الأقباط متحدون | كـلام فـي الـحُـب
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٤٩ | السبت ٢٦ مارس ٢٠١٦ | ١٧ برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٧٩ السنة التاسعة
الأرشيف
شريط الأخبار

كـلام فـي الـحُـب

السبت ٢٦ مارس ٢٠١٦ - ٥٠: ٠٨ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم دكتور رؤوف هندي
 الـحـب تـجربـة وجـوديـة عميقـة مـجـدولـة بـأرق الأحـاسيس .. تـنتـزع الإنسـان من وحـدتـه الـقـاسيـة الـبـاردة لكي تـقـدم لـه حـرارة الحيـاة المشتـركة الدافئـة ..الـحُـب من اهم الاحداث التي يمـر بها الإنسان لأنه يـمـسُّ جوهره ووجوده ويجعلـه يشعـر وكـأنـه وُلِـدَ من جـديـد !.ولـكن الـحـبَ ليس دومـا حـروفـا مـذّهبـة ولاسـطورا بــرّاقـة ولا نغـمـة راقصـة !.الحب أقدار قد تـُخـبئ فـراقا وآلاما واحزانا لم تـكُـن في الـحسبـان !

والحب أسمى المشاعر الإنسانيـة وإذا حُـرمِتْ نفس من فيوضات الحب أظلمت وماتت وقد يكون الحب هو الشيء الذي لايجعـل الحياة تـدور ولكن الحب هو الشيء الذي يجعل الحياة تستحق أن نحييـاها والحب احتار في تفسيره الفلاسفة والمفكرون وعشاق الزمان فله صورواحاسيس مختلفة ومتعددة هو إحساس داخلي فطري في داخلنا ينمو ويعلن عن نفسه إذا واتته الظروف وهو ينبع دائما من داخل النفس البشرية هو تعلّق روح بروح وتـناغم نفس بنفس دون النظر لجمال جسد أوعيوب عاشق ومعشوق وإن لم تعشق عيوب من تحب فأنت لم تعشق ولم تحب أبدا ويقترن  بالحب احاسيس ومعـانٍ عديدة تشكّل دوما كل فصول قصص الحب بكل معانيه ولـذته وفرحه واحزانه وسهده وشجنه ولم يكن هناك عصرمن العصوروإلا كان للحب فيها أعلامٌ وأبطالٌ ورموزٌبمقامات شتّى وصورعِدة وفي عصرنا الحيث تغنّت كوكب الشرق بأجمل وأروع  وأسمى معاني الحب  فشدت في رائعتها ليلي ونهاري( الحب هو الود والحنيّة عمره ماكان غيره وظنون وأسيه.. الحب هواللي بامره هويتك وعمره لابإيدك ولا بأديا ..بالحب وحده إنت غالي عليا وبالحب وحده إنت ضيّ عنيا ) فـبهذه الكلمات التي أبدعها الشاعرعبد الفتاح مصطفى أضاف أبعادا في غاية الرقة والإحساس لمعنى الحب وصفاته وأعماقه ولكن في رأيي يـبقى الشاعرالرقيق جدا مرسي جميل عزيزفي رائعته ألف ليلة وليلة متفردا في وصف إحساس الحب بكل ماتحمله الكلمة من معان فقد جمع في وصف الحب كل المعاني التي تخطرولا تخطرعلى بال عاشق أومحب بإحساس متفرد وكلمات تنفذ إلى القلب والوجدان والأعماق ( الحب عمره ماجـرح ولا عمره بستانه طرح غيرالهنا وغـير الفرح..كلمة الحب اللي بيها تملك الدنيا ومافيها..واللي تـفتح كـنوز الدنيا ديه .. قولها ليا قولها للطيرللـشجرلـلناس لكل الدنيا قول الحب نعـمه مِش خـطيه الله محـبة الخير محـبة النور مـحبة) !

بهذه الكلمات التي تسمو بالنفس والوجدان نرى كيف امتزجت كل صور الحب الرومانسي والإلهى والصوفي في بوتقة واحدة ولِمَ لا فالحب هو الحياة والكون وأعتقد هذا الذي قصده الروائي العالمي بابلوكوبليو في رائعته(أســطورة الحب والحرية) التي تحكي رحلة فتاة تسعى لكشف اسرار الحياه والكون بدأت من الغابه بين يدي الساحرثم انتهت إلى قلبها حين اكتشفت أن الحب هو لغة الكون فبالحب وحده تستطيع أن تفهم الحياه والعالم بحثت عن الحب وعن رفيق روحها بين أشجار الغابه بين الطيور والورود بين الكواكب والنجوم لذا فأسطورة الحب والحرية ليست ليست رواية بل رحلة يقود فيها كوبيلو القارئ داخل أعماق النفس الإنسانية ليكشف أسرارها ويضيء جوانبها المعتمة عن طريق الحب.والحب يمتزج ويتلاحم وله سلطان أن يحمل كل كل مفردات قاموس الحب بل ويحتويها في أروع وأرق صورة في الوجود العشق والشوق والود والغرام والهيام والحنين والذكريات والوجد!

فالعشق فِرط الحب وأعمقه والإنسان قد يحب مراتٍ ولكن لايعشق إلا مرة في واحدة في العمر والعمر لحظة قد لاتأتي أبدا  والشوق هو سفر القلب إلى الحبيب يأتي مع تنهدات الليل التي قد تخترق الزمن وتسافرعبر المسافات والودّ هو خالص الحب وأرقه وألطفه نـبعٌ من حنان لاينضب وأما الـهيام هو جنون العشق وهنا العاشق لايأكل ولايشرب ولاينام ويرى معشوقه في كل ماحوله (وأراكي في كـل ماحولـي حتى حين أغمضُ عيني أراكي)فكاد يجنُّ من فرط عشقه وأما الوجد فهو الحب الذي تـتبعه بع بعض المشقة والصعوبات فتمتلأ النفس حزنا وألما وأما الحنين فله رنين يدوي في أعماق العاشق والمحب وفي الغالب يرتبط بزمان ومكان وذكريات تظل منقوشة على جدارالقلب والعقل وفي رأيي أن أجمل الحب وأروعه أن نجد مايحبنا  فعلا على مانحن عليه أو بمعنى اكـثرشاعـرية يـحبنا بـرغـم مانحـن عليه .

حِـبـوا وغـنـوا وارقـصـوا واحـلـمـوا عـيـشــوا الـحيـاة والـحـب دي الـحـيـاه حــلــوه .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :