نبيل المقدس
      وَفِي الْغَدِ سَمِعَ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ الَّذِي جَاءَ إِلَى الْعِيدِ أَنَّ يَسُوعَ آتٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ،وَفِي الْغَدِ سَمِعَ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ الَّذِي جَاءَ إِلَى الْعِيدِ أَنَّ يَسُوعَ آتٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ،وَوَجَدَ يَسُوعُ جَحْشًا فَجَلَسَ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: لاَ تَخَافِي يَا ابْنَةَ صَهْيَوْنَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي جَالِسًا عَلَى جَحْشٍ أَتَانٍ .. يوحنا 12 : 12 – 13 !

    قبل عيد فصح اليهود بستة أيام .. أتي يسوع إلي بيت عَنيا حيث كان لعازر الذي أقامه يسوع من الأموات .. فعلم جمع كثير مِنْ اليهود أنه هناك , فجاءوا ليس فقط لكي يروا يسوع , بل ايضا ليروا لعازر الذي أقامه  يسوع من الأموات  .. وكان الكثير من الجمع يؤمنون بيسوع الذي أقام لعازر من الموت . لقد جذب يسوع قلوب الشعب حتي إنتشر إسمه في اليهودية .

  سَرت أنباء وسط الجموع اليهودية أن يسوع الذي أقام ميت بيت عنيا , في طريقه مع تلاميذه إلي مدينة داود. فأحاط الجمع اليهودي الذي اتي من اليهودية إلي بيت عينيا  بيسوع في مظاهرة عظيمة أثناء توجه إلي مدينة داود .. وما أن إقتربت من أسوار مدينة  اورشليم , حتي إلتقت بها مظاهرة أكبر وأعظم قادمة من قلب أورشليم. وإلتقتا المظاهرتان وإنضمتا في مظاهرة واحدة , وحوطت الجموع يسوع في وسطهم وكان راكبا علي جحش ابن أتان مثلما يعمل الملوك قديما عند رجوعهم إلي وطنهم منتصرين .. فبدأوا يفرشون الأرض بثيابهم ويلوحون بسعف النخل .. فإرتجت المدينة كلها وهي تستقبل رب المجد إستقبال الملوك .. وَفِيمَا هُوَ يَقْتَرِبُ نَظَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَبَكَى عَلَيْهَا , قَائِلاً: إِنَّكِ لَوْ عَلِمْتِ أَنْتِ أَيْضًا، حَتَّى فِي يَوْمِكِ هذَا، مَا هُوَ لِسَلاَمِكِ! وَلكِنِ الآنَ قَدْ أُخْفِيَ عَنْ عَيْنَيْكِ. فَإِنَّهُ سَتَأْتِي أَيَّامٌ وَيُحِيطُ بِكِ أَعْدَاؤُكِ بِمِتْرَسَةٍ، وَيُحْدِقُونَ بِكِ وَيُحَاصِرُونَكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، وَيَهْدِمُونَكِ وَبَنِيكِ فِيكِ، وَلاَ يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَرًا عَلَى حَجَرٍ، لأَنَّكِ لَمْ تَعْرِفِي زَمَانَ افْتِقَادِكِ . أما الكهنة فقد جن جنونهم وتولاهم اليأس أكثر عندما رأوا الذين كانوا في داخل الهيكل يعدون العدة للفصح , أصابتهم أيضا ما يشبه مس الجنون , فأسرعوا مندفعين من الهيكل كموج البحر لينضموا مع الباقين لإستقبال يسوع .. فقد كانوا يرون في يسوع المخلص المنتظر, من نير وسيطرة الرومان . وكانت الجموع كلها تهتف الهتاف الملكي : " أوصنـــــا أوصنـــــا .. مبارك الأتي بإسم الرب " . وطبقا لإنجيل لوقا .. كان يسوع راضيا بالهتاف .. ورفض رجاء الفريسيين أن ينتهر الجموع وبالأخص تلاميذه .. فقد أجابهم الرب : " إنه إن سكت هؤلاء , فالحجارة تصرخ ..... !!

    الرب هنا يستعلن حضور ساعة ملوكيتهُ إلهيا علي إسرائيل " وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ ." يو 12 : 32 .. فالموكب الملكي الذي إرتجت له المدينة – كان بمثابة اللطمة الأخيرة علي وجه الكتبة والفريسيين .. لكن بالنسبة لهُ, كان هذا الموكب في نظره إلاّ موكب الصليب " .

 "أَفَأَنْتَ إِذًا مَلِكٌ؟ " أَجَابَ يَسُوعُ: "أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي "...............!
وكل سنة وانتم طيبين .