الأقباط متحدون - مارتن لوثر.. قائد ثورة الإصلاح في الكنيسة الكاثوليكية.. اعتبر الأتراك آفة.. والبابوية ضد المسيح
أخر تحديث ٠٩:٠١ | الثلاثاء ٥ ابريل ٢٠١٦ | ٢٧برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٨٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

"مارتن لوثر".. قائد ثورة الإصلاح في الكنيسة الكاثوليكية.. اعتبر الأتراك "آفة".. والبابوية "ضد المسيح"

مارتن لوثر
مارتن لوثر

واجه الأفكار الكاثوليكية.. وتسبب في ثورة الفلاحين.. وحرب مسلحة طالت الكنائس والأديرة

هاجم الأفكار الدينية والطقوس التقليدية.. ونظم كنيسة جديدة ألف لها "قداس"

كتب - نعيم يوسف
يُعتبر الراهب والقس الألماني، هو مُطلق عصر الإصلاح في أوروبا، وسواء اختلفت معه أو اتفقت فلا أحد يستطيع إنكار دوره في تغيير التاريخ، وفتح الباب للغرب بأكمله للثورة على الكنيسة، وحد سلطاتها، ونظرًا لذلك نعرض تقريرًا عنه ودوره في الكنيسة.

ألماني دارس للاهوت
ولد مارتن لوثر في العاشر من نوفمبر عام 1483، في "أيسلبن" -تتبع ألمانيا حاليًا- ونشأ كاثوليكيًا رومانيًا، وكان له عدد من الأخوة والأخوات، وقد رغب أبيه في أن يُصبح محاميًا ودرس في إحدى المدارس اللاتينية، ثم انتقل إلى أخرى، وبعدها إلى أخرى، وفي سن التاسعة عشر دخل جامعة "إيرفورت"، وحصل على الماجستير من نفس الجامعة عام 1505، وفي نفس العام التحق بكلية الحقوق إلا أنه بدأ في التسرب من الدراسة واهتم بالفسلفة، والاهتمام بدراسة اللاهوت والكتاب المقدس، ولكن في 17 يوليو من نفس العام ترك كلية القانون وباع كتبه الدراسية، ودخل دير الرهبنة الأوغسطينية، وقد عبّر والده عن سخطه من تصرف ابنه، بسبب ما اعتبره مضيعة لتعليم لوثر.

كاهن وراهب
في عام 1507 عُين أستاذًا للكهنوت، وبدأ تدريس اللاهوت في عام 1508، في جامعة "فيتنبرغ"، ثم حصل على درجة البكالوريوس في دراسات الكتاب المقدس في 9 مارس 1508، ودرجة أخرى للبكالوريوس في عام 1509، وفي 19 أكتوبر 1512 حصل على درجة دكتوراه في أصول الدين، وأخيرًا في 21 أكتوبر 1512 حصل على درجة الدكتوراه في الكتاب المقدس.

بداية التمرد
بدأ "لوثر" الاعتراض على صكوك الغفران التي كان يجمعها الكرسي الرسولي في روما، لبناء "بازيليك القديس بطرس"، عام 1517، وكتب لوثر إلى أسقفه ألبرت الماينزي، احتجاجًا على بيع صكوك الغفران، ومعتبرًا أن الإيمان وحده كافٍ لنيل التبرير، وأرفق مع رسالته نسخة من أحد كتبه التي عرفت باسم الأطروحات أو القضايا الخمس والتسعين، والتي أعلن فيها لوثر أنه لا ينوي مواجهة الكنيسة أو البابوية مطلقًا، لكن أسلوب الكتابة، ينمّ عن وجود نوع من التحدي في العديد من الأطروحات.

تساءل "لوثر" في رسالته الـ86 قائلًا: "لماذا يريد البابا بناء بازيليك القديس بطرس من مال الفقراء، بدلاً من ماله أو مال الفاتيكان الخاص؟".

كتاباته ضد الكنيسة
في الفترة ما بين عامي 1510، و1520، كتب لوثر عن سفر المزامير، والرسالة إلى أهل روما، والرسالة إلى العبرانيين والرسالة إلى أهل غلاطية، واستخدام مصطلحات خاصة مثل صلاح وتكفير في طريقة جديدة غير تلك التقليدية في الكنيسة الكاثوليكية، خرج نتيجة دراساته هذه بنتيجة مفادها بأنّ الفساد قد لحق بأساليب الكنيسة الرسمية في دراسة الكتب المقدسة، وفي عام 1525 أصدر كتابه "عبودية الإرداة" الذي أثار جدلًا واسعًا جدًا، وسعى لإثبات أن "الأعمال الصالحة التي يقوم بها المؤمنين لا تساهم في فعل التبرير، ومن ثم فالتبرير قادم من الله دون أي فعل مشاركة من الإنسان وذلك عن طريق سر الفداء؛ فسر الفداء حسب لوثر لا يمنح البر، بل هو البر بحد ذاته".

تجريمه واتهامه بالزندقة
اشتعل الحوار اللاهوتي بين لوثر والكنيسة ممثلة في بابا روما، وفي عام 1521 تم إدانة لوثر صدر قرارًا إمبراطوريًا يقضي بوصفه خارجًا عن القانون، وحظر مؤلفاته، كما طالب باعتقاله بوصفه "زنديق سيء السمعة"، كذلك فقد نصّ القرار على تجريم كل مواطن في ألمانيا يأوي لوثر أو يقدم له مساعدة، كما أهدر دمه بمعنى أن قتله العمد لن يتسبب بأي أثر قانوني، وتم اعتقاله في قلعة "فرتبرغ"، وخلال هذه الفترة ترجم وألف العديد من كتبه التي زادت الجدل إثارة.

زيادة الهجوم على الكنيسة
خلال هذه الفترة أطلق "لوثر" العديد من الأفكار، وهاجم الحج، وزيارة الكنائس، والقداس الإلهي، واعتباره تجسيد للفداء واعتبر ذلك "وثنية"، كما هاجم سر الاعتراف، وكان أكثر الأفكار إثارة للجدل هو إعتبار أن كسر النذور الرهبانيّة، وأهمها نذر العفّة، ليست خطيئة، لأن هذه النذور كانت محاولة غير شرعيّة وقاصرة ودون جدوى للفوز بالخلاص.

تحول الحرب الفكرية إلى حرب مسلحة
رغم أن بداية ثورة "لوثر" كانت فكرية، إلا أن مساعديه حرضوا الفلاحين الألمان على الثورة، واندلعت أعمال الشغب التي تحولت في النهاية إلى حرب مسلحة بين عصابات فلاحين مؤيدين له، والأساقفة والنبلاء، ورغم تعاطفه مع مطالب الفلاحين إلا أنه غضب من حرق الأديرة ومقرات الأساقفة والمكتبات، وعمليات القتل والسرقة، التي قامت بها عصابات الفلاحين الداعمة له، ووصفها بأنها "أعمال إبليس"، ودعا النبلاء إلى إخمادهم مثل "الكلاب المسعورة".

راهب كسر نذره
كسر "لوثر" نذره وتزوج من كاترينا فون بورا، وهي واحدة من اثني عشر راهبة كاثوليكية هربنّ من دير سترسن في أبريل 1523، وساعدهنّ لوثر في الهروب، وأنجب منها ستة أطفال، وفي عام 1526 بدأ في تنظيم كنيسة جديدة، وقد كتب قداسًا ونشره في بداية العام نفسه، وقدم رتبًا عن العماد والزواج، وعيّن مواعيد يوميّة في الكنائس لتلقين التعليم للأطفال أو الشباب أو الفقراء، ونشر لوثر ترجمته الألمانية للعهد الجديد عام 1522، ثمّ أنهى ومعاونيه ترجمة العهد القديم عام 1534.

رأيه في الآخرين
رأى لوثر أن "الأتراك" -العثمانيين- آفة أرسلت لمعاقبة المسيحيين من قبل الله، وأنهم جزء من الويلات التي تحدث عنها سفر الرؤيا إلى جانب البابوية التي اعتبرها لوثر خلال تلك المرحلة ضد المسيح، كما اعتقد أن اليهود غير مؤمنين لأنهم رفضوا الاعتراف بأن يسوع هو المسيّا.

نهاية الطريق
قدمت صور كثيرة لوثر بأنه رجل قوي البنية، مع ذقن مزدوجة وفم قوي وعيون عميقة، ورقبة غليظة وقصيرة، وعانى في السنوات الأخيرة من اعتلال صحي لسنوات عديدة، لا سيّما الدوار، والإغماء، والطنين، وانسداد إحدى عينه، وتوفى يوم 18 فبراير 1546 وله من العمر 62 عام.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter