بقلم : مايكل سعيد
بات الأمر واضحاً لكل عاقل وزي فهم وكل متابع للأحداث أن هناك صلة وطيدة بين تنظيم القاعدة و منظمي نعرات الجمعة الإسبوعية والتي تطالب فيها الكنيسة بالإفراج عن إمرأة مسيحية لم تعتنق الإسلام وكذلك الإفراج عن جميع المسيحيات اللائي لم يعتنقن الإسلام من الأساس بل أنهم أعلنوها صراحة واحدة أمام النائم العام والثانية بشريط فيديو , ومع ذلك يصروّن على نعراتهم الإسبوعية من أمام المساجد ليس هذا فحسب فبعد أكثر من 13 وصلة من الردح والسباب واللعن والتحريض والتهديد بالقتل"هنخليها دم فدم" والدعاء الختامي " اللهم إجعل أجلهم على أيديهم" , ولم يمر أكثر من بضع أيام قليلة وشاهدنا المشهد العراقي المدمي الذي راح ضحيته 52 شهيداً أكثرهم من النساء و الأطفال والرضّع ورجال دين , ولم يقتصر الأمر على هذه الجريمة فقط فقد إمتدت لكي تشمل جميع المسيحيين بالعالم الشرقي .
ومن الملحوظ جداً تزايد نشاط القاعدة بالطرود المفخخة التي سمعنها عنها في الأخير متزامناً تماماً مع وصلات الردح والسب الإسبوعية , والغريب في الأمر أنهم يدّعون أن هذه الوقفات أهدافها سلمية للغاية! ومن أشهر هتافاتهم السلمية جداً "هنخليها دم في دم" , "اللهم إجعل أجلهم على أيدينا" , لم يمر سوى أيام قليلة بعد إعلان هؤلاء عن نواياهم الدنيئة حيث أنهم أعلنوا موقفهم "هنخليها دم في دم" , لنجد تنظيم القاعدة بالعراق يقتل 52 ما بين طفل و إمرأة ورجال دين ثم أمهلوا الكنيسة المصرية 48 ساعة لإطلاق سراح مسيحيتان لم يعتنقوا الإسلام , وهو مطلب غريب , فكيف للكنيسة أن تسلم إمرأتين مسيحيتن للمسلمين؟ بأي حق هذا؟ و بأي صفة يتسلمونهن؟
إن الهدف بات واضحا فالقضية ليست قضية كاميليا شحاتة أو وفاء قسطنطين أو غيرهن , فالقضية أكبر من ذلك بكثير , والهدف إخلاء الشرق الأوسط مهد المسيحية من المسيحيين , مستغلين بذلك أجواء حرية التعبير في التحريض المستمر والعلني ضد الكنيسة ورموزها , وقد تحول التهديد إلى دماء على أرض الواقع , فزعموا أن الكنيسة دولة داخل الدولة , و أن الكنيسة بها أسلحة وبها سجون وبها أُسود ولا أعلم على هناك مخطط للكنيسة المصرية بأن تصنع مفاعلاً نووياً على نهج إيران أم لا .
أريد أن أقول أننا لا نتعجب من وجود إرتباطات وطيدة بين متطرفيين سلفيون بمصر وتنظيم القاعدة , فتنظيم القاعدة المدير التنفيذ له وصاحب فكرة تأسيسة "أيمن الظواهري" طبيب مصري الجنسية , كما أنه كان من بين منفذي مذبحة كنيسة "سيدة النجاة" ببغداد إثنين مصريين , فلا عجب ولا عجاب من إرتباط أولئك بهؤلاء .
على المجتمع المصري أن يفيق لتلك التهديدات التي تهدد أمن ومجتمع البلاد وتجعله مثل العراق و أفغانستان ولبنان وفلسطين , إنّ مصر على مشارف حرب أهلية دامية بين المسلمين والمسيحيين جراء التهديدات المستمرة بقتل المسيحين من المساجد أصحاب شعار "هنخليها دم في دم" و الأمن كما لو أنه يشاهد فيلم كلاسيكي , المشهد القادم سيكون ليس في العراق ولا في أفغانستان ولا غيرهم , فبعد أحداث الكشح و أحداث نجع حمادي والكثير من الأحداث المتتالية والمتلاحقة بشكل يؤجج الفتنة الطائفية ويشير لوجود حرب إقليمية تشمل المسيحيين والسنة والشيعة وعن قريب سيتحول الشرق الأوسط إلى برك من الدماء سيقوم بها المسلمين تجاه المسيحيين, فالمشهد بدأ من العراق بتهجير المسيحيين وتفجير الكنائس والقتل والتنكيل كان مصير الأغلبية , وفي مصر أيضاً بدا المشهد واضحاً بعد أحداث نجع حمادي التي لم يحاكم مرتكبيها إلى هذه اللحظة ولم يتم محاكمة أو مجرد رفع الحصانة عن مدبر تلك المجزرة والمستفيد الأول و الأخير من تلك المجزرة بل أنه سيكون في مجلس الشعب رغم أنف الجميع , في مشهد يؤكد غياب الأمن و الأمان بمصر , و أن المشهد في الفترة القادمة سيكون في مصر وسيكون الدم للركب , وهذا ليس بغريب على الإسلاميين وليس بجديد على الأقباط , فالكنيسة القبطية معروفة بأنها كنيسة الشهداء , و الأقباط لا يهابون أحد سوى الله , والدليل على ذلك شهدت الكاتدرائية حضوؤاص مكثفاً من الأقباط بلغ نحو 3000 قبطي , بعد يوماً واحداً من تهديدات القاعدة .
في النهاية أود أن أقول لكم أن وقفات المساجد اللاسلمية ستستمر حتى تحقيق أهدافها وهي المجازر المتوقعة على أرض مصر ولا تنسوا شعارهم "هنخليها دم في دم" ودعائهم "اللهم إجعل أجلهم على أيدينا" فقط ينتظرون الضوء الأخضر من أولياء نعمتهم من المختبئون في الجحور بأفغانستان.