سكان الفلوجة يستغيثون من الحصار الشامل على المدينة
المنظمة تطالب السلطات العراقية بضمان سلامة المدنيين خلال محاربتها لإرهاب داعش
تعرب المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن عميق قلقها إزاء التقارير الواردة من مدينة الفلوجة العراقية بشأن الوضع الإنساني المتدهور في المدينة التي تسيطر عليها ميليشيات تنظيم "داعش" الإرهابي، وتحاصرها القوات الحكومية العراقية المدعومة بالميليشيات، على نحو حرم سكان المدينة تماماً من الاحتياجات الأساسية من الغذاء والدواء وتضرر خدمات مرافق العلاج والمياه والكهرباء.
وتقدر مصادر ميدانية عراقيون عدد الضحايا بأكثر من 3400 قتيل منذ بدء الحصار على المدينة لما قارب السنتين، بينهم 500 من الأطفال، بالإضافة إلى نحو 6000 مصاب.
وتحذر المنظمة من تفاقم الأزمة الإنسانية في ظل النقص الفادح في الوقود والطاقة، خاصة وأن فرص نزوح المدنيين تكاد تكون معدومة مع قيام تنظيم داعش بتشديد الحصار المفروض على المدينة ومنع خروج أي شخص.
كما تدين المنظمة سلوك الحكومة العراقية التي لم تكتف بتقاعسها عن القيام بالتزاماتها حيال المدنيين العراقيين المحاصرين في الفلوجة، بل اقتصرت استجابتها لنداءات الاستغاثة التي أطلقها أهالي المدينة المحاصرة على قصف المدينة بالبراميل المتفجرة خلال مارس/آذار الماضي، وهو ما أوقع ضحايا في صفوف المدنيين قدرته مصادر بنحو 12 قتيل و18 جريج، ولم يتضرر منها كثيراً الإرهابيين الذين يطوقون أطراف المدينة. فضلاً عن قيام القوات الحكومة باعتقال الفارين والنازحين من المدينة من الرجال، واحتجاز النساء والأطفال في مخيمات النزوح.
وإذ تحذر المنظمة من تفاقم الأزمة الإنسانية في المدينة، فإنها تطالب الحكومة العراقية بالفتح الفوري لممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين، واتخاذ تدابير عاجلة لسرعة تحرير المدينة من عناصر "داعش" وعلى نحو لا يقود من جديد لتأجيج الصراع المذهبي بالاعتماد على ميليشيات غير منضبطة، وتشدد على أهمية فتح تحقيق مستقل لمعرفة ومساءلة المسئول عن إصدار أوامر بقصف وسط المدينة المحاصرة بالبراميل المتفجرة.
كما تدعو المنظمة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق ومكتب تنسيق الشئون الإنسانية بالأمم المتحدة للتحرك فوراً من أجل توفير المساعدات لسكان المدينة.