الأقباط متحدون - لسانه جايب له الكافية
أخر تحديث ٠٠:٠٦ | الثلاثاء ١٩ ابريل ٢٠١٦ | ١١برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٠٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

لسانه جايب له الكافية

بقلم: د. مينا ملاك عازر

قرأت ما كتبه كاتب سعودي عن مطالبته لمصر بسداد ثلاثة وثلاثين مليار دولار حق استخدامها أرض ليست أرضه، وانتفعت من ورائها وهو يقصد أرض جزيرة تيران، حسناً اعترفت الحكومة المصرية في شيء من التهاون وعدم الرغبة الجادة في التفاوض حول الحقوق الإستراتيجية والمادية لنا في هذه الأرض، ولم تعبء بدماء سالت لتحرير الأرض ولا تقل لي أن معركة لم تقم على هذه الأراضي، فليس من المقبول منطقاً أن طابا لا تعد جزء غالي علينا لأنها فقط وقعت في منطقة لم تجري عليها معارك، فالأرض السينائية كلها تحررت بدماء المصريين ومجهودات دبلوماسية غالية هي الأخرى، قد تكون الجزيرة سعودية وقد تكون مصرية لا يعنيني هذا، ولكن ما يعنيني ذلك الصفيق الذي يطلب منا مالاً لأننا استخدمنا تلك الأرض وتقاضينا رسوماً لعبور السفن من خلال الممر المصري.

حسناً لأن دماء المصريين لا تقدر بثمن فلن ندخل في تكلفة الصفقة التي سأبرمها معك أيها المادي، لقد تكفلت مصر على مدار أكثر من ألف عاماً بفقراء شبه الجزيرة العربية بأكملهم في الوقت الذي كانوا أغلبهم من هؤلاء الفقراء المشردين، القبائل البدوية المحترمة بالطبع، لكن ما قامت به مصر من إمدادها بالغذاء والماء والدواء والأمن، أمر لا ينكره إلا جاحد مثلك ومثل القطريين، انتبه من فضلك لعل علمك هذا الذي أهلك لتكتب مقال تطالب فيه مصر بأموال علمه لك معلم مصري تغرب عن أبنائه لتعليمك، وتعليم أهلك وذويك، وللآن يعلمهم وسيبقى يعلمهم حسناً إذن غذاء وماء ودواء وعلم وأمن والأخيرة أقصد بها الفترة التي كانت فيها الأراضي السعودية جمعاء تحت سيادة مصر أم الدنيا ويوجد على الأراضي الحجازية جنود مصريين ليحموها من أي اضطرابات، احسب كل هذا، وهي أمور لولاها ما كنت موجود للآن وإن وجدت ما كتبت مقالاً وتعلمت، وتعالى حاسبني.

انتظر هذا هو الجزء الأول من الصفقة، الجزء الثاني وهو الأهم حاسب المصريين كلهم على حمايتنا لأرض كما تدعوا ليست أرضهم كنتم عاجزين وقتها عن حمايتها فصناها لكم، وخضنا الحروب العسكرية والدبلوماسية لحمايتها ولإبقائها عربية ولنردها يوماً لكم كما أردتم، كل هذا مجاناً يا طراد العامرى، أين رجولتكم في أن تقبلوا أن تجلسوا في خبائكم وغيركم يقف في القيظ يصطلي ليصد عنكم الهجمات أم أن هذا اعتدتموه من أيام القاعدة العسكرية الأمريكية التي كانت على أرضكم تحميكم ضد غدر صدام وغيره.

الجزء الأخير من الصفقة التي لم ولن تدفعوا حسابها هو المتعلق بما أوقعتموه من رجالنا قتلى بدناءة وخسة وبأموال طائلة مدفوعة لتحريض القبائل اليمنية التي كنا نلبي نداء أهلها لدعمهم، وكنتم تدعمون حكامهم فكنتم تدفعون المال مقابل رأس كل جندي أو ضابط مصري تسلمها لكم القبائل اليمنية.

المختصر المفيد إذا كنت على قدر القول فقله، وإن لم تكن فلتصمت لأنكم مديونون.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter