الخميس ٣١ مارس ٢٠١٦ -
٣٣:
٠٦ م +02:00 EET
بقلم :مجدي جورج
والطائرة هنا هي طائرة مصر للطيران التي كانت متوجهة من الاسكندرية للقاهرة وتم خطفها وتحويل اتجاهها الي قبرص اما الحزام فهوالحزام الناسف الوهمي الذي ارتداه الخاطف سيف الدين مصطفي .
ولان عملية اختطاف الطائرة قد مرت بسلام ونتيجة لبعض الملابسات الاخري فان الكثيرين قد تبنوا نظرية المؤامرة وقالوا انها دبرت من بعض الأجهزة المصرية للتغطية علي الوضع الاقتصادي السئ وتخطي الدولار لعتبة العشرة جنيهات واعتبرها اخرون للتغطية علي اقالة المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات واعتبرها اخرون وسيلة للتغطية علي مصالحة تحوم في الأفق بين النظام والاخوان .
كل أدلي بدلوه وعدد اسباب تبنيه لهذه النظرية ، وسبب تبني البعض لنظرية المؤامرة مايلي :-
اولا انتهاء الأزمة بسلام فلم يتوقع الكثيرين ونحن في هذه الأيام التي يتفشي فيها القتل والارهاب في كل مكان ان تنتهي هكذا ازمة بسلام بدون اي ضحايا .
ثانيا لان الحزام كان وهميا فقد ظن الجميع ان هذا الامر مستحيل فمعني وجود حزام فانه لابد ان هناك متفجرات
اي هناك ضحايا وهذا الامر مردود عليه بان هناك الكثير من حالات اختطاف الطائرات والرهائن تمت سابقا بمسدس وهمي او بقنبلة وهمية وقد قام بها الخاطفون لتوصيل رسالة معينة او تحقيق هدف معين .
ثالثا لان الخاطف رغم خطفه للطائرة كان مسالم جدا ، فالمعتقد ان الخاطف لابد ان يكون شرسا والا لما فكر في هذا الامر وكون الخاطف مسالم ( سواء راجع لاضطرابات نفسيه او لأسباب اخري ) فقد تبني البعض نظرية المؤامرة مع انها لو كانت مؤامرة فعلا لاختاروا شخصية قوية الشكيمة وربما ضحوا بها وقتلوها وقالوا انهم تمكنوا من قتل الخاطف وانقاذ الركاب والطاقم .
رابعا هناك سبب قوي اخر جعل الكثيرين يتبنوا نظرية المؤامرة وهو أريحية المختطفين في تعاملهم مع الخاطف بل والتقاطهم السيلفي معه وإرسالها للأصدقاء وهذا راجع الي مسالمة الخاطف لانه ربما بوصوله الي قبرص فانه قد شعر انه حقق ماكان يصبو اليه وأوصل الرسالة التي كان مزمع ان يوصلها سواء لطليقته او لابنائه او لأي جهة ما ، اما عن أريحية المخطوفين انفسهم فهذا راجع لمسالمة الخاطف من جهة ومن جهة اخري لان الناس ادركت في أيامنا هذه ان الموت اقرب اليها من حبل الوريد ولذا فان هناك شجاعة ما او لامبالاة من البعض في مواجهة الموت ، وايضاً لان وسائل التواصل الاجتماعي من فيس بوك وتوتير وغيرها جعل البعض يوثق كل لحظة في حياته حتي أشدها خطورة ويسعي لتحقيق السبق ونشرها ربما قبل وسائل الاعلام المختلفة من صحافة وتلفزيون .
خامسا الاستجابة السريعة لمطلب الخاطف من ناحية قائد الطائرة بالتوجه الي قبرص عند تهديده باستخدام حزامه الناسف وهذا شئ منطقي جدا وسط الظروف والاحداث والارهاب الذي يجتاح منطقتنا ويجتاح العالم كله وأي طاقم طائرة كان سيفعل نفس الشئ خوفا علي حياة الركاب ، ثم اننا خارجين من حادثة مأساوية لازالت تؤثر علينا وعلي اقتصادنا وعلي سياحتنا الي يومنا هذا وهي حادثة الطائرة الروسية التي فجرت فوق سيناء فهذا الحادث يجعل الجميع يتحسس موضع قدميه عند التعامل مع اي حادث مشابه (وكما يقول المثل اللي يتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي ) .لذا فان السلطات جميعها في الطائرة وفي المطار وفي وزارة الطيران ورئاسة مجلس الوزراء كان لديها كل الاستعداد للاستجابة لطلب الخاطف فورا بالتوجه بالطائرة خارج مصر خوفا علي سلامة الركاب خصوصا ان بها بعض الأجانب املا في عدم حدوث كارثة اخري ولمحاولة انقاذ الركاب باي وسيلة سواء بالتفاوض او حتي بالاقتحام من القوات الخاصة التي أرسلت الي قبرص .
اخيرا فإننا نقول علينا ان لا ننساق وراء أناس لاهدف لها الا تدمير بلادنا بنشر الشائعات المدمرة ، وهذا لا يمنعنا من انتقاد كل السلبيات ففي وقت الانتقاد ننتقد من اجل تصحيح الأوضاع كما انتقدنا قصة الداخلية في موضوع مقتل الشاب الايطالي ، ووقت الاشادة نشيد من اجل التعضيد والتشجيع علي المزيد ، لان هذه هي بلدنا التي نحبها ونتمني ان تكون افضل بلاد العالم .