بقلم : محبة مترى
اثناء تصفحى السريع اليوم لصحيفتى اليومية المفضلة لاختار منها مايشدنى لقراءته , وقع نظرى على صورة اعتقدت للوهلة الاولى انها لجزار يقوم بتعليق ذبيحة وخطر فى بالى للحظة انه قد بدأت الاستعدادات لعيد الاضحى المبارك واستعدت محلات الجزارة بتوفير اللحوم وربما يكون الخبر عن بشرى سارة بتخفيض اسعار اللحوم وتوفيرها لمتوسطى الدخل بسعر مناسب وذلك بمناسبة العيد فدققت النظر فى الصورة والخبر ويالهول ما أدركت ....اتضح ان الصورة لشخص من قوات الانقاذ يحمل ذبيحة بشرية , ضحية ممزقة والدماء تغطيها نتيجة حادث ارهابى حدث بمسجد بالامس فى باكستان وهذا الشخص يحاول ان ينقذها ويلملم اشلائها , اقشعر بدنى من المنظر , ما هذا الشر وهذه البشاعة , اهكذا اصبح البشر ارخص من البقر؟ , ها هو شيطان الارهاب يتجول ناشطا بين دول العالم لم يترك دولة الا و زارها وطالتها انيابه , لم يترك حتى الاماكن المقدسة الا وترك بها بصمات العار على الانسانية التى تخلت عن انسانيتها , لم يرق قلبه لطفل ولم يرحم شيخا ولم يحترم مقدسات وقتل الأم بالجنين , وكلنا رأينا وروعنا مما حدث بكنيسة ام النجاة بالعراق وهاهو الان مسجد بباكستان , ولانعلم غدا يأتى دوره على من , فاذا كنت قد صدمت من الصورة وتألمت وانا بعيدة عن الحادث فكم هو عذاب من ذاق القتل والتفجير وربما يكون قد مات الف مرة على مقتل ابنه او زوجته امامه لحين ان يأتى دوره فيستريح من عذابه , ولكن لا يظن احد انه بعيد , فالارهاب ليس وراءه غير الخراب والدمار ان لم يتم السيطرة عليه ومواجهته , والخطوة الاولى تبدأ من داخل المجتمع , منا نحن , فهل نتحد؟ وننبذ كل فكر للتفرقة؟ وكل محاولة للنيل من سلامة واستقرار وطننا ؟ هل تتحد صلواتنا مسيحيين ومسلمين ليحفظ الرب مصر من كل شر؟
امسكت القلم لم يكن لدىّ غيره لأعبر عن احزانى.......
يا ايها الانسان عُد أنسان...........................وكفاك فعل الاثم والعدوان
هذا وطننا فى دياره نحتمى ........................ان كنت تُخربه فانت جبان
عد للمحبة والتآخى والسلام .......................وانظرلكل جميل نادت به الاديان
اثمت يداك والعار كللها .............................فى العراق دمٌُُ وعويل فى باكستان
انظر لبسمة طفلٍ مثل الصبح .....................انظر لزهرة حب تزين البستان
وجمال كون ابدعه الاله ...........................وأيادى تعمل فى الخير وفى البنيان
العار يلصق بك والدم مقصدك......................طالت يداك كنيسة الايمان
الجمع كان محتشدا بها بالخشوع................. يرفع الصلوات من أجل سلامة الاوطان
تسبيح حمد للاله وفضله ............................وقلوب تنطق بالشكر وبالعرفان
صوت الترنم كان يشدو عاليا ......................قطعت صداه قنابل الدخان
الشر يزحف بالدمار ويبتهج.........................يهتاج مثل الوحش بسموم ثعبان
باى ذنب قٌتل الابرياء وأى جرم جناه..............شيوخ عُزّل و أطفال وشبان
القس (ثائر ) فى السماء مسبحا....................ترك الأفاعى تقود ثورة الطغيان
و(وسيم) فى حضن المسيح هانئا .................عاش جميل الخلق رائع الوجدان
قضيا قصير العمر يحملان رسالة .................خدما الجميع برقة ووداعة وحنان
العرس هيئ والعروس زينت .......... ...........باكليل مجد وعظيم تيجان
روعت أمن الساجدين بمسجد..................... ركعوا يصلوا لخالق الاكوان
بصماتك السوداء سجلها التاريخ..................موتا وعارا وبقايا احزان
فلنرفع قلوبا بالصلاة ونبتهل ......................حتى يموت الوحش فينا ويرجع الانسان.