بقلم: فاضل عباس
الجريمة البشعة التي قام بها تنظيم القاعدة في العراق، بتفجير الانتحاريين لأنفسهم داخل كنيسة سيدة النجاة والذي أودى بحياة 52 قتيلاً و70 جريحاً كما فجر الإرهابيون سيارة كانت متوقفة أمام الكنيسة هو عمل إرهابي لا يمت بصله للإسلام وهو استهداف للمسيحيين وهو عمل مرفوض ويشيع الفتنة في المنطقة.
لذلك فان قيام تنظيم القاعدة بتهديد الأقباط المصريين يأتي في نفس السياق من تطرف الإرهابيين وتشويههم للإسلام باستهدافهم للمسيحيين في الشرق، لذلك فان ما يقوم بع تنظيم القاعدة هو خارج عن السياق الوطني والإسلامي ويستلزم أدانه ورفض، وهنا يكون مهمة الدفاع عن المسيحيين مسؤولية كل الشعب العراقي وكل الشعب المصري من مسلمين ومسيحيين فلا يمكن القبول بان يفرض الإرهابيون أنفسهم على المجتمع وضرب الوحدة الوطنية عبر استهداف المسيحيين.
تنظيم القاعدة يثبت يوما بعد أخر بأنه تنظيم كارثي على الأمة العربية والإسلامية، فهو يدعي استهداف الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، ولكن الحقيقية أن هذا التنظيم لم يستهدف الكيان الصهيوني بأي عملية عسكرية، بل على العكس جميع عملياته هي قتل للمسلمين والآن جاء دور المسيحيين بما يعني يقتل ويفجر داخل الأرض العربية والإسلامية وليس له علاقة بفلسطين سوى الشعارات وهو بذلك يخدم مشاريع أعداء الأمة العربية والإسلامية.
المسيحيون هم جزء أساسي من الشرق، وما يقوم به تنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية الاخري هو تصفية المسيحيين وبالتالي دفعهم للهجرة، وهو عمل يفقد الشرق التنوع الديني كما أن المسيحيين هم من أهل الكتاب الذين ذكرهم القران الكريم، والذين من حقهم أن يمارسوا عبادة الله كما جاء في التوراة والإنجيل، قال تعالى: «قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم».
لا يوجد في الدين الإسلامي سواء في القران الكريم أو السنة النبوية ما يدعو لقتل أو استهداف المسيحيين، وكل ما يدعيه تنظيم القاعدة هو عمل لاعلاقة له بالإسلام فجميع المذاهب والطوائف تؤكد على حقوق المسحيين الدينية، وحقوقهم في المواطنة في بلدانهم، وأي كلام غير ذلك تطرف يستوجب من المثقفين ورجال الدين الإسلامي المستنيرين وقف هذه الفتاوى المتطرفة اتجاه المسيحيين.
فتقسيم العالم بين شرق مسلم وغرب مسيحي لا يخدم البشرية اوالتنوع ووقف مسلسل الصراع يحقق الاستقرار والتنمية في المنطقة ويخدم مصالح المسلمين والمسيحيين، كما ان مقياس اليوم الوطني هو المواطنة فقط، فليس مقبول أبعاد المسيحي أو المسلم عن حقوقه الوطنية لأسباب دينية أو طائفية فالمسيحيون دافعوا عن أوطانهم في الحروب العربية ضد إسرائيل وهم موضع ثقة ولكن هذا التطرف من محاولة حرق القران الكريم في كنيسة أمريكية إلى قتل المسيحيين في العراق ومصر يؤجج الأوضاع ويفجر الخلافات الدينية