الأقباط متحدون - ثمــان وثلاثيــن عاما بين العدل والرحمة
أخر تحديث ١٣:٠٢ | الاثنين ١٨ ابريل ٢٠١٦ | ١٠برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٠٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

ثمــان وثلاثيــن عاما بين العدل والرحمة


كتب : هاني شهدي

يسرد الاصحاح الخامس من سفر يوحنا معجزة متميزة للرب يسوع وهي شفاء مريض بركة بيت حسدا ،المضطجع منذ ثمان وثلاتين عاما...

الرب يسوع...لم يظهر ليقوم بالدور التقليدي المنتظر الذي يقوم به الملاك ويحرك الماء ليشفي المريض،لانه ليس بملاك بل هو اله،اعطي شفاء متميز جدا للمريض لان صبره كان ايضا متميز،لم يرهقه بمزيد من الانتظار والنزول والخروج وسط زحام ماء البركة والمرضي،انسان عضلات جسمه ماتت من السكوت ٣٨ عام،اعاد خلقه في لحظة بل وقادر علي حمل ثقل سرير...شفاءا عجيب.

اصر علي ان تكون المعجزة يوم سبت،برغم انه هو وليس اخر واضع وصية تقديس يوم الرب،قَــبل التحدي مع اليهود حتي يعيد تشكيل اذهانهم الناموسية.

مريــض الــبركة...كم داعبه الامل في الشفاء عند "طرطشة" ماء البركة علي جسده عند نزول اخر غيره، لم يكن يفصله عن الشفاء سوي لحظات قليلة يتمناها ويترجاها كل مريض منا جميعا، فقد الصبر احيانا وقرر المضي ممكن... ،لكنه بقي مكانه فلم يكن له من يحمله بعيدا عن البركة ،بعدما قابله يسوع انتهي دورها فلم ينزل بل قام ،لم يُحمل من احد بل حَمل سريره.صبر استحق ان يخلده الانجيل.

اليـــهود..مثال فريد يظهر قساوة القلب والحرفية بدعوة العدل المزيف في مقابل رحمة الرب يســوع، الم يشاهد يوما واحدا من جموعهم هذا المريض المتوجع طوال ٣٨ سنة ..مستحيل،تخيل البركة ب "حمام سباحة" والمريض يدلي رجليه في الماء فقط يحتاج "زقّــة" ،هل الاسبوع لم يكن به سوي يوم السبت ،بلي ..كان هناك ستة ايام اخري لماذا تجاهلوه فيها عن عمد.انتظار المرضي حول البركة يوم سبت تدل علي امكانية نزول الملاك والشفاء يوم السبت ،والملاك من عند الله "هي هي" فلماذا الاعتراض،لان الخير لم يفعل بايديهم وبحسب هواهم ولم يكونوا طرفا فيه يمتدحوا من خلاله،لكن لو نزل الملاك وشفاه يوم السبت " اه ينفع ليه لا"، والاحقر من هذا بعد شفاءه لم يلتفت اليه احد منهم ويشاركه فرحته بشفاءه ،فمــرض وحده وقام وحده وفــرح وحده،الاعتراض والتكفير كان اول علامات استقبالهم لشفائه بدعوي "يوم السبت"، بل تشاورا ان يقتلوا المسيح الذي خلخل اذهانهم المتحجرة الشريرة وهي خطية ابشع.جـهل حتي الــدم.

هكذا يتحرك الناموسيين...لا يحل ،لا يصح، لا يقبل،"لا " تسبق جميع كلماتهم لانهم يظنوا انهم عالمين حافظين للوصية افضل من صانعها،لا يشغلهم سوي الوقوع في فخ السبت،بينما هناك ســتة ايام فيها شـفاء وبركـة وخـير يمكن فعله للجميع.

قبل ان تقدس السبت والحرف والناموس والمظهر الخارجي ،انظر حولك لو رايت اخيك مازال رابطا عند البركة لا تكن يهوديا واكسر السبت واشفيه ،لان الهك فعل ذلك قبلك.الانســــان اولاً.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع