بقلم: زهير دعيم
ترددتُ كثيرًا قبل أن أخوض في مثل هذا الموضوع ، فالأمر لا يخلو من الحساسيّة ، خاصةً وأنّه يتعلّق بأناسٍ مُحترمين أقدّر جلّهم سواء عرفتهم او لم أعرف.
انّه يتعلّق بالمجالس المليّة الارثوذكسيّة في البلاد ؛ هذه المجالس والتي من المفروض ان تخدم الكنيسة والمؤمنين ، وأقول من المفروض !.
لقد استوقفني خبر في احدى الصّحف العربيّة المحليّة ، يحكي عن احد اعضاء مجلس ملّي في بلدة عربيّة في الشّمال ، كتب بصورة مُقزّزة في تغريدة مشؤومة له ورسم صورة تسيء للرب يسوع والى صليبه الكريم المُحيي، الذي هو هو محور ايماننا .
هذا الأمر صعقني وهزَّ كياني ، رغم أنّني أعلم بل وأثق انّ الربَّ يغفر ويسامح ويصفح ، ولكن– ومع هذا كلّه - الأمر يحتاج الى وقفة والى حساب والى رأيٍّ.
كيف وصلنا الى هنا ؟!!
وكيف وصل انسان من هذا الصنف لأن يكون عضوًا في مجلس من المفروض ان يكون مُقدّسًا ؟!!
وهل يجب ان تكون هناك معايير لكي ما نُرشّح أنفسنا لمثل هذه الخدمة المُقدّسة أم يكفي ان يكون أحدنا ابنًا لعائلة كبيرة ويحمل شهادة جامعيّة حتى تنفتح الابواب الموصدةأمامه، علمًا أنّه لا يعرف الرّاعي الصّالح ولا رعيته ولا المرعى ولم يشرب ولم يرتوِ من ينبوعه الفيّاض، فلا فرق لديه بين العنصرة والصعود الالهيّ أو التجلّي ، وإن حدث وطُلبَ منه ان يرفع صلاة " الأبانا" يروح يتأتئ.
لا اتجنّى – والربّ يعلم- ولستُ أقصد الجميع ، فهناك من يستحقّ وأكثر ، وهناك من يُضحّي من ماله ومن وقته وطاقته وأعصابه في خدمة الربّ المُحبّ ، ولكن هناك من رشَّحَ نفسه من باب أن يحظى بالوجاهة و" شوفوني يا ناس" ومن أجل الحصول على مركز مرموق ناسيًا أو متناسيًا أن الزعامة الحقّة والوجاهة المُثلى هي في الخدمة بعيدًا عن كلّ مأرب أو هدف شخصيّ.
وممّا يثير ضحكي واستهجاني ان المجالس المليّة الأرثوذكسية في سوادها الأعظم تتألف من منزلتين فترى الصراعات والمصادمات والنزاعات ترقص في كلّ يوم وتحتفل في كلّ مناسبة وجلسة، فلا تواصل مع الكاهن ولا تواصل مع المؤمنين ، بل شلل وخمود وفتور، ناهيك عن الخلافات التي قد تطفو فوق غرفة الجلسات ممّا يزيد الطين بِلّة ويُحبط من عزم الرعيّة.
جميل ان نجد ان معظم اعضاء المجالس المليّة أطباء ومحامون ورجال أعمال ، والأجمل ان تراهم يتفرّغون ولو لساعات قليلة في الاسبوع من اجل خدمة الرب والرعيّة ...ولكن حرف الدّال لا يفيد شيئًا إن ظلّ صاحبه متقوقعًا وخارج التأثير الايجابيّ وخارج الخدمة الفعليّة ، والأدهى والأمرّ ان راح يحيك المؤامرات من اجل ايقاف عجلة التطوّر والعمل.
حقيقة واقولها بالفم الملآن – وقد أكون مخطئًا- ان يكون في المجلس الملّيّ أناس لا يعرف الكنيسة ولا ربّ الكنيسة ؛ أناس علمانيون ، السياسة هي رأس مالهم ، والمراكز المرموقة هي هي محطّ آمالهم ، فيديرون هذا المجلس المُقدّس بعقلية الربح والخسارة والانقسامات والتحزّبات والانشقاقات والكلمات الجارحة وتصفية الحسابات و..الأحزاب
ان مثل هؤلاء " الأوادم" من المفضّل ان يكون مكانهم في المجالس المحليّة والبلديات ، لا في أجواء الروحانيات والبخور والقداسة.
وأخيرًا أقول مع الربّ الغالي :" أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله "