شهدت مصر خلال السنوات الخمس الماضية -وماتزال- صراعًا سياسيًا عنيفًا، وخلال هذا الصراع تم استخدام سلاح التسريبات، ليدمر كل طرف الأخر به، إلا أن النيران طالت الجميع، وأصبح من الصعب التفرقة بين الحق والباطل، وباتت انتهاكات الحرية الشخصية، مشاعًا لعدد كبير من القنوات الفضائية، والصحف، ونعرض في التقرير التالي أبرز هذه التسريبات. 

 

مؤخرًا.. انتشر أحد التسريبات التي زعمت بأنها للإعلامي يوسف الحسيني، وهي مكالمة جنسية، إلا أن العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ربطوا بين ما يحدث للحسيني، وموقفه من اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، ونقل جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية، ورفضه لها. 

 

يُعد النائب البرلماني عبدالرحيم علي، هو أول من ظهر على الهواء مباشرة وعرض مكالمات هاتفية من خلال برنامجه "الصندوق الأسود"، الذي كان يُذاع على شاشة قناة القاهرة والناس، ثم انتقل إلى قناة "العاصمة"، ليستمر في عرض مكالماته وتسريباته، التي استهدف بها من تم تسميتهم بـ"النشطاء وشباب الثورة".

 

أبرز هذه التسريبات مكالمة هاتفية خلال اقتحام مقر أمن الدولة، الأمر الذي أثار ضجة شعبية كبيرة وساهم في تشويه عدد كبير من النشطاء، وعلى رأسهم أحمد ماهر مؤسس حركة 6 أبريل، ومحمد عادل القيادي بالحركة، وأخرين من أعضاءها وغيرها، الذين اتهمهم "علي" بتلقي تمويلات من الخارج. 

 

كما عرض عبدالرحيم علي، تسريبًا أخر للدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية، عقب استقالته من منصبه إبان أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وقال "علي"، إن التسريب دار بين البرادعي وضابط مخابرات أمريكي لمحاولة منع المساعدات الخليجية عن مصر. 

 

طالت التسريبات أيضًا شخصيات سياسية مؤيدة للنظام الحالي، مثل الدكتور سيد البدوي، رئيس حزب الوفد، إبان أزمة انشقاق بعض الأعضاء عن الحزب، حيث تمت إذاعة مكالمة منسوبة لرئيس الحزب مع الدكتور عصام العريان القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، توضح تعاونه مع الجماعة، كما تم إذاعة مكالمة أخرى مع شخصية مجهولة تتحدث عن ما يتم ترتيبه للتخلص من المعارضين والإخوان. 

 

هذا، وقد تم نشر تسريبا أخر للسياسي المصري أحمد شفيق، المتواجد في الإمارات، والذي تحدث خلاله عن سوء إدارة المجلس العسكري للبلاد، وبعض الشخصيات مثل مصطفى بكري، وتهاني الجبالي، الأمر الذي قال عنه شفيق إنه تم خداعه فيه. 

 

حرب التسريبات لم تتوقف عند النشطاء وجماعة الإخوان والسياسيين، بل طالت ثلاثة من رؤساء مصر، حيث أذاعت قناة الجزيرة القطرية ما زعمت بأنه تسريبًا للرئيس عبدالفتاح السيسي، مع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، يتحدث خلاله عن المصالحة مع الجماعة، كما سربت حديثا أخر للسيسي وقت أن كان وزيرا للدفاع يتحدث عن المساعدات الخليجية والتي وُصفت في التسريب بأنهم "عندهم فلوس زي الرز"، وتواردت بعض الأنباء عن توتر العلاقات بين مصر والسعودية بسبب هذه التسريبات. 

 

 

خلال الفترة الانتقالية تم نشر عدة تسريبات أخرى أثارت الرأي العام، ومنها تسريب للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، يؤكد خلاله على أن الشعب المصري ليس أمامه سوى انتخاب السيسي، مشيرا إلى أن "صباحي" لا يصلح للرئاسة، كما تم نشر تسريبًا أخر للرئيس الأسبق محمد مرسي في مكان احتجازه بالقاعدة البحرية عقب ثورة الثلاثين من يونيو.