بقلم: حليم إسكندر
†  تعرضت كنيسة سيدة النجاة بالعراق الشقيق لعدوان اثم  وجريمة نكراء وذلك يوم الاحد الموافق 31 اكتوبر 2010، اطل فيه الارهاب بوجه القبيح وقد اسفرت تلك المذبحة او بالاحري المجزرة  البشعه عن استشهاد  53 شهيد وجرح مايزيد عن 67اخرين !!
† وتفاصيل الحادث تقول أن مسلحين احتجزوا رهائن داخل كنيسة سيدة النجاة وهي واحدة من أكبر الكنائس في حي الكرادة بالعاصمة العراقية  بغداد أثناء قداس الأحد ، كما هددوا بقتل الرهائن ومجموعهم 120 رهينة إلا إذا جرى الإفراج عن سجناء من تنظيم القاعدة في العراق ومصر.

† جدير بالذكر ان تنظيم " دولة العراق الاسلامية " الموالي لتنظيم القاعدة قد اعلن مسئوليتة عن المذبحة واصدر تحذيراً للكنيسة المصرية انها ستتعرض لهجمات مماثلة لو لم تفرج عن الاسيرات المسلمات داخل الكنائس والاديرة وخصت بالذكر " وفاء قسطنطين و كاميليا شحاتة " وامهلت الكنيسة 48 ساعة من اجل اطلاق سراح الاسيرات المسلمات من  داخل سجون اديرة الكفر وكنائس الشرك في مصر واطلاق سراحهن جميعهن!!

† وجاء في الوعيد انه إذا لم يلب الأقباط مطلب التنظيم " سيفتحون على ابناء ملتهم بابا لا يتمنونه ابدا ليس بالعراق فحسب بل في مصر والشام وسائر بلدان المنطقة فلديهم عندنا مئات الآلاف من الاتباع ومئات الكنائس وكلها ستكون هدف لنا ان لم يستجيبوا ".

† كما اعلن منفذوا المذبحة انهم قاموا بذلك من اجل : نصرة اخواتهم المسلمات المستضعفات الاسيرات في ارض مصر المسلمة!!

† وجاء ايضاً في البيان الذي اصدره تنظيم " دولة العراق الاسلامية " التابعه لتنظيم القاعدة : ان الهجوم الذي نفذه  أولياء الله المجاهدين استهدف  وكر نجس من اوكار الشرك التي طالما اتخذها نصارى العراق مقرا لحرب دين الاسلام !!

† جدير بالذكر ان هذه هي المرة الاولي التي يقوم فيها تنظيم تابع لتنظيم القاعدة بتهديد الاقباط في مصر بشكل مباشر ولاشك ان الجو المتوتر المشحون وتنامي روح التعصب والدور المشبوة للقنوات الفضائية المتطرفة والتي لاهم لها سوي بث روح الفرقة وتأجيج واشعال نيران الفتنة بين ابناء الوطن الواحد كان لها ابلغ الاثر في تصدير تلك الروح الي الخارج لتعود الينا في صورة ارهاب بشع وقتل ودماء وتهديد ووعيد   .
وقد كان لتصريحات الدكتور سليم العوا لقناة الحظيرة " الحقيرة " اقصد قناة الجزيرة المتطرفة والتي زعم فيها ان الكنيسة قد اصبحت دولة داخل الدولة وان الكنائس والاديرة المصرية مليئة بالاسلحة وان داخل الاديرة المصرية سجون يتم فيها اسر المسيحيات الراغبات في الدخول الي الاسلام وتعذيبهن من اجل اثنائهن عن الدخول في الاسلام ابلغ الاثر في زيادة التوتر وروح التعصب ليس في مصر فحسب بل في كل المنطقة العربية والاسلامية وقد تجلي ذلك بشكل واضح وصريح في المجزرة الاخيرة بكنيسة سيدة النجاة والتهديدات الصريحة بارتكاب مذابح اخري بمصر والعراق والشام !!!
† وبكل اسف ليس فقط الدكتور العوا الذي يردد ويصدق ويروج لتلك المزاعم والاكاذيب !!! بل هناك الكثيرون الذين يتبنون نفس الفكروتلك الروح العدائية تجاة الاقباط والكنيسة  وقد أدي ذلك الي تضليل الكثيرون من البسطاء والعامة الذين ينساقون وراء هؤلاء باعتبارهم اهل علم وثقة مما ادي الي انحسار روح المحبة والمودة والتسامح والتي كانت تميز الشعب المصري في العقود الاخيرة !!

† ولست بصدد الدفاع عن الكنيسة وتفنيد تلك المزاعم والاكاذيب والافتراءات ضدها فهذا واضح وضوح العيان وعلي من يعتقد بغير ذلك اثباته بالدليل والبرهان ! ولكني اقول الكنيسة هي بيت الله علي الارض ، مكان نقي وطاهر ومقدس ومخصص ومكرس للعبادة والصلاة ،  تتم فيها ممارسة الشعائر الدينية في جو من الخشوع والخضوع لاننا نثق اننا نكون اثناء الصلاة  في محضر الرب ، نصلي فيها من اجل الجميع ،  من اجل الاعداء ،  من اجل الوطن نطلب فيها السلام لكل العالم ولانقوم بالدعاء علي احد او مهاجمة احد بل اكرر نطلب السلام والخير والرخاء لكل العالم ونصلي من اجل الجميع حتي الاعداء !!

† واذا كان البيان الصادر عن تنظيم دولة العراق الاسلامية يدعي انه فعل ذلك من اجل نصرة الاسيرات المسلمات بسجون الاديرة المصرية !! فما ذنب الكنيسة العراقية ؟ ماذنب بلاد الشــــام ؟

ليس هناك من تفسير سوي الكراهية والتعصب الاعمي ، انه رفض الاخر في ابشع صورة ، انه الارهاب الجبان ، الذي اصبح يشكل التهديد المباشر والخطرالداهم الاكبر علي كل العالم ، انه اكثر خطراً واشد فتكاً من المخدرات و الحروب والكوارث الطبيعية من اعاصير وبراكين وزلازل !!
† وفي النهاية اقول : قلوبنا مع اهلنا واخوتنا في العراق ، نشعر بهم ونصلي من اجلهم ، نصلي من اجل ان يهبهم الرب العزاء السماوي وان ينيح نفوس اخوتنا واخواتنا الشهداء في فردوس النعيم مع الشهداء والابرار والقديسين ، وللكنيسة وكل المؤمنين اقول : نحن نثق تمام الثقة في وعود الرب الامينة والصادقة ، لانخاف من الذين يقتلون الجسد ولكن ليس لديهم سلطان علي الروح ان يقتلوها ،  نثق ان الكنيسة مؤسسة علي صخرة الايمان وان ابواب الجحيم لن تقوي عليها

" وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي وابواب الجحيم لن تقوى عليها ."
متي 16 : 18

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :