الأقباط متحدون - انتقام تميم من سلمان
أخر تحديث ١٣:١٤ | الجمعة ١ ابريل ٢٠١٦ | ٢٣برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٨٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

انتقام تميم من سلمان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

د. مينا ملاك عازر
لم تكن زعامة السعودية لدول الخليج والتي أكثر من تضرر منها إمارة قطر مقبولة بالذات على قلوب الأسرة الحاكمة بقطر، لذا انتهز القطريون الفرصة برحيل الملك عبد الله -رحمه الله- ووصول ابن الأخ محمد بن سلمان فعلياً للحكم من وراء ستار والده الملك سلمان لكي ينتقم تميم من محاولات المملكة لإذلاله وتركيعه أمام مصر.

ومع اختلال الرؤى الحقيقية، وغيوم الأمور سياسياً وعسكرياً أمام قيادة المملكة الجديدة بات سهلاً على تميم إسقاط المملكة في بئر الفشل السياسي وإظهارها بنفس المظهر الذي بدت عليه إمارة قطر من قبل، فبات واضح للكل أن السعودية تمول  داعش بسوريا والعراق واليمن وتتحالف مع الإخوان نفس التهمة التي كانت توجه لقطر إبان خلافات المملكة مع تميم حينما كانت المملكة تمالئ مصر ضد الإخوان.

أستطاع تميم أن يبدي المملكة وكأنها تزكي الصراعات المذهبية، وفي طريقها لحرب مذهبية كبرى في المنطقة بأن دفعها للتفاهم مع تركيا لشن حرباً على الشيعة في سوريا أي النظام السوري المدعوم من حزب الله وإيران كما أستطاع تميم أن يزج بالسعودية في حرب ضد الحوثيين الشيعة في اليمن، أكيد كان لدى السعودية الاستعداد لهذا لفكرها الوهابى لكن حنكة الملك عبد الله كانت تجعله قادر على اختيار الأولويات وصناعة المواقف المناسبة للمملكة وملائمة الظروف الدولية، وعدم إظهار عداءاته، وعدم الدخول في خصومات ترقى لمستوى المعاداة مع دولة كإيران حتى انقلب أوباما على السعودية وهاجمها، مما أضعف موقفها كثيراً في كثير من النزاعات الإقليمية مما صب كل هذا في خانة إضعاف الموقف المصري سياسياً ولعله اقتصادياً أمام الموقف القطري الذي بدى وكأنه صانع سلام ومسالم لا ينجر وراء نزاعات طائفية تؤجج من الحروب في المنطقة.

انتقام تميم لم يقف عند دفع السعودية للإساءة لمواقفها السياسية والدبلوماسية فحسب، وإنما أيضاً دفعها لتسيء لموقف البلاد المالي بعجز مالي في الموازنة اقترب من تسعين مليار دولار، وهو عجز لم تصل له ميزانية المملكة من قبل ما يعني تردي اقتصادي صب بوضوح في خانة تقلص المساعدات التي تقدم من  السعودية لمصر، وذلك من خلال تورط السعودية في العديد من الصراعات الإقليمية وتمويلها للكثير من النزاعات العسكرية، بينما رفع تميم يده عن دعم الكثير من التنظيمات الإرهابية ما صب في خانة بلاده اقتصادياً.

ما كان تميم يحلم بكل هذا لولا تراجع المستوى السياسي لقيادة السعودية والتي وإن كنت أتوقع منها المزيد من الدعم للموقف المصري بعد زيارة الملك سلمان لمصر الخميس القادم، إلا أنني اتفهم أن ذلك الدعم قد يكون مشروطاً، ما يفسر لي الضغوط التي تقع على الرئيس السيسي والذي يتضح من خلال كلمته التي قالها في آخر خطاباته حين قال "بيعيرونا بفقرنا" ولا أجد تفسير سياسي لهذه الكلمة إلا ما أظنه ضغوط سعودية لتبني مصر مواقف مهادنة مع دول معادية لمصر مثل تركيا.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter