بعث الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمجموعة رسائل إلى الشعب المصري، لطمأنته بأنه ثابت على عهده بعدم الخيانة، أو الخذلان أو التفريط في حقوقه، مطالبًا إياهم بمساعدته في الحفاظ على الوطن.
جاء ذلك أثناء لقائه مع مجموعة من ممثلى الكتل البرلمانية بمجلس النواب المصرى، وممثلين عن المجلس القومى لحقوق الإنسان، ورؤساء النقابات المهنية، ونقابات العمال والفلاحين، وعدد من رؤساء تحرير الصحف والإعلاميين، لاستعراض العديد من القضايا الوطنية.
لا أباع ولا أشترى
أبرز السيسي حفاظه على عزة وكرامة الشعب المصري، وأنه لا يسمح ببيع أراضي الدولة، أو التفريض في حق الشعب، قائلا: "لن نخون الشعب، ونحن لا نباع ولا نشترى".
الجيش في صف الشعب
طمأن السيسي، الشعب بأن الجيش دائمًا سيقف بجانبه، مشيرًا إلى أنه قال ذلك للرئيس المعزول محمد مرسي، إبان حكمه، ونبهه إلى أن القوات المسلحة تحمي الشعب وليس الرئيس، حتى وإن كان هو.
لا نطمع في أراضي الغير
كشف السيسي أن سياسيته الخارجية، لا تستهدف العدوان على البلدان الأخرى، وأنه كان من حقه الثأر من قتل 21مصريًا في ليبيا، باعتباره أمنًا قوميًا، إلا أنه رفض استباحة أراضيهم، ونهب خيراتهم، مشيرًا إلى أنه يعمل بنصيحة والدته له: "ماتطمعش في اللي في إيد الناس، واطمع في اللي بيدي للناس".
شراسة الهجمة تؤكد النجاح
أكد السيسي أن أعداء الوطن وضعوا مخططًا تمتد أدواته داخل مصر وخارجها، من أجل هدم الدولة، وإفقادها معنوياتها، وتحطيم الأمل وتقديم اليأس من المستقل، والدخول في حالة ضياع وعدمية.
وأرجع السيسي سبب زيادة تلك الهجمة الشرسة إلى صمود الدولة في وجه التحديات، وإنجازها ما لم يمكن تحقيقه في 20 عامًا، مؤكدًا أن المؤسسات العريقة تحمي بلادها من الشر وأهله.
"محدش قادر على مصر"
نوّه السيسي بأن صلابة مصر تكمن في شعب مصر ووحدته، باستنثناء فئة واحدة- ثم قوة الجيش، ما جعلها تقهر أعدائها، قائلا: "محدش قادر على مصر".
أخشى الانتحار القومي
أعرب السيسي عن خوفه من الانتحار القومي، الذي بدأ يظهر ملامحه في عدم تصديق الشعب لأي شيء، والتشكيك في الأمور، فأصبح الشعب بلا أمل في الغد، ولا يثق في بعضه البعض، وأصبحوا يقذفون الغير بالاتهامات.
وطالب السيسي، علماء الاجتماع والدين بالتدخل لحل تلك الأزمة، والوقوف دون الوصول إلى الانتحار القومي، منوّهًا بوجود مخطط يسعى إفقاد الثقة في كل شيء جيد.
احذروا حروب الجيل الرابع والخامس
حذّر السيسي من حروب الجيل الرابع والخامس، والكتائب الإلكترونية، التي تستهدف زعزعة الأمن، وتشكيك المواطنين في بعضهم البعض، قائلا: "لا تثقوا فيمن يتحدث إليكم من وراء ستار".
ونبّه السيسي، الإعلاميين إلى خطورة الاعتماد بشكل كلي على مواقع التواصل الاجتماعي، كمصدر أساسي للمعلومة، حتى لا يسيئون إلى الدولة دون قصد.
لسنا في أحسن حالتنا
ذكّر السيسي، الشعب المصري بأن البلاد ليست في أحسن حال وإلا لما قام بثورة من أجل إصلاح ما تم إفساده خلال 40 عامًا، مؤكدًا
ما يؤكد أن لدينا إشكاليات في كل مؤسساتنا، وعملية إصلاحها ستأخذ وقت لتحقيق الشكل المثالي، وليس كل ما نتمناه نحققه ولكن سنحاول بقدر المستطع.
أسعدتني الغيرة على الوطن
أبدى السيسي سعادته بردود فعل المصريين بشأن جزيرتي تيران وصنافير لأنها تؤكد مدى وطنية المصريين وغيرتهم على بلدهم، منوّهًا بأنهم يحتاجون إلى تصويب الغيرة على الوطن بشكل صائب.
لم نفرط في ذرة رمل من أرضنا للسعودية
ذكر السيسي أن سياسة مصر تعتمد على التوافق خارج البلاد وداخلها، مؤكدًا أنه يحافظ على الوطن، دون التآمر على أحد أو التدخل في شئون الغير، وأنه يعمل على عدم التفريط في حقوقنا وعدم المساس بحقوق الآخرين.
وشدد السيسي على أن مصر لم تفرط في ذرة رمل من أرضنا وأعطتها للسعودية، إنما أرجعت الحقوق لأصحابها بإعادة جزيرتي تيران وصنافير إليها، لافتًا إلى أن جميع المكاتبات في هذا الأمر لم يتم بشكل معلن، حتى لا تؤذي الرأي العام.
وأوضح السيسي أن ترسيم الحدود مع السعودية بدأ منذ عام 1990 بناء على مطالبات منها بإعادة استلام الجزر، لأنه لم يكن من المناسب طرح تلك المسألة بعد اتفاقية السلام، مضيفًا أنه اتخذ قرارًا بعمل لجنة الحدود البحرية دون إعلام الشعب، حتى لا يحدث بلبلة، وفضّل أن يعلنه بعد اتخاذ القرار، قائلًا: "أنا أخدت الضربة في صدري".
وأشار السيسي إلى أن تقارير وزارة الخارجية والدفاع والمخابرات وكل الوثائق والبيانات تؤكد تبعية الجزيرتين للسعودية، مؤكدًا أنه تعامل مع القضية بكل أجهزة الدولة، واستدعى كل من له صلة.
تعيين الحدود البحرية مع السعودية يتيح الثروات
وبيّن السيسي أنه وفقًا للمعاهدات الدولية لم تستطع مصر التنقيب على البترول أو الاستفادة من ثروات الجزيرتين، لافتًا إلى أن تعيين الحدود أتاح التنقيب عن الثروات في مياهنا الاقتصادية.
أسأتم للدولة في مقتل ريجيني
استنكر السيسي طريقة تناول موضوع الجزر على وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، والسخرية من الدولة، منوّهًا إلى أن ذلك يؤذي الوطن ويضعفه دون قصد منهم.
ولفت السيسي إلى أن التعامل الشعبي مع قضية سد النهضة أثر سلبًا على موقف الدولة أمام إثيوبيا، كما أن اتهام شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، للأجهزة الأمنية بقتل الشاب الإيطالي ريجيني، جعل إيطاليا تشكك في التحقيقات.
حققنا إنجازات في فترة وجيزة
كشف السيسي أنه حقق إنجازات كبيرة جدًا في فترة وجيزة، منها: إعادة بناء جميع المؤسسات من جديد خلال 22 شهرًا فقط، وإنهاء أزمة الكهرباء والبوتاجاز، وتطوير البيئة الأساسية لجذب الاستثمارات، وإعادة جزء كبير من الأمن إلى البلاد.
وعن العلاقات الخارجية، أكد السيسي أنها تحسنت كثيرًا عما كانت عليه بعد ثورة 30 يونيه، وأنه يحاول جاهدًا على توطيد العلاقات بالدول الأخرى.
وأضاف السيسي أن هناك مشروعات مازالت قيد التنفيذ، منها: تأسيس شركة الريف المصري لاستصلاح مليون ونصف المليون فدان، وتطوير محور قناة السويس الاقتصادي، وإنشاء أكبر مزرعة سمكية في كفر الشيخ، وتحسين شبكة الصرف الصحي، وإنشاء خمس مدن جديدة.
حقوق الإنسان مكفولة
أكد السيسي أنه يسعى لدولة ديمقراطية حديثة، تكفل حرية التعبير للجميع، مشيرًا إلى أن تقدم البلاد بالعمل والإخلاص والتفاني، مع حفظ حق الإنسان في وعي حقيقي.
ولفت السيسي إلى أنه يحاول تحقيق التوازن بين الإجراءات الأمنية، وحقوق الإنسان، مشددًا على أنه لن يترك أي شخص يرفع السلاح ضد مصر وأهلها، وفي المقابل فهو مستعد لمراجعة الكشوف وإطلاق سراح جميع المظلومين.
ركزوا على الإنجازات وليست الشكليات
طالب السيسي الشعب المصري بالتركيز على المشروعات التي يتم افتتاحها وليس على الإجراءات الشكلية، مذكّرًا بسخرية النشطاء من "السجادة الحمراء" في افتتاح أحد المشروعات الاقتصادية عدم التركيز على الأساس.
لن نحرك الأسعار
وعد السيسي بالحفاظ على أسعار السلع الأساسية، مهما تحرك سعر الدولار، قائلًا: "نضع المواطنين نصب أعيننا".
لم أخذلكم ولم أتخلى عنكم
أنهى السيسي رسائله للمصريين، بأنه لن يخذلهم ولن يتخلى عنهم، قائلا: "لم أشك فيكم للحظة فعاملوني بالمثل".