يقول نابليون بونابرت "فتش عن المرأة"، وهي المقولة التي مازال يتردد صداها، عندما تتحدث عن أهمية الدور الذي تلعبه المرأة في الحياة بصفة عامة، فما بالك إذا كانت "السيدة الأولى"، والتي ربما تسيطر على عقل رجلها الذي يحكم مصر!! ولذلك نعرض في التقرير التالي معلومات هامة عن زوجات رؤساء مصر، من "ناصر" إلى "السيسي". 

 

ولدت تحية محمد كاظم، في عام 1920، ووالدها في الأصل من الرعايا الإيرانيين في مصر، وهو تاجر سجاد، وتزوجت من الضابط جمال عبدالناصر عام 1944، نجبت له منى، هدى، خالد، عبد الحكيم، عبد الحميد، ولم يكن لها دورًا كبيرًا كـ"سيدة أولى"، بل كانت ربة منزل أكثر. 

بعد رحيل "ناصر" كتبت تحية مذكراتها سردت فيها محطات حياتها مع الزعيم الراحل كشفت فيها الغطاء عن مواقف وأحداث سياسية لا تزال محاطة بالغموض، وقد توفيت في عام 1992 ودفنت بجوار زوجها الزعيم الراحل حسب وصيتها. 

تُعتبر جيهان السادات، واسمها الحقيقي "جيهان صفوت رؤوف"، هي أول "سيدة أولى" بالمعنى المعروف في مصر، وهي أول زوجة رئيس تخرج إلى العمل العام، وأسست جمعية الوفاء والأمل، وشجعت تعليم المرأة، وهي مُحاضرة جامعية في جامعة القاهرة سابقا وأستاذ زائر في الجامعة الأميركية، ومحاضرة في جامعة ولاية كارولينا الجنوبية. 

كتبت جيهان السادات كتاب "سيدة من مصر"، سردت فيه مذكراتها وقصص تجاربها من خلال العمل السياسي كقرينة للرئيس، بالإضافة إلى كتاب "أملي في السلام"، والذي نُشر في عام 2009 وهو يمثل تحليل ورؤى سياسية لما تشهده منطقة الشرق الأوسط وطرق التوصل إلي سلام منشود وحقيقي.

أما السيدة سوزان صالح ثابت، أو "سوزان مبارك"، فقد كان عصرها هو العصر الذهبي لـ"السيدة الأولى"، حيث تفرغت للعمل الاجتماعي في مجال حقوق المرأة والطفل ومجال القراءة ومحو الأمية، وترأست المركز القومي للطفولة والأمومة، كما ترأست اللجنة القومية للمرأة المصرية، وتولت منصب رئيس المؤتمر القومي للمرأة، وترأست جمعية الهلال الأحمر المصري، بالإضافة إلى أبرز مشروعاتها القومية وهو "القراءة للجميع" الذي بدأ عام 1993. 

"سوزان" تحولت من زوجة رئيس إلى سيدة معروفة عالميا، عن طريق الأعمال الخيرية، والمشروعات الثقافية، وقال الكاتب محمد عيداروس، في كتابه "كل حريم الهانم"، إن سوزان مبارك سيطرت على الحكم منذ عام 2005، وتحكمت في كل تفاصيل الحكم، وكانت تسعى بقوة إلى توريث ابنها جمال مبارك للحكم. 

بعد الإطاحة بمبارك في ثورة الخامس والعشرين من يناير، تولى الرئيس الأسبق محمد مرسي، الذي التزمت زوجته "نجلاء" المنزل، ولم تظهر إلا قليلًا، وفي أول ظهور لها بعد وصوله إلى الحكم خلعت الخمار وارتدت حجابا، وذلك في صورة شهيرة لها مع أبناءها تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي. 

"نجلاء علي محمود"، هي ابنة خال زوجها محمد مرسي، وتزوجته عام 1979 ولديها أربعة أولاد وفتاة وهم: أحمد وشيماء وأسامة وعمر وعبد الله، وهي درست في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة في بيت الطالب المسلم كمترجمة فورية للأمريكيات اللاتي أشهرن إسلامهن، وعملت مترجمة في المركز الإسلامي بكالفورنيا بالولايات المتحدة. وكانت أحد الأعضاء الفاعلين في تنظيم الإخوان المسلمين. 

خلال عام واحد في الحكم، تولاه الرئيس الأسبق عدلي منصور، كرئيسًا مؤقتًا للبلاد، لم تظهر زوجته، وكان ظهورها الأول إلى جواره في حفل تكريمه الذي عقدته مكتبة الإسكندرية احتفالا بمناسبة إطلاق الموقع الإلكتروني والكتاب الوثائقي للمستشار منصور، وذلك في إطار حملة توثيق رؤساء جمهورية مصر العربية التي تتبناها مكتبة الإسكندرية.

يرى كثيرون أن السيدة انتصار السيسي، زوجة الرئيس عبدالفتاح السيسي تسير على نهج السيدة تحية عبدالناصر، حيث أنها قليلة الظهور جدًا، بل أنها ليس لديها اهتمامًا واضحًا بالعمل العام، وقد تزوجته عام 1977، بعدما أنهى دراسته في الكلية الحربية، ولديها منه أربعة أبناء، وهم: مصطفي وهو يعمل مقدما في الرقابة الإدارية، ومحمود وهو رائد في المخابرات الحربية ومتزوج من ابنة مدير المخابرات الحربية، وحسن ويعمل مهندسًا، وآية أصغر أبنائها.

رغم قلة ظهورها إلا أنها تعرضت للكثير من الشائعات، بينها وجود قرابة تجمع بينها وبين سوزان مبارك، إلا أنها لم ترد على أي شائعة طالتها، واكتفت بدعم زوجها في الظل، وقال عنها المشير السيسي أثناء حملته الانتخابية أنه أخذ رأيها في مسألة ترشحه للرئاسة.