الأقباط متحدون | يوم مولدي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٤٥ | الجمعة ٥ نوفمبر ٢٠١٠ | ٢٦ بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٩٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

يوم مولدي

الجمعة ٥ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : مينا ملاك عازر
احتفل اليوم الخامس من شهر نوفمبر، بإتمامي الثماني والعشرين عامًا، ولا أقول أنني أحتفل بعيد ميلادي الثامن والعشرين، فهو إن جئتم للحق هو عيد ميلادي السابع والعشرين فيوم مولدي هو يوم مولدي وليس عيد ميلادي، وبالتالي ما يليه هو الذي يستحق إطلاق عليه عيد الميلاد، وبذلك أكون قد احتفلت بسبعة وعشرين عيد ميلاد، ويوم مولد واحد ليكون الإجمال ثمانية وعشرين عام.
وكنت زمان أجد نفسي سعيدًا بعيد ميلادي للمة الناس حولي، وهيصتهم وهداياهم والأكل، ولكنني وفي هذا العام بعينه وجدت نفسي أسأل سؤال، لماذا أنت مقبل على الأمر بمثل هذا القدر من السعادة؟ هل تجد نفسك مستحق أن تكون سعيد لسقوط ثمانية وعشرين عامًا من رصيدك العمري الذي لا تعرف مداه الحقيقي؟ فأنت تخصم ثماني وعشرين عام من عدد من الأعوام هو مجهول، وهل تظن أن ما هو آتي سيكفيك لإتمام ما تحلم به وما عجزت وما أعجزك الآخرون عن تحقيقه؟ وهل أنت راضي عما حققته فيما مضى من سنين؟ فوجدت نفسي أميل للاكتئاب، وتنحني رأسي خجلاً أمام سؤالي الأخير على وجه الخصوص.
فما حققته في خلال ثمانية وعشرين عامًا مضت أراه يتضاءل لما حققه كثيرون، فأنا لم أحصل سوى على الماجستير، وأحاول أن أجد لنفسي مكان بين الكتاب مسموعي الصوت، بل أنا أحتاج الكثير من تنمية قدراتي الكتابية حتى أرتفع بمستواي لأكون عند حسن ظن قارئي، وأنا أشعر بضعف شديد داخلي ووهن وكأنني شخت وصرت كهلاً، لا أعرف لماذا لم تعد الحيوية تدب بأوصالي كما كنت هل لجرعات الظلم التي تجرعتها.
أعرف أن كل ما سبق لا يعنيك عزيزي القارئ، فأنت لن تكون منشغلاً بيوم مولدي أو عيد ميلادي، لكن أنا أدعوك أن تتوقف ملياً قبل أن تمر الأيام منك وتحاسب نفسك، وتسألها بلا أي شفقة ولا رحمة، هل أنت راضي عما مضى من حياتك وعما حققته بها؟ هل أنت لديك خطة مستقبلية لما أنت مقبل عليه؟ هل أنت تضع أهدافك نصب عينيك وتتابعها وتقاتل لتحقيقها؟ أرجوك عزيزي القارئ أن تتوقف مليًا وتحاسب نفسك قبل أن تمر الأيام من بين يديك وكأنك تحاول القبض على الماء.
وأذكر أن الشاعر"مأمون الشناوي"العملاق قد سبق وقال جئت يا يوم مولدي عدت يا أيها الشقي، وكان محقًا لأن عودته كل مرة تذكرك أن عام مر وعليك أن تحاسب نفسك بكل شدة وتدقيق، وإن كنت فشلت في أن تحقق هدف ولو مرحلي تكون المأساة كبرى، فاللحظة التي مرت لن تستطيع إعادتها ولا تعويضها، ولذا فاسمح لي أن أضع لك بعض النقاط البسيطة تتمثل في أن عليك أن تضع أهداف يمكنك تحقيقها وإلا ستكون قد عشت حياتك تطارد خيط دخان، وفي نفس الوقت لا يجب أن تضع أهدافًا سهلة التحقيق وإلا ستكون بتضحك على نفسك وتوهمها بأي نجاحات وهمية أو ضعيفة. عليك أن تضع خطة واضحة لنفسك فأنا أذكر أن أحدهم حال خروجه على المعاش جلس مع أصدقائه على مقهى في وسط لندن وقال لهم أنا أحلم بأن أكون مستشارًا للحكومة البريطانية، وبعدها يكون لي بيتًا على البحر، وبالفعل عينته الحكومة البريطانية مستشارًا لها في حكومة المرأة الحديدية"مارجريت تاتشر"، ونجح لمدة ثماني سنوات في أن يكون مستشارًا ناجحًا، وما أن خرج من الحكومة اشترى بيته الذي كان يريده على البحر، وبدأ أمام أصدقائه يضع خطة جديدة لحياته، هل رأيت كيف يضع الإنسان خطته مهما تقدمت السنين وجرت وشعر بالكهولة، فهو يضع خطته بعد خروجه على المعاش.
ودعونا ننظر للخلف في رغبة في التعلُّم من الأخطاء وطرق النجاح، وللغد في أمل، وللحاضر في ثقة بأننا قادرين بعون الله على تحقيق الصعب، والصعب بحماسة وإخلاص ودأب في العمل ليستحيل إلى سهل، ودعنا ننظر لمن حولنا ماذا قدمنا لهم؟ ولماذا أسأنا إليهم؟ وكيف نسعدهم؟ بل لماذا لم نقدم لهم الخير؟ ولماذا لم نحبهم؟ ونحاسب أنفسنا على لماذا لم يحبونا قبل أن نحاسبهم؟
وأنا من هذا المنطلق السابق، أسمحوا لي أحبائي القراء أن أعتذر لكل من أسأت إليه، فاتحًا معه صفحة جديدة، وأتمنى ألا أكرر أخطائي، وسأستمر في طريق البحث عن الأفضل لنفسي، ولمن حولي مهما عانيت من صعوبات، فأنا أتلذذ بقهر الصعب والإطاحة به ووضعه خلفي ليكون درجات سلم ارتقيه نحو الأفضل.
المختصر المفيد لا يُقاس عمر الإنسان بما عاشه من أيام وسنين بل بما قدمه للآخرين من حب وأعمال خيرة ولنفسه من إنجازات.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :