الأقباط متحدون - من لا يملك لمن لا يستحق
أخر تحديث ٠٨:٣٦ | الثلاثاء ١٢ ابريل ٢٠١٦ | ٤برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٨٩٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

من لا يملك لمن لا يستحق

ملك السعودية أمام مجلس النواب المصري
ملك السعودية أمام مجلس النواب المصري

د. مينا ملاك عازر
منذ مئة عام تقريباً، أعطى من لا يملك وعداً لمن لا يستحق وعده بأرض بلا شعب ليأخذها شعب بلا أرض كما رُوج وقتها، ومنذ المئة عام تبقى الشعوب تبحث عن أرض والأرض تبحث عن شعب.

والمثل المصري يقول، الأكل ينادي أكاله، ومن يأكل هو من يستطيع دفع الثمن ثمن الأكل وحينها يأكل برضى الطباخ ومقدم الأكل.

وهم دفعوا والآخرين قبضوا، ولذا من حقهم أن يأكلوا الأرض، ويبتلعوا الصغير والكبير ما دام من قبض راضي، لكن الأزمة تتجلى لو كان من قبض لا يملك أن يتنازل لمن لا يستحق، هنا تكمن الأزمة الكارثية لوعود من لا يملك لمن لا يستحق.

دافع الأموال يريد مقابل لأمواله، مقيم المشروعات يريد مقابل لاستثماراته هذا حقه وإلا يكون مخبولاً أن يلقي الأموال هكذا، لو نظرت لكلمات ملك السعودية أمام مجلس النواب المصري، يقولها صريحة، الجسر سيكون بوابة السعودية لأفريقيا، حسناً هو يبحث عن مصلحة بلاده، وهذا حقه، كل الحق فيه وعلى من لا يبحث عن مصلحة بلاده كل الخطأ والجرم، هذه هي السياسة.

أنا أدعو حضرتك لأن تقرأ تدوينات الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي تعليقاً على وضع الجزيرتين، يشعرني وهو يقول أن السعودية كسبانة ومصر كسبانة والعرب كسبوا، أننا صرنا في عصر السماوات المفتوحة والحدود المفتوحة العقول المفتوحة، وكأنه لا فارق بين القاهرة والرياض في السياسات والعقول والآراء والرؤى والأفكار، ويستشهد بمقولة قالها ملك السعودية وقت ترسيم الحدود مع الإمارات في عام 1974، حين قال إن حدود أبو ظبي تنتهي عند جدة، وحدود جدة تنتهي عند أبو ظبي، حسناً فلتعطونا إذن إقليم الإحساء الغني بالبترول، فهو يلزمنا، ولا أظن أن هناك فارق بيننا وبينكم في أي شيء، وكله يصب في خانة مكاسب العرب، أعطونا آباركم النفطية، أفهم أن في نظركم الضعيف أن الجزيرتين ليستا بالقيمة الاقتصادية التي عليها سهل الإحساء لكن كل واحد تراب بلده غالي، وبعدين لما هي الجزيرة مش فارقة والحدود مش موجودة بترسموا الحدود ليه؟ وبتطلبوا بحقكم في الجزيرتين ليه!؟

عزيزي القارئ، أول أربع فقرات في المقال ليس لهم علاقة بالفقرة السابقة، لذا عليك أن تقرأ الفقرات الأربع في يوم، والفقرة الخامسة في يوم آخر، اعذرني لم أستطع رسم الحدود بين الفقرات، فليست مهمتي، سأترك ذلك للساسة ولكن المقال ملكي، وأنا حر فيه أن أفتحه على بعضه وقتما أريد، وافرقه وقتما أريد، وحضرتك تستطيع الربط كما تريد لكن بحساب لألا تأخذ ما لا حق لك فيه وأو يؤخذ منك ما لا حق للآخرين فيه.

أخيراً، لن أقول أن مصر لا تملك، وأن السعودية هي المالكة الحقيقية فهذه مسألة جدلية طويلة، لكن لا تحرق الحدود وتقول لي كلها بلاد الله، وإلا ما استمتعتم بنفطكم الذي صنع منكم شيئاً، وما استدنا منكم بأموال نفطكم.

المختصر المفيد اقرأ رأي عدوك لتفهم ماذا فعلت.... الشعب المصري هو المالك الحقيقي لكل ذرة تراب في أرض هذا البلد فلتستفتوه.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter