د. مينا ملاك عازر
توقفنا في المقال السابق عند مسألة غاية في الخطورة وهي، ماذا نحن فاعلين لو رفض الشعب التنازل عن الجزيرتين ورفضت السعودية إعادتهما لنا في رفض بيِّن لتنفيذ حكم الشعب المصري الذي لا يلزم السلطات السعودية خاصةً إذا لم تكن الاتفاقية تنص على ضرورة أخذ رأي الشعب المصري أو حتى رفض البرلمان المصري قبل حتى الوصول للاستفتاء الشعبي الذي يريده معارضي الاتفاقية.
السعودية لا يلزمها بضم الياء وكسر الزاي أحكام البرلمان المصري ولا الشعب المصري ماذا ستفعل الحكومة المصرية وماذا لو ساومت علناً السعودية على الاتفاقيات الباقية بأن تقول إما أن تأخذوا الكل معاً أو ترفضونه معاً بمعنى أنك لا تستطيع ن تأخذ هذه وتترك تلك.
يبقى السؤال هنا، هل سنحارب؟ الظروف الإقليمية يجب أن تكون واضحة أمام عين صانع القرار المصري أن إيران في مصلحتها اندلاع حرب كهذه، السعودية متورطة في اليمن وسوريا وليس من طاقتها التورط في حرب أخرى خاصةً وأنها ستكون مع واحد من أقوى جيوش المنطقة بل أقواها، السعودية رغم إدراكها لضعف الاقتصاد المصري لكنها مدركة تماماً لضرورة بقاء الجيش المصري لجانبها وفي ظهرها، كما أنها لا يمكنها أبداً أن تتراجع بهذه السهولة، والتراجع الأكثر توافقاً مع الواقع حينها أن تقبل بتحكيم دولي وفي ظل تهازل الوثائق من الجانبين سنكون حينها أمام مهزلة تحكيمية لا تقارن مع المعركة التي خضناها في طابا.
ثم هل ستقبل القوى العظمى ذلك التناحر بين الأشقاء؟ بمعنى هل ستقف أمريكا حينها لجوار السعودية؟ هذا سيتوقف على من سيحكم أمريكا؟ هل ستساند روسيا مصر؟ هذا سيتوقف على هل ستساند أمريكا السعودية أم لا؟ الأمر الأهم هنا اندلاع حرب لا قدر الله في عنق خليج العقبة ما يعني انقطاع حركة الملاحة العالمية نحو ميناء إيلات، هل ستقبل بها إسرائيل وإلى جوار منْ من الطرفين ستقف؟ فمن المؤكد أنها ستقف لجوار أحد الطرفين إما علناً أو سراً أو لعلها حينها ستقف لجوار الطرفين سراً لتضمن أنها ستكون مع الكاسب.
في حقيقة الأمر لصعوبة احتمال اندلاع الحرب كما أرى بحسب الظروف الإقليمية والدولية أتوقع أن الأقرب لأرض الواقع احتكام الطرفين للتحكيم الدولي، وفي ظل تخاذل الحكومة المصرية لن تقدم أبداً ما يدعم موقف مصر للأسف اللهم إلا إذا كان للشعب رأي آخر بتشكيل لجان دفاع عن القضية لتأخذ حينها القضية مسار آخر أكثر خطورة على مستقبل الجزيرتين في معية السعودية لتعودا حينها في أغلب الظن لمصر بحكم دولي لا أعرف إن كانت السعودية ستحترمه أم لا.