الأقباط متحدون - كنت أعمى والآن أبصر
أخر تحديث ٠٤:٠٩ | السبت ١٦ ابريل ٢٠١٦ | ٨برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٠٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

كنت أعمى والآن أبصر

كنت أعمى والآن أبصر
كنت أعمى والآن أبصر

عرض/ سامية عياد
فى قصة المولود أعمى اشتياق وإصرار وإيمان على الاستنارة الروحية قبل الجسدية ، ففى الأحد السادس من الصوم الكبير تحتفل الكنيسة بسر الاستنارة أو سر المعمودية من خلال إنجيل المولود أعمى ..

نيافة الأنبا يوسف أسقف تكساس فى مقاله "مستنيرة عيون أذهانكم" حدثنا عن الاستنارة الروحية التى تعنى انفتاح عيون الذهن على حقائق وأسرار الملكوت ، والاستنارة تبدأ بالمعمودية وتنمو مع مرور الوقت ، هى عملية نمو مستمرة فى المعرفة الروحية "أما سبيل الصديقين فكنوز مشرق ، يتزايد وينير الى النهار الكامل" ، الأعين الروحية التى نكتسبها فى المعمودية مثلها مثل الأعين الجسدية ليس فيها نور فى ذاتها ولكنها تحتاج الى النور حتى تعمل ، وإن كانت أعين الجسد تحتاج للنور المادى لكى تبصر ، فإن أعين الروح تحتاج لنور وجه المسيح لكى تستنير "ارفع علينا نور وجهك يا رب".

الاستنارة الروحية تحتاج الى الجهاد الروحى المستمر الذى يؤدى الى الثبات فى حضرة الله  فما لم يلتصق عقل الإنسان بالله مصدر النور ، فأن الأعين الروحية التى اكتسبها فى المعمودية تضمر وتصبح لا قيمة لها ، ونمو الاستنارة الروحية يختلف من شخص الى شخص آخر ففى قصة استعادة القديس بولس لبصره نجد عنصر السرعة "وفى الحال أبصر" ، أما فى قصة شفاء أعمى بيت صيدا فقد استعاد البصر ببطء وفى قصة تلميذى عمواس فقد استغرقا وقت كثير حتى انفتحت أعينهما وعرفاه ، وسرعة النمو تعتمد على درجة الإيمان والإصرار ، لقد أعلن المولود أعمى إيمانه بالرب يسوع من خلال الصراخ والإلحاح "يا يسوع ابن داود ارحمنى!" وصرخ أكثر وأكثر ولم يصمت رغم انتهار الجموع له .

هب لنا يا رب أن نكون فى إيمان المولود أعمى ، نطلبك بإصرار وإلحاح لا نيأس فى صلاتنا بل نصلى برجاء وفرح وثقة فى أن تغير النفوس وتقودنا الى الخلاص...


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter