عرض/ سامية عياد
عطايا كثيرة منحها الله لكل الناس الهواء والمياه والشمس والصحة والغنى والعلم والأسرة .. وغيرها من العطايا التى لا حصر لها ، والخطورة عندما يقع الإنسان فى خطية التعلق بهذه العطايا وينسى العاطى ، يرتبط بالعطية وبالنعمة وينسى يد الله التى أعطت والتى منحت!

هكذا حدثنا قداسة البابا تواضروس الثانى فى مقاله "خطية التعلق المريض" وهناك صور من التعلق المريض نذكر منها التعلق المريض بمحبة المال ، على الرغم أنه نعمة من الله تساعد الإنسان على تحمل أعباء الحياة ألا أنه قد يتحول الى نقمة عندما يحتل مكانة الله ".. لا يقدر أحد أن يخدم سيدين ، .. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال" وقد تظهر محبة المال فى صورة الامتلاك والاكتناز والبذخ أو العكس فى صورة البخل أو الشح ، فالشاب الغنى مضى حزينا عندما قال له الرب : بع أملاكك وأعط الفقراء وتعال اتبعنى ، لأنه كان ذا أموال كثيرة فخسر أبديته بسبب خطية حب المال كما هو مكتوب "محبة المال أصل كل الشرور" .

أيضا هناك التعلق بالمناصب سواء على مستوى المجتمع أو الكنيسة أو الدير أو مؤسسة .. وغيرها مثال هامان رئيس الوزراء الذى تعجرف على مردخاى حارس القصر الملكى خوفا على منصبه ومكانته ، من أجل المنصب تتم حرب خفية وتسرى إشاعات كاذبة ، هناك التعلق بمتع الحياة وملذاتها من مأكل ومشرب وملبس كما تقول الفلسفة القديمة "نأكل ونشرب لأننا غدا نموت" ، التعلق بالأشياء ، وصار العالم الآن فى مصيدة التكنولوجيا ، وصل التعلق بها الى حد المرض ، فضلا عن التعلق بالأشخاص مثل من يتزوج ويظل متعلقا بأمه فيتسبب ذلك فى مشاكل كثيرة ، وهكذا.

وعن كيفية تجنب خطية التعلق المريض ، حدد قداسة البابا تواضروس عدة أمور تساعدنا على التخلص من التعلق المريض تتمثل فى أولا: فحص الضمير ، ادخل الى مخدعك وأغلق بابك وافحص ما بداخلك فالتعلق المريض فى حياة الإنسان ممكن أن يعطله ويربطه بالأرض بدلا من السماء ، ثانيا : الاكتشاف المبكر لأية خطية أو تعلق مريض مختف فى جنبات حياتك ، ثالثا: الجلوس مع النفس ، والتفكير فى كيفية التخلى عن التعلق المريض وتحوله الى أعمال رحمة وأعمال محبة.

الصوم المقدس أنسب فترة لاكتشاف الخطايا والتخلص منها ، ضع أمامك طريق الخلاص الذى سهل أن يدخله الأطفال وصعب لمن يعيشون فى خطية التعلق المريض..