يحجر الإنسان عن ارتكاب الخطأ!

كما سمي: نهية؛ لأنه ينهي صاحبه عن فعل ما لا يحمد!

ومع أن العقل  هو كل هذا، وهو رفيق الطريق، والمعرفة والبصيرة..

إلا أن البعض يعتبره زينة على مائدة الحياة!

والبعض الآخر، يُدمّره؛ فيصبحون مجانيناً، أو: كالمجانين!

كنت أتساءل لماذا يصبح الإنسان مجنوناً؛ عندما يتعرّض لموقف مأساوي؛ فعرفت أن الموقف القاسي لم يجد سوى فراغاً خالياً من الإيمان والأمل؛ فسقط الإنسان في هوة جحيم الجنون!

وما أكثر الفراغات التي نتركها؛ لنسقط في هوّتها، ونصنع لأنفسنا نوعاً ما من أنواع الجنون!

فعندما نتمسك بالكبرياء، ونترك فراغاً خالياً من التواضع؛ نسقط في جنون العظمة!

وعندما نتمسك بالتعصب، ونبتعد عن المحبة والتسامح؛ نسقط في جنون الإرهاب!

وعندما نسمح بالعداوة والكراهية أن تمتلك على مشاعرنا؛ نسقط في جنون الموت!

وعندما نتوقف عن الدراسة والبحث والنمو في المعرفة؛ نسقط في جنون المقاومة.. مقاومة كل شيء حتى مقاومة النصوص السماوية!

ولعل حركة المقاومة الإسلامية في غزة "حماس"، وحركة المقاومة الإسلامية في لبنان "حزب الله".. من أشهر المنظمات إصابة بهذا الداء اللعين "جنون المقاومة"، والذي أعتبره رأس كل جنون!

فلو أمعنت هاتين الحركتين في الآيتين 20 و21 من سورة المائدة، والتي تقولان:

"وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً وآتاكم مالم يؤت أحدا من العالمين. يا قوم أدخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على آدباركم فتنقلبوا خاسرين".

أقول، لو أمعنتا بجدية وإخلاص فيهما، وتدبرتا إرادة الله؛ لما اصبحتا في صراعهما مع دولة إسرائيل، كمن يعيدنا إلى أبدية الحروب الجاهلية ليس بسبب حصان، وفرس، وناقة، ولكن بسبب نصوص دينية!...


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter