لماذا يحتفل الغرب بعيد القيامة الآن والأقباط الشهر المقبل؟ وما هو دور البابا فرنسيس وتواضروس الثاني؟
الكنائس اختلفت في سنة 325.. والبابا تواضروس يحاول رأب صدع دام 17 قرنًا
مجمع نيقية حسم الأمر.. وكلف الكنيسة القبطية بتحديد يوم العيد.. وغريغوريوس الـ13 غير التاريخ
كتب - نعيم يوسف
بدأت الكنائس الغربية، الاحتفال بـ"أسبوع الآلام"، منذ الأحد الماضي، وتحتفل اليوم بـ"الجمعة العظيمة"، وستحتفل بعد غد الأحد بعيد القيامة المجيد، بينما ستحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بنفس الأعياد نهاية شهر أبريل المقبل، ونعرض في التقرير التالي أسباب الاختلاف التاريخي بين الكنائس ومحاولات البابا تواضروس الثاني لرأب الصدع بين الشرق والغرب.
بداية الاختلاف.. و"القبطية" تحدد المواعيد
الاختلاف على تحديد موعد عيد القيامة يعود لأكثر من 1690 عامًا -حوالي 17 قرنًا- حيث حسم المجمع المسكوني -العالمي- الأول للكنائس برعاية الإمبراطور قسطنطين في "نيقية" منذ عام 325 ميلادية، حيث انتهى قرار المجمع إلى أن الاحتفال بعيد القيامة يجب أن يكون في يوم أحد، بعد يوم 14 من الشهر القمري، بعد يوم عيد الفصح اليهودي، أي بعد الاعتدال الربيعي.
ونظرًا لازدهار علوم الفلك في مصر في ذلك الوقت، فقد كلف المجمع الكنيسة القبطية بتحديد يوم العيد كل عام، وأن ترسل رسالة خاصة بموعده للكنائس في كل عام.
الكنيسة القبطية.. بين الرمز والمرموز إليه
تؤمن الكنائس الأرثوذكسية الشرقية أن عيد الفصح اليهودي ما هو إلا رمزًا لصلب المسيح وقيامته، وبالتالي فإنه لا يصح أن يأتي الرمز بعد المرموز إليه، وبذلك يجب أن يتم العيد بعد الفصح اليهودي، بالإضافة إلى تجنب الاحتفال مع اليهود في نفس الأوقات، وقد اتبعت في تحديد الموعد التقويم اليولياني الذي وضعه يوليوس قيصر، وأضافت عليه الكنيسة الأرثوذكسية بعض التعديلات.
الكنيسة الغربية تتبع التقويم الغريغوري
سارت الأمور على هذا النحو، واستمر موعد الاحتفال بالعيد يأتي من الكنيسة القبطية، حتى اعتلى البابا غريغوريوس الـ13 سدة الكرسي الرسولي في روما، عام 1582، وقرر اتباع التقويم الغريغوري -نسبة له- حيث يكون العيد يوم أحد، يلي 14 في الشهر القمري الذي يلي الاعتدال الربيعي في 21 مارس، وبهذه التعديلات أصبح من الممكن أن يكون الاحتفال قبل عيد الفصح اليهودي، وفي بعض الأوقات متزامنا معه، بينما يتوافق الاحتفال بين الغرب والشرق مرة كل أربعة أعوام، ووفقا للحسابات من المقرر أن تحتفل الكنائس الغربية والشرقية بالعيد في نفس المواعيد عام 2017.
رأي البابا شنودة
يوجد سبب أخر أشار إليه مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث في أحد عظاته، وهو "الصوم"، حيث أشار إلى أن "الغربيون معندهمش الصيام الكبير زي ما عندنا .. ده بالعافية بيصوموا، وحتى لو صاموا 40 يوم مش هيصوموا 55 يوم".
البابا تواضروس ومحاولات التوحيد
مع انتشار الجاليات القبطية في الغرب، وتعاقب أجيال منها في هذه الدول ظهرت مشكلة اختلاف موعد العيد بوضوح، فهذه الجاليات متواجدة فعليًا في الدول الغربية، إلا أنها تتبع مواعيد الكنيسة القبطية الأم في الاحتفالات، ما دفع البابا تواضروس الثاني إلى طرح فكرة توحيد مواعيد الاحتفالات.
يقول البابا تواضروس في أحد لقاءاته: "انتوا عارفين ان هناك حوارا لاهوتيا بين الكنائس، ولكن ليس هناك ثمرا على أرض الواقع، ولذلك ندرس فكرة توحيد الأعياد.. ليه؟؟.. أصل كل الكنائس المسيحية تؤمن أن المسيح اتولد، وأنه مات وقام، ولكن مفيش اتفاق على التاريخ.. ولأن الفارق كبيرا في عيد الميلاد فقد اقترحنا أن نبدأ بعيد القيامة، ولو نجحنا فيها سنطبقه على عيد الميلاد.. وعملنا أبحاث وتحدثت مع البابا فرنسيس والفكرة تدور في جميع الكنائس واتفقنا إنه يكون في شهر أبريل.. وبصلواتكم ربنا يوفقنا نتفق على ميعاد".
وأضاف خليفة مارمرقس الرسول: "احنا كنيسة واحدة وفكرة إننا نحتفل في يومين مختلفين هيكون فيه نتايج مش حلوة".