بقلم: مينا ملاك عازر
لمن لا يعلم، ضاع منا القمر Egypt sat ، وهو قمر منطلق منذ ثلاثة أعوام، مصنَّع في "أوكرانيا"، ودفعت فيه "مصر" ملايين الدولارات. ويقول المسؤولون عنه: إنه أفادنا في كثير من الكشوفات العلمية والاستطلاعية التي أفادتنا ماديًا. قالوا هذا طبعًا لإشعارنا وطمأنتنا على أننا أخذنا منه ما يعوِّضنا عما دفعناه في تكلفة صنعه وإطلاقه وتدريب الكوادر التي كانت تقوده قبل ما يتركون البرنامج الفضائي المصري؛ ليهاجروا لبرامج فضائية عربية مجزية العائد المادي، معوِّضة لهم ماديًا، ومؤمِّنة لمستقبلهم ومستقبل عيالهم. يعني إحنا عملنا زي أم العريس إللي الكل يوم جواز ابنها بيروحوا يقولوا لها من باب التسخين المقدم "ربي يا خايبة للغايبة".. أيوة ما إحنا أعدنا نربي الكوادر الفنية وندربهم، وفي الآخر سابونا، ليه؟ سابونا عشان الناس الأوكرانيين المشرفين عليهم، واللي كانوا بيقدَّروهم سابوهم، فوقعوا إخواننا الفنيين في أيدي المصريين إللي ما رحمهمشي، وإللي تلاقيهم ضنوا عليهم بالمال وأرفوهم، اتنططوا عليهم فحسوا بالضيق ماديًا وأدبيًا، فهجوا وسابوا القمر!

وبيقولوا إن القمر ضاع (3) مرات منذ إطلاقه.. كانوا بيقولوا كده لما كانوا بيحاولوا يطمئنونا على إنهم ممكن يلاقوه بعد كده، زي بالظبط لما بعد الشر ابنك يتوه منك، فتروح للضابط ويقول لك يعني هي أول مرة يضيع، ما إحنا كل مرة يضيع ونرجعه لك؟!! فانت من جواك- وحضرتك بتغلي- تقول يعني كل مرة بتيجي سليمة، إيه يضمني إن المرة دي تيجي سليمة؟ وآهي المرة دي ما جاتشي سليمة، وفعلاً أعلنوا إنه ضاع. وبيطمئنونا دلوقتي إن الأوكرانيين حايعوضونا. طب بذمتكم ودينكم يعوضونا ليه؟ هما صنعوه وأطلقوه وقادوه حبة كويسين ثم سابوه في يد من دربوهم، والمفترض إنهم أيدي أمينة، إنت ضيعت القائد هما ذنبهم إيه؟ يعوضوك ليه؟ فتونة يعني؟ مثلاً حاتعلن عليهم الحرب؟ حاتقطع عنهم المعونة بتاعة القمح؟ حاتجوعهم؟ حاتفرض عليهم عقوبات؟

بيني وبينكم، أنا ما لاقيتشي حل للموضوع ده في يد الجماعة الأوكرانيين. ما هو أنا مثلاً لو اشتريت موبايل وفي الضمان إتسرق مني أو ضاع، أروح للشركة إللي صنعته وأقول لهم ده في الضمان رجعوه أو عوضوني؟ ده على فرض أصلاً إن القمر كان في الضمان. فأنا بأعتقد إن "أوكرانيا" حاتطنشنا. فقلت: إن الحل في يد "عبد الحليم حافظ"، لإن هو الوحيد إللي قال "عشانك يا قمر اطلع لك القمر"، مما يعني أن هو الوحيد إللي عنده القدرة إنه يطلع القمر وعنده الاستعداد لكده، ومضحي عشان خاطر القمر. رحت لحُلُم حبيبي، وقلت له: يا حُلُم اطلع القمر، وبص لنا بصة الله يكرمك على القمر بتاعنا الضايع. فسكت، وقال لي: ما تقولوا للأمريكان يا عم، أهم طالعين نازلين من على القمر يدوروا عليه وهما في سكتهم. قلت له: اسكت يا عم ده حالتهم نيلة، دول أجلوا إطلاق المكوك ديسكافري كذا مرة قال عشان إيه؟ قال عشان الأحوال الجوية، تخيل يا راجل ما عرفوش يطلعوا عشان تلاقيها بتمطر، ولا تلاقي فيه شوية هواء! يا عم دول عالم فنجرية بُق، خلينا فيك يا حُلُم يا صديقي، وأنت راجل وتتربط من كلمتك، وقلت عشانك يا قمر أطلع لك القمر، إطلع بقى ياعم.

ومن يومها ما شفتش حٌلم، وضاع حليم وضاع القمر، وربنا يستر ما تضعشي حاجة تانية، حَدِش شاف قمر يا ولاد الحلال.

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :