د.عبدالخالق Øسين
ÙÙŠ ØµØ¨Ø§Ø ÙŠÙˆÙ… الثلاثاء، 22/3/2016ØŒ ارتكبت ما يسمى بالدولة الإسلامية (داعش) سلسلة من التÙجيرات المروعة ÙÙŠ بروكسل، عاصمة بلجيكا، Ùˆ قلب أوربا وعاصمة الوØدة الأوربية أيضاً. بدأت بالمطار، وبعد ساعة ضرب انÙجار آخر Ù…Øطة مالبيك ÙÙŠ مترو الأنÙاق قرب مقر الاتØاد الأوروبي. ÙˆØ±Ø§Ø Ø¶Øية هذه التÙجيرات 31 قتيلاً ونØÙˆ 300 جريØاً. وقال التنظيم ÙÙŠ بيان على الانترنت، إن المواقع المستهدÙØ© تم "انتقائها بعناية"ØŒ ÙˆØذرت من أن الأسوأ قادم "للدول الصليبية التي تØالÙت ضد الدولة الإسلامية".
والسؤال هنا، هل Øقاً أن هذه التÙجيرات جاءت رداً على تØال٠"الدول الصليبية ضد الدولة الإسلامية"ØŸ الجواب كلا، Ùالدول الغربية كانت قد غضت الطر٠عن إرهاب داعش ÙÙŠ أول الأمر، وألقت اللوم على بشار الأسد ÙÙŠ سوريا أملاً ÙÙŠ إسقاطه، وعلى الØكومة العراقية (التي يهيمن عليها الشيعة والموالية لإيران) على Øد كليشتهم المملة كلما ذكروا العراق. ولم تتØال٠هذه الØكومات ضد داعش إلا بعد سلسلة الهجمات الإرهابية المنسقة ÙÙŠ باريس يوم 13 نوÙمبر 2015ØŒ والتي Ø±Ø§Ø Ø¶Øيتها 131 قتيلاً وأكثر من 700 جريØØŒ وسبق ذلك هجوم على صØÙŠÙØ© شارلي إبدو الساخرة ÙÙŠ باريس ÙÙŠ 7 يناير 2015ØŒ أدى إلى مقتل 12 شخصاً وإصابة 11 آخرين، وغيرها كثير من الأعمال الإرهابية، لذلك ÙالتØال٠الأوربي "الصليبي" ضد داعش جاء كنتيجة ورد Ùعل للإرهاب الداعشي وليس سبباً له.
إن الأعمال الإرهابية ضد الغرب نتاج العقيدة الوهابية التكÙيرية، بدأت منذ التسعينات من القرن الماضي بضرب السÙارات ÙˆØ§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø£Ù…Ø±ÙŠÙƒÙŠØ© ÙÙŠ Ø£Ùريقيا، ثم تكللت بكارثة 11 سبتمبر 2001ØŒ Ùˆ Ø±Ø§Ø Ø§Ù„Ø°Ø±Ø§Ø¦Ø¹ÙŠÙˆÙ† يختلقون المبررات للإرهاب، ويلقون اللوم على السياسة الخارجية لأمريكا وغيرها من الدول الغربية، وتعاطÙها مع الصهيونية وإسرائيل على Øساب الشعب الÙلسطيني ...الخ. بينما الØقيقة التي يتناساها هؤلاء عن عمد، هي أن الإرهابيين ابتداءً بالقاعدة وانتهاءاً بلقيطتها داعش، لم تقم بأية عملية إرهابية ضد إسرائيل، أو ضرب مصالØها ÙÙŠ أي مكان ÙÙŠ العالم. لذلك Ùهذه الادعاءات باطلة والغرض منها تØري٠الأنظار عن السبب الØقيقي للإرهاب ومن وراءه ويرعاه، ألا وهو دور السعودية ÙÙŠ نشر التطر٠الوهابي التكÙيري ضد كل من لا يؤمن بمذهبهم الÙاشي المعادي للإنسانية.
Ùالجرائم الإرهابية الأخيرة ليست بنت الساعة، بل هي نتاج عشرات السنين من عملية غسيل أدمغة الشباب، ونشر التطر٠الديني الوهابي ÙÙŠ العالم، وتØويلهم إلى روبوتات وقنابل بشرية موقوتة. ÙˆÙÙŠ هذا الخصوص، نشرت صØÙŠÙØ© الإنتدبندنت اللندنية تقريراً Ù…Ùصلاً قبل أربعة أشهر عن دور السعودية ÙÙŠ نشر التطر٠ÙÙŠ بروكسل بالذات، وبمناسبة التÙجيرات الأخيرة أعادت الصØÙŠÙØ© نشر التقرير وهو بعنوان: (هجمات بروكسل: دور المملكة العربية السعودية وصÙقة الØصول على عقود النÙØ· ÙÙŠ زرع بذور التطر٠ÙÙŠ بلجيكا)(1). يروي الكاتب (Leo Cendrowicz) قائلاً:
((هناك عدة أسباب جعلت بلجيكا مرتعا للإسلام الراديكالي. بعض الإجابات تكمن ÙÙŠ زرع الدعاة السلÙيين السعوديين ÙÙŠ البلاد منذ الستينات من القرن الماضي، ÙˆØرصا على تأمين عقود النÙØ·ØŒ قدمت بلجيكا ÙÙŠ عهد الملك بودوان عرضا للملك السعودي Ùيصل، الذي كان قد زار بروكسل ÙÙŠ عام 1967ØŒ ÙˆÙÙŠ هذه الزيارة تم الاتÙاق على إقامة مسجد ÙÙŠ العاصمة، وتوظي٠رجال الدين المدربين من السعودية والخليج. Ùˆ ÙÙŠ ذلك الوقت، كانت بلجيكا تشجع مجيء العمال المغاربة والأتراك إلى البلاد كعمالة رخيصة. ان الاتÙاق بين الملكين جعل المسجد المكان الرئيسي لعبادتهم.))
كانت ÙÙŠ بروكسل بناية مهجورة بنيت على التصميم الشرقي عام 1879. لذلك Ù…Ù†Ø Ø§ØªÙاق 1967 السعوديين استخدام هذه البناية لمدة 99 عاما، بدون إيجار (Rent-free lease). تم تØويرها من قبل السعوديين، واÙØªØªØ ÙÙŠ عام 1978 باسم المسجد الكبير ÙÙŠ بروكسل، إضاÙØ© إلى استخدامه مقراً للمركز الإسلامي والثقاÙÙŠ ÙÙŠ بلجيكا (ICC).
وعلى الرغم من اعتبار المسجد الصوت الرسمي للمسلمين ÙÙŠ بلجيكا، ولكن جاءت تعاليم السلÙية المتشددة بتقاليد مختلÙØ© جدا عن إسلام المهاجرين الجدد. اليوم هناك Øوالي 600000 نسمة من أصول مغربية وتركية ÙÙŠ بلجيكا التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون.
ورغم أن المغاربة من المذهب المالكي الأكثر تسامØا وانÙتاØا من الإسلام الوهابي السعودي، إلا إنه تم إعادة أسلمتهم من قبل رجال الدين السلÙية والمعلمين ÙÙŠ المسجد الكبير. بعض المغاربة Øصلوا على Ù…Ù†Ø Ø¯Ø±Ø§Ø³ÙŠØ© ÙÙŠ المدينة المنورة ÙÙŠ المملكة العربية السعودية. ÙالسلÙيون منعوا المغاربة من الاندماج ÙÙŠ المجتمع البلجيكي، ونشروا بينهم التطر٠الوهابي. وينقل الكاتب عن نائب برلماني بلجيكي قوله: "أننا كنا نعامل السعودية كدولة صديقة، ولكنهم استخدموا الإزدواجية ÙÙŠ تعاملهم معنا، Ùهم يريدون التØال٠مع الغرب عندما يتعلق الأمر بمØاربة الشيعة وإيران، ولكن لديهم أيديولوجية القهر عندما يتعلق الأمر بدينهم والتعامل مع العالم".
ويستنتج التقرير أن معظم الإرهابيين والمتطرÙين المسلمين ÙÙŠ بلجيكا هم خريجو الجامع الكبير الذي يديره السعوديون. وهؤلاء يستلمون أطÙال المسلمين ويزرعون Ùيهم ثقاÙØ© الكراهية والتطر٠والتكÙير ضد أتباع جميع الأديان الأخرى، وضد المسلمين من غير السلÙيين الوهابيين، وبالأخص ضد الشيعة، ويعتبرون قتل جميع هؤلاء ضمان لهم لدخول الجنة.
لقد بات دور السعودية ÙÙŠ نشر التطر٠والإرهاب ÙÙŠ العالم معروÙاً، ÙˆØتى الرئيس باراك أوباما أعتر٠بذلك علناً، ولكن الإعلان ÙˆØده لا يكÙÙŠ ما لم تقم الØكومات الغربية وعلى رأسها أمريكا بأخذ إجراءات رادعة ÙˆØاسمة ضد مملكة الشر وإيقاÙها عند Øدها، وتØميلها تكالي٠كل هذا الخراب الذي Øصل ÙÙŠ البلدان التي نالها الإرهاب السعودي مثل العراق وسوريا واليمن وتونس وليبيا ومصر والبلدان الأوربية والأÙريقية الأخرى. Ùبدون تجÙي٠منابع الإرهاب ابتداءً بالسعودية تبقى البشرية تعاني من هذا الإرهاب الوهابي المتوØØ´ إلى أجل غير معلوم.
لذلك على الØكومات الغربية أن تصØÙˆ من غÙوتها، وإذا ما استمرت ÙÙŠ هذا الاستغÙال والتغاضي عن دور السعودية ÙÙŠ نشر التطر٠الديني التكÙيري مقابل المال والنÙØ·ØŒ Ùإن مزيداً من العمليات الإرهابية ÙÙŠ المستقبل، وهذا يؤدي إلى صعود اليمين الأوربي المتطر٠ضد كل الجاليات الإسلامية ÙÙŠ الغرب، والأبرياء هم الذين يدÙعون الثمن ÙÙŠ كل وقت.
abdulkhaliq.hussein@btinternet.com
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ـــــــــــــــــــــــــ
روابط ذات علاقة
1-
The Independent:
Brussels attacks: How Saudi Arabia's influence and a deal to get oil contracts sowed seeds of radicalism in Belgium
http://www.independent.co.uk/news/world/europe/brussels-attacks-saudi-arabia-influence-oil-contracts-sowed-seeds-radicalism-belgium-great-mosque-a6745996.html
2- د.عبدالخالق Øسين: الوهابية، Øركة Ùاشية دينية يجب تجريمها
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=749
3- كورتين وينزر: السعودية والوهابية وانتشار الÙاشية الدينية
http://www.aafaq.org/malafat.aspx?id_mlf=11
4- د. أسامة Ùوزي: على هامش تÙجيرات بروكسل الإرهابيه ... لله درك يا بشار الأسد
http://www.arabtimes.com/portal/news_display.cfm?Action=&Preview=No&nid=21150