الأقباط متحدون - بلجيكا من المطار للقطار
أخر تحديث ٠٦:٣٨ | الاربعاء ٢٣ مارس ٢٠١٦ | ١٤ برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٧٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بلجيكا من المطار للقطار

هجمات بروكسل
هجمات بروكسل

د. مينا ملاك عازر
لم يصدق أحد مبارك حين قال أن الإرهاب دولي، وفي الوقت الذي كان مبارك يسعى لجمع الشمل العالمي لمحاربة الإرهاب، كانت شقيقات عربيات تدعمه وأفغانستان تشهد، ومصر نفسها كانت تُرحل مجرميها على هناك، فخرجت القاعدة ومنها الظواهري وغيرهم كثيرون، وأبناءهم وأحفادهم يعيثون في الأرض فساداً.

ومن مطار بروكسيل حيث الانفجارين وإطلاق النار إلى قطار بروكسيل حيث الانفجار الثالث، محاولات مستمرة ومتلاحقة لنمو الإرهاب الدولي وتنمية موارده، وينشط الإرهابيين في سيناء لجمع المال من داعميهم وينشطون في أوروبا لرد الجميل لجامعيهم، ويرهبون في أمريكا لمجاملة صانعيهم.

وفي أرض مصر، يجري نهر النيل ونهر الدم، وفي أوربا يجري أنهار المال الخالقة للإرهاب، واسألوا الشقيقة العربية ومالها أين يذهب؟ وفي أمريكا منابع لكل الأنهار من أنهار الدماء لأنهار المال، ففيها نهر الإبداع الذي يبدع في إيجاد التنظيمات الإرهابية وفي جارتنا العربية نهر الفكر الذي يشعل الحروب الإرهابية ويكفر الآخر، ويكره الكل وأولهم أنفسهم.

ومن المطار للقطار معاني كثيرة، وكلمات أكثر، وأمن قومي، وسرعة رد فعل وحالة طوارئ، وقتلى ومصابين، ومقر للاتحاد الأوربي الذي كان قادته يجتمعون به قريباً.

ومع كل لاجئ يدخل أوربا يدخل إرهابي محتمل، ومع كل إرهابي محتمل يخرج قتلى من الأرض للجنة، يصرخون لله يطلبون الثأر والانتقام، والله ينظر ويطالب.

سرعة رد الفعل البلجيكي وعدم إنكارها أن ثمة خطأ أمني جعل الإرهابي يصل لتلك النقطة الحساسة من أمن البلاد يجعلها في موضع الاحترام، وتعاطف الجميع، لكنها لو كانت أنكرت أن ثمة تقصير وأنها دارت واتهمت وخرجت صحافتها لتهاجم المتآمرين وتدافع عن المقصرين لتحول اسمها من بلجيكا لمصر وللأسف.

وفي مصر فقط يظن الجميع أن ثمة مؤامرة عليها، وفي العالم كله يدرك الجميع أن المؤامرة تطول الكل لكنهم للأسف يدركون بعد خراب ملطة، وبعد أن تقع الواقعة، ولا عجب أن يرد الإرهابيون على صيد صلاح عبد السلام بهذه العمليات، ولكن العجب أن نكون في مصر أصحاب رد الفعل، لا تقوم الطائرات بالقصف والدبابات بالهجوم والقوات بالدفاع والاستنفار إلا بعد الانفجار، وذلك كله مع اعترافنا أننا الأكثر استهدفاً، إذن لماذا لا نصبح مستنفرين دوماً؟ ومهاجمين على طول، ومقاتلين للنهاية، ولا ننتظر فعلهم حتى نرد.

إذا ردت بلجيكا على تفجيراتهم فهذا طبيعي فالإرهاب لديها ليس معتاد، وليس دليها صحافة تدعي بالمؤامرة عليها، ما يجعلها دوماً مستنفرة، أما لدينا فنحن نستنفر فقط حين نسقط، ولكن وللحق ولأول مرة يستنفر مطار شارم الشيخ نتيجة تفجير مطار بروكسيل، ما يعني أننا نستشعر بالخطر، لكن السؤال ماذا عن باقي مطاراتنا؟ لماذا لا تستنفر هي الأخرى؟ هل لآن مطار شارم الشيخ هو الوحيد الذي سبق اختراقه، أعلينا أن ننتظر إلى أن يُخترق الباقين ليستنفروا!؟.

المختصر المفيد أفيقوا يرحمنا ربنا.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter