بقلم: جاكلين جرجس
بمجرد أن وطأت أرجلنا الشاطئ الأقرب لجزيرة " تيران " ، إنساب إلى مسامعنا صوت جميل لبنوته أجمل بمصرية ملامحها ، وهي ممسكة بميكروفون ليصل صوتها إلى موقع آخر ضيف وضيفة من ضيوف جزيرتنا الساحرة ..
" أهلاً و مرحباً بكم ضيوف الجزيرة الأعزاء .. أنا بهية المصرية مرشدتكم السياحية حول جزيرتنا " تيران" ، و على فكرة أنا أخت مرشدتكم " هاميس " اللي رافقتكم في كل ربوع سيناء أرض الفيروز، طبعاً كلمتكم عن الإنسان المصري اللي عاش على أرضها منذ آلاف السنين وعلى كل شبر من أرضها وصاغ تحت شمسها ملامح أروع حضارة عرفتها البشرية عبر التاريخ ..هي " سيناء " يا حبايب مصر وعشاق حضارتها وناسها ..
وتواصل " بهية " الكلام عن تيران " .. جزيرتنا يا سادة مقصد هام لمحبي رياضات الغوص حول العالم لصفاء مائها وجمال تشكيلاتها المرجانية ، فهى جزيرة تحت الحكم المدنى بها بعض الجنسيات المختلفة المرحب بهم دائما.."
وعن أهالينا فى جزيرتنا البديعة ، قالت بهيتنا " يدين سكانها بمختلف الديانات المعروفة ، ولان جزيرتنا فاضلة فهي تقدم المثل في روعة التعايش ، جاء في دستورنا ما يؤكد ومايكفل حرية العبادة و حق كل مواطن فى التعبد لله و التقرب منه بحسب معتقدات وتعاليم وطقوس ديانته ، وله كل الحق فى بناء الكنائس و الجوامع و المعابد بكل حرية ؛ ولذلك كما ترون يعيش الجميع فى محبة و سعادة فالكل يعبد اله واحد لا يعتدى فريق على الاخر او على دور عبادته ؛ لا احد يلقى بتهم التكفير على مواطنه جزافا ، لا يوجد بيننا ما يسمى بالإرهاب أو التطرف الدينى ، لا نسمع ابدا أخبار شخص جهادى او تكفيرى يلقى يقنابله او يفجر حزامه الناسف امام كنيسة او جامع ليسيل على جدرانها دماء الأبرياء ، فى جزيرتى الفاضلة يعيش الجميع معنى كلمة سلام تجسيداً لوحدتنا الوطنية الخالدة ..كما ان حكومتنا الرشيدة لا تتوانى ولا تتكاسل عن مراقبة ومتابعة أخطاء أحد الفريقين فى حق الاخر فيكون العقاب بحجم الخطأ ، وبسرعة فلا مجال للتأخير أو المماطلة .اكاد اسمع أحدهم يسأل ماذا عن الفقراء ؟ هل يأخذون حقوقهم ؟ هل لديهم كرامة فى هذه الجزيرة ؟
أجيب وبكل ثقة نعم ، فالكل متساو أمام القانون ، والدولة تكفل للفقراء الدعم المادى ليصل لمستحقيه كما انها تعتنى بصحتهم وتبنى المستشفيات العامة ويكون العلاج والمتابعات الصحية وفق أحدث النظم العالمية ، ذلك لأنها يسددون الضرائب المستحقة ، وعليه فلابد ان ينالوا في المقابل خدمة على مستوى يستشعرون بها .. إنهم بشر جزيرة الأحلام الفاضلة المصرية اللي شعبها رفع شعار " عيش ، حرية ، عدالة اجتماعية "..
ضيوفى الاعزاء هذه جزيرتى التى أتمنى أن تكون دائما الأولى في عيون وضمائر وأفئدة العالم من مختلف الجنسيات
أما الآن ، فعلينا الاستمتاع بالغوص فى أعماق البحر لرؤية الشعب المرجانية والأسماك الملونة ومن ثم العودة الى المطار لانتهاء الرحلة ، مع تمنياتنا بقضاء رحلة مميزة فى جزيرة "تيرانا أكوا" الفاضلة ، فقد تكون هي الأخيرة اللي تكلمكم أرضها بالمصري ، ومش متأكده لو راحت لغيرهم هيسمحوا برؤية الجمال ده ، فقد تختلف رؤى المالك الجديد للبشر والحجر والبحر والسمك والجمال والابتسام والتاريخ والحضارة ، فاستمتعوا مع " بهية " المصرية بعبقرية المكان ، وغنوا مع شاعرها العظيم " صلاح جاهين " .. " خد شمس وهوا على ميه ، بلا دوا بلا عيا .. بلا مر" ..