ندوة مثيرة بدأت باعتراض علي العنوان وانتهت باعتراف المحافظ: الفتنة الطائفية.. حقيقة أم وهم؟!
د.أحمد ضياء الدين: أناشد رجال الدين البعد عن التشدد والعودة إلي كتب الله
المنيا - باهي الروبي
هل هناك فتنة طائفية في مصر؟ أم انها احداث ومشاحنات لم يحسن معالجتها منذ ظهورها؟ فتمادت واتخذت أشكالا وسبلا جديدة نراها بين الحين والآخر!!
هل المجتمع المصري أمام ظاهرة تفتين من خلال حوادث وقضايا متأججة ومثيرة.. أم ان ما يحدث هو فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين؟!
هل كانت المعالجات الشكلية لتلك الاحداث والقضايا منذ ظهورها باقامة موائد الطعام وتقبيل اللحي وتعطيل القانون وغياب الخطاب الديني السليم سببا مباشرا للتمادي فيها؟ أم أن الاعلام لعب دورا كبيرا في تضخيم لأحداث والباسها ثوب الفتنة حتي لو كان الأمر مجرد خلاف بسيط بين مواطنين قد يتصادف ان احدهما مسلم والآخر مسيحي!!
اسئلة كثيرة طرحها المشاركون في ندوة "الفتنة الطائفية.. الأسباب والظواهر".. البداية كانت وصف عنوان الندوة بالجريء والمباشر.. وانتقلت إلي الاعتراض علي العنوان حيث رآه البعض لا يعبر عن الواقع المصري.. ووصفوا ما يحدث بأنه أحداث عارضة تقع وان هناك ظروفا عالمية واقليمية ومحلية ساهمت فيها وان التاريخ يشهد ان مصر لكل المصريين وان اختلاف العقائد والألسنة والألوان سنة كونية.
غلق الفضائيات
أيد بعض رجال الدين اغلاق القنوات الفضائية التي تتعمد الاثارة وطالبوا البابا شنودة باغلاق القناة التي تهاجم المسلمين وعدم السماح للقس زكريا بطرس بالظهور فيها.
وصف الدكتور اندريه زكي مدير عام الهيئة القبطية الانجيلية عنوان اللقاء بالجريء والمباشر مشيرا إلي أن الهدف منها هو الوصول إلي السلام الاجتماعي لتأمين حياة الناس.
عناصر الهوية
أما الدكتور وحيد عبدالمجيد مدير مركز الأهرام للترجمة والنشر فقد كان مدخله الاساسي لمناقشة تلك القضية هو الهوية مؤكدا ان المشكلة تكمن في ترتيب عناصر الهوية.. فلقد كان تعبير أنا مصري يحتل المرتبة الأولي وان هذا التعبير يعني ان المسيحي المصري أقرب إلي المسلم المصري من المسلم الباكستاني لأننا شركاء في وطن واحد.
وأضاف ان الهوية المصرية جديدة قياسا بالتاريخ حيث ان القاسم الأعظم من تاريخ البشر هو انتماءات أولية متمثلة في انتماءات دينية أو قبلية أوعشائرية لكننا في مصر مواطنون في وطن واحد مهما حدث من مشاكل أو تجاوزات لأنه ليس لدينا اختلاف في العرق لأننا ننتمي جميعا إلي عرق وجنس واحد حيث تفاعل المسلمون والمسيحيون عبر قرون طويلة لكن لدينا اختلافا طبيعيا علي أساس الدين.
وأشار الدكتور عبدالمجيد إلي أن الواقع يؤكد ان السهولة التي كان يشعر بها المسيحي في الفوز بالانتخابات في العشرينات والثلاثينات ووجود عدد كبير من النواب المسيحيين بدأ يتراجع ذلك الآن ومنذ بداية الأربعينات.
أسباب تاريخية
عدد الدكتور عبدالمجيد بعض الأسباب التاريخية التي كانت سببا فيما يحدث الآن منها ان ثورة يوليو خلفت من حيث لا تدري شعورا لدي بعض المسيحيين انها تميل لدي اتجاه معين.. وان تنظيم الضباط الأحرار لا يوجد به الا ضابط مسيحي وهذا يعني ان الموضوع لم يكن في ذهن أحد وعلي الرغم من ان التأميمات التي حدثت طالت الكثير من المسيحيين الأغنياء إلا انها افادت ايضا ملايين المسيحيين الفقراء.. أيضا بعد هزيمة 1967 ارجع المصريون الهزيمة من اليهود إلي انها بعد عن الله ولابد من العودة إليه. كذلك الهجرة في الخليج أدت إلي انتشار السلفية الوهابية الا ان هذه الدول فاقت بعد تدهور الوضع في هذه المجتمعات العربية.
انتقد الدكتور وحيد المعالجات الشكلية للأحداث منذ ظهورها في الخانكة والزاوية الحمراء في السبعينيات باقامة موائد عامرة بالطعام وليس بالعمل لمواجهة تلك المشكلات وتعطيل القانون في نزاعات المسلمين والمسيحيين لصالح حلول ودية علي حساب القانون مما شجع آخرين علي التمادي مؤكدا ان حل أي مشكلة يبدأ بالتحديد والتشخيص والمعالجة.
وأكد الدكتور أحمد زايد - عالم الاجتماع - ان الفتنة شيء عارض وانه لا يحب أن يسميها فتنة وإنما هي أحداث عارضة وان هناك ظروفا عالمية واقليمية ومحلية ساهمت فيها كما ان الخطاب الديني يعاني من مشكلة أساسية فالكل يتحدث عن الآخرة والقبر وترك الدنيا ولابد من تطوير الخطاب الديني.
قالت الدكتورة آمنة نصير.. اننا جميعا في سفينة واحدة ولا حماية لنا إلا بحماية تلك السفينة حتي لا نغرق في ظل الأمواج العاتية والفتن الكثيرة.
القس انطون جيد.. قال انني انتمي إلي جيل لا يعرف الفتنة الطائفية تربينا علي التسامح والمساواة.. واتساءل ماذا حدث للمصريين؟ كيف تحول الأمر إلي تلك الظاهرة؟
مشروعات تنموية
وأوضح الدكتور جمال الطحاوي - أستاذ علم الاجتماع - ان تحقيق الوحدة الوطنية يأتي من خلال مشروعات تنموية حقيقية يمولها رجال أعمال مسلمون ومسيحيون ويعمل بها شباب مسلم ومسيحي.
وطالب القس رفعت فكري بأن يتم التعامل مع النصوص الدينية بطريقة أخري تحترم حقوق الإنسان والتعددية وحرية بناء دور العبادة.
وأشار الدكتور حسن سند استاذ علم الاجتماع إلي أننا افرغنا الأديان من مضمونها فأساس الأديان العمل وليس الكلام النظري ونحن لدينا هويات جزئية أوشكت علي تغطية الهوية الكلية وهي أننا مصريون.
أما الدكتور جميل وصفي فقد انتقد الأوضاع السيئة والفساد الذي استشري في المجتمع منذ فترة طويلة مشيرا إلي أن غياب هيبة الدولة والقانون انعكس علي الأقباط ووجه سؤالا للحضور من المسلمين هل الوطن يصبح أفضل بدون مسيحيين؟ هل الحل في الهجرة؟
خيري فؤاد عضو محلي المحافظة اعترض بشدة علي عنوان الندوة مؤكدا انه ليس في مصر فتنة طائفية وان مصر دولة مستهدفة.
د.عثمان هندي الاستاذ بجامعة المنيا تساءل: هل نسعي إلي المواطنة أم إلي الأنسنة لأن البعد الإنساني أعمق بكثير من البعد الطائفي.
أما الشيخ محمود عبدالحكيم وكيل الأوقاف فقال: اننا شعب متدين علي المستويين الإسلامي والمسيحي والقرآن الكريم كرم الإنسان وان اختلاف العقائد والألسنة والألوان سنة كونية وان ما يحدث قضايا فردية وليست لدينا فتن طائفية وأيد وكيل الأوقاف غلق القنوات الفضائية التي تثير الأمور وتشعل الفتن.
د.ناير موريس عضو محلي المحافظة.. قال لقد فزت بالانتخابات وسط 14 مرشحا وحصلت علي المركز الثاني في الأصوات وادعو الجميع للمشاركة السياسية.
ظاهرة تفتين
المحافظ الدكتور أحمد ضياء الدين.. قال انني اتحمل نقد اختيار العنوان لأني اصررت عليه بهدف اقتحام المشكلة وتسميتها باسمها الحقيقي.. وبالفعل نحن لدينا كل يوم حدث ولكنه بعيد كل البعد عن الفتنة.. كل الأمر انه يقع بين مسلم ومسيحي.
اضاف.. اننا أمام ظاهرة تفتين بمعني اسقاط الوصف علي أحداث بعيدة كل البعد عن الفتنة.. نعم هناك حوادث متأججة ومثيرة مثل اختفاء كاميليا شحاتة وغيرها وان هذا اللقاء يظهر أهمية القانون باعتباره ارشد الوسائل لتنظيم العلاقات بين الافراد.
ناشد المحافظ رجال الدين الإسلامي والمسيحي الابتعاد عن التسلط والتأجيج الديني والعودة إلي كتب الله القرآن الكريم والكتاب المقدس.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :