كتبت – أماني موسى
يحتفل اليوم أقباط مصر بأحد السعف أو أحد الشعانين وهو بدء ما يعرف وفق الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بـ "أسبوع الآلام"، وهو أخر أسبوع في الصوم الكبير قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.
ما هو أحد الشعانين؟
أحد الشعانين هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد القيامة ويسمى الأسبوع الذي يبدأ به باسبوع الآلام, ويوافق أحد الشعانين ذكرى دخول المسيح إلى مدينة القدس.
كما يسمى هذا اليوم أيضًا بأحد السعف أو الزيتونة لأن أهالي القدس إستقبلت يسوع بالسعف والزيتون المزين وفرشوا الثياب وأغصان الأشجار والنخيل تحت قدميه.
سمى بأحد الشعانين لأن كلمة "شعانين" هى تحريف للكلمة العبرية "أوشعنا" أي خلصنا، حيث استقبل أهالى بيت المقدس المسيح بالهتاف "خلصنا خلصنا" انتظارًا منهم للخلاص من الحكم الرومانى الذى عذب وقتل الآلاف منهم.
طقس أحد الشعانين
ترفع صلوات القداس صباحًا فى الكنائس ويفترش باعة الزعف والجريد الأخضر الأرصفة المحيطة احتفالًا بالطقس الكنسى.
وعن دلالة استخدام الزعف، إذ أن أهالى القدس استقبلوا المسيح حاملين الزعف وجريد النخل الأخضر فى أيديهم، يرمز النخل إلى الخلود باعتباره يعيش سنوات طويلة، كما أن لونه الأخضر والأبيض يعطي إيحاء بالسلام.
تستخدم الكنائس الأرثوذكسية الطقس الفرايحي في صلاة طقس أحد الشعانين، ثم يتم رفع صلوات البخور باكر مع ما يعرف بدورة الصليب، وفى نهاية القداس يصلى طقس التجنيز العام، وهو أحد طقوس أسبوع الآلام.
حيث تصلي الكنيسة هذه الصلاة على الجموع باعتبار أنه إذا أنتقل أحد أفراد الشعب خلال أسبوع الألام لا يتم الصلاة على جثمانه إذ أن الكنيسة تكون حزينة على صلب المسيح.
كما أنه من طقوس الكنيسة الأرثوذكسية في هذا اليوم قراءة فصول من الأناجيل الأربعة في زوايا الكنيسة وأرجائها رمزًا للتبشير بالإنجيل في جميع أرجاء العالم.
الأقباط يحتفلون وسط تواجد أمني مكثف وخبراء المفرقعات والبوابات الإلكترونية
أحتفل اليوم آلاف الأقباط بمختلف المحافظات بأحد الشعانين، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة.
حيث أحتفل الأقباط بالقداس صباح اليوم حاملين سعف النخيل تذكارًا لدخول المسيح للهيكل واستقباله بالسعف والورود.
كما كثفت الأجهزة الأمنية من تواجدها وإجراءاتها، من خلال نشر أكمنة ثابتة ومتحركة، وبوابات إلكترونية للكنائس، وتم تخصيص حرم آمن في محيط الكنائس ومنع وقوف السيارات وانتشار الكلاب البوليسية وخبراء المفرقعات.
كما أحتفل أقباط سيناء بأحد الشعانين وسط تكثيف أمني كبير وإغلاق كافة الطرق المؤدية إلى الكنيسة تحسبًا لأي أعمال عنف.
وأعلنت مديريات الأمن المختلفة رفع حالة الاستعداد والتأهب القصوى تزامنًا مع احتفالات الأقباط بدءًا من الآن وحتى الأحد المقبل الموافق عيد القيامة المجيد.
أقباط مصر بالقدس ورحلة صلاة أحد الشعانين بكنيسة القيامة
قام الأقباط المتوافدين على مدينة القدس لأداء مراسم الحج، بصلاة أحد الشعانين في كنيسة القيامة.
حيث يحضرون في البداية زفة الشعانين، ثم يقومون بزيارة حقل الرعاة فى بيت ساحور، ويمرون بقبر راحيل زوجة يعقوب.
وبعدها تتوجه الوفود إلى بيت لحم لزيارة مغارة الحليب ومنها إلى كنيسة المهد ثم عين كارم وزيارة كنيسة الزيارة وكنيسة يوحنا المعمدان هناك.
وقد ترأس الأنبا أنطونيوس مطران القدس والكرسى الأورشليمى، صلاة جمعة ختام الصوم بدير الأنبا أنطونيوس بالقدس.
البابا يترأس قداس أحد الشعانين من دير الأنبا بيشوي ويطالب الأقباط ألا يكونوا مسيحيين بالاسم
ترأس البابا تواضروس الثاني قداس أحد الشعانين اليوم من دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون.
وقال في عظته إن زيارة المسيح لأورشليم هي حدث تاريخي، نتعلم منه الدروس، على رأسهم الفرح بالمسيح، وأن التمسك بالمسيح يسبب السعادة التي لا يستطيع أحد سلبها من النفس المتمسكة بالمسيح.
مضيفًا، البعض علاقته بالمسيح خارجية، أي أنه مسيحي بالاسم وهو كمثل اليهود الذين أستقبلوه بسعف النخيل يوم الأحد ثم طالبوا بصلبه.
وأختتم بقوله: "انظر إلى حياتك بصدق وفتش في حياتك فما الفائدة أن يكون الإنسان لامعا من الخارج ومن الداخل فارغ، وابحثوا أن تكون حياتكم واحدة وليس حياتين.