الأقباط متحدون - حروب النخب المصرية والقبطيةالصغيرة
أخر تحديث ١٣:٥١ | الاثنين ٢٨ مارس ٢٠١٦ | ١٩ برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٨١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

حروب النخب المصرية والقبطية"الصغيرة"

بقلم : سليمان شفيق

في الوقت الذي يخوض فيه الوطن حربا ضروسا ضد الإرهاب، في حرب اقرب لان تكون إقليمية ودولية ، حماس شرقا وداعش وأنصار الشريعة غربا، وداعش والنصرة شمالا، وأعوان الإخوان جنوبا، وتتجمع مخابرات الدول لدعم الإرهابيين في سيناء ،تبدد النخب المصرية جهدها في معارك "صغيرة وتافهة"، النائب مرتضي منصور يعارك الإعلامي عمرو أديب، والإعلام ينقسم إلي قسمين قسم يسخر من دراما وزارة الداخلية في سيناريو شنطة "ريجيني" وقسم يدافع وكأنهم محققين خصوصي ، والالتراس وحل مجلس إدارة الأهلي ينال النصيب الأكبر من الهمز واللمز، والنشطاء الأقباط يركزون جهودهم تارة في فتاة اختفت وأخري في معركة الريان..

بعد أن كانوا الرقم الصعب في العمل الوطني، والأحزاب التي أسسها رجال الأعمال أو الأجهزة في ثبات عميق، ورئيس الوزراء يدلي ببيان الحكومة المشئوم دون أي رد فعل حقيقي من احد؟!!

أين حلف 30 يونيو ؟ من فكك هذا الحلف ؟ الفقراء والأقباط والنساء هم من سيدفعون أغلي الأثمان، لقد خرج الكثير ينفي 30 يونيو ضد "الاخونة" ولكن ما يجري الآن علي الأرض يؤكد أن هؤلاء الكثيرين كانوا ضد "الاخونة" ولكنهم لم يكونوا ضد "الأسلمة" مع كامل احترامي للدين الإسلامي الحنيف إلا إنني اقصد أن ما يجري علي الأرض الآن يؤكد أننا استبدلنا السلفيين بالإخوان، وان الأحزاب الدينية لازالت قائمة، وأن ممالئة بعض صغار الرتب مع السلفيين ومنهم من تقدم بالبلاغات الخاصة بازدراء الأديان والتي أدت إلي إدانة مسلمين ومسيحيين وأطفال، حتى فوجئنا ببيان فضيلة شيخ الأزهر الإمام الأكبر احمد الطيب الذي أدي إلي الإطاحة بوزير العدل السابق في اقل من 24 ساعة.

 ونحن نقدر غيرة صاحب الفضيلة علي الرسول الكريم (ص) ولكننا نندهش من عدم غيرته علي إهانات الشيخ برهامي المتكررة للسيد المسيح؟ ولقد تلقيت أيضا أحاديثه في ألمانيا بما تحمل من خطاب ديني وسطي يؤكد علي الاعتدال، وأنا في غاية الحيرة والاندهاش، أين كان هذا الخطاب والمواطنين المصريين الأقباط يعجزون عن أداء صلاتهم في قري أما أغلق الأمن كنائسهم أو منعهم الغوغاء والمتعصبين من الصلاة ، ولدي عشرات الوقائع الموثقة في محافظة المنيا فقط!!

كمين الصفا يهاجم عشرات المرات ويسقط منا عشرات الشهداء والتكفيريين الذين يشكلون العمود الفقري للفكر التكفيري للإرهاب يمرحون تحت بصر وسمع الأجهزة ، وبيان الحكومة يبشر بحرمان الفقراء من الدعم بما ينبأ بالخطر والقوي التي من المفترض فيها الدفاع عن الفقراء أما تتحالف مع الإرهابيين أو تخوض معارك صغيرة ضد بعضها البعض، والسلفيين وطابور الإخوان الخامس يسمم الأفكار والعقول في الصعيد والوطنيين من نشطاء الاستنارة والأقباط غارقين في معارك تافهة، بعد أن انفرط عقد منظمات كانت ملء السمع والبصر تحولت إلي حلقات صغيرة تناهض بعضا من الاكليروس أكثر مما تناهض الظلاميين، وتحلق في صخب حول بعض المتمردين من الرهبان وتهتف "واه قبطيتاة" !!، كما أن الـ 24 نائبا الذين انتخبوا دستوريا بصفتهم أقباط مشتتين ولا ينطقون وكأنهم خجولين من كونهم أقباط، ومنظمة لها قدرها مثل اتحاد شباب ماسبيرو لا صوت لها ولا صدي منذ عام تقريبا؟!!ا

المشكلة أن "بارونات" الإعلام عندنا لا يرون كل ذلك، ويبثون الإحباط لدى الناس،والنخب القبطية لا يهمها سوي أن تجلس في الصفوف الأولي بالأعياد في الكنيسة وتتلقي الشكر من صاحب القداسة مستخدمين ذلك في رضي الأجهزة عنهم!!، والمفكرون يبحثون عن دور أو مقعد أمام الرئيس أو في الفضائيات، ولا يرون إلا مصالحهم الشخصية أو قربهم من الحاكم، إذا اقتربوا طبلوا، وإذا ابتعدوا عارضوا، أما القرب أو البعد عن الشعب فلا يفكرون فيه.. إنهم مدعون وليسوا مبدعين، بعض "البارونات" يستخدمون الإعلام من أجل مكانتهم وثرواتهم وسلطتهم.

 ليس أمامنا سوى أن نناشد الدولة تأسيس شركة مساهمة كبرى للإعلام ذات رؤية إعلامية للحرب ضد الإعلام والتطرف، لأن الاعتماد على "البارونات" مثل النفخ في قربة مقطوعة.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter