الأقباط متحدون - سلامة الخاطف والمخطوفين
أخر تحديث ١٣:٥٤ | الاربعاء ٣٠ مارس ٢٠١٦ | ٢١برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٨٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

سلامة الخاطف والمخطوفين

سيف الدين مصطفى
سيف الدين مصطفى

د. مينا ملاك عازر
منذ أن طالب المعزول بسلامة الخاطفين والمخطوفين إلى أن استطاع سيف الدين مصطفى كما افصحت وسائل الإعلام عن اسمه خطف الطائرة المصرية المتجهة من برج العرب للقاهرة، ومصر عقلها مخطوف تحت سيطرة وسائل إعلام متهورة تعلن عن اسماء خاطئة للخاطف وينساق وراءها الكل للأسف.

وإن ثبت ما يُقال بأن ما كان ملفوف حول خصر الخاطف مطاط وليس به أجزاء معدنية وليس حزاماً ناسفاً، لن يكن هذا إلا بمثابة طوق النجاة للأمن المصري الذي هاجمته وبضراوة وقت أن حللت ضيفاً على برنامج صباح النور بقناة سي تي في، وباغتني الصديق العزيز إسحاق يونان بخبر اختطاف الطائرة، وقتها شعرت أنني في كابوس، وأن ما يجري فضيحة، وكنت اتمنى بأن يُقال أن كل الخبر كذب، لكن عندما تم التأكد من الخبر، إلا ووجدت الحياة تسود، وأرى السياحة تتوقف والاقتصاد والتنمية تتوقف، والدولار يسجل أعلى أرقام له، لكن وبما أنه الاتجاه بأنه حزام كاذب، فالحمد لله أن الحزام كاذب، والمصيبة كانت حامل في كارثة كاذبة.

ولن أترك تمنياتي تدفعني لتصديق أي شيء لكن أحلامي بنجاة البلد من مستقبل مظلم قد يكتنفها إذا ما ثبت أن الحزام حقيقي تدفعني بكل عنف نحو الارتياح إلى أنه لم يكن حزاماً ناسفاً.

لكن دعك من مدى صدق وهمية الحزام إلى مدى كذب ذلك، ولننتبه إلى أن اقتصادنا في عيوننا بات هشاً وضعيف لا يقوى على أن يحتمل أي ضربات كهذه إن صدقت، دعنا نعترف أننا لا نثق في أمننا لفشله المتكرر في أمور كثيرة ولمعرفتنا أن بهم الكثير من الفسدة، هذه الحادثة كشفت لنا ما لم تكن لتكشفه أي حادثة أخرى، كشفت لنا عن مدى هشاشة طمأنتنا للأمن المصري الذي كنا نتباهى به، فصرنا نخجل منه خاصةً بعد بيانات التوصل لقاتل ريجيني والعجز عن القبض على الكثير من المجرمين في صعيد الجنايات الداخلية كسرقات السيارات وغيرها، ما يعني لي أننا في سبيلنا لفقد الثقة بها، ولعل بدايةً من  الرئيس السيسي وحتى أصغر طفل في البلد صدق أن الحادثة حقيقية ولعل الرئيس كان قلبه مملوء بالحنق والغضب على وزير الداخلية وجهازه كله، لكن ثبوت كذب الحادث أنقذ رقاب كثيرين، وإن كنت أبقى متشككاً في أي بيان للداخلية المصرية للأسف، بل وأستطيع التعميم في الحكومة كلها ما لم يؤكد لنا القبارصة صدق تلك البيانات التي تدلي بها الحكومة المصرية، وهذا بدوره يكشف لنا أننا لم نعد  نصدق الحكومة والمؤسسات الرسمية، ولم يبق لنا من نصدقه في مصر إلا الرئيس للآسف وذلك لأنه الأكثر واقعية والأكثر وضوحاً والأكثر كلام معنا، والذي أنتظر منه المزيد من الشفافية ومقاومة فشل الحكومة التي أراه مضطر لها بسبب فشل الأحزاب للتوصل للأغلبية المكونة للحكومة، ولفشل الائتلافات وعدم استعدادها لتكوين حكومة.

أخيراً، أن أكثر المتضررين من حادث الطائرة هو المستشار هشام جنينة لأن خبر إقالته توارى وراء كارثة بحجم اختطاف الطائرة، ولكن هل يبقى خبر إقالته والتحقيق معه متوارياً مستنداً في هذا التواري إلى منع النشر الذي يكتنف معظم القضايا الحساسة في البلد أم يجد منفذ لنفسه قريباً ليجد مكاناً لنفسه بجانب الطائرة المختطفة وخاطفها اللذان سيبقيان حديث الإعلام لأياماً.

المختصر المفيد مصائب قوم عند قوم فوائد وفشل الخاطف نجاح للشرطة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter