كتبت – أماني موسى
يزور اليوم الثلاثاء، الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما، كوبا وهي المرة الأولى في التاريخ، خاصة أن تاريخ الدولتين حافل بالخصومات والصراعات، ولعل هذا التذكر يقودنا للحديث عن فيدل أليخاندرو كاسترو، المحامي الكوبي، الثوري والسياسي، الذي أثر كثيرًا في الثورة الكوبية، منذ عام 1956 إلى عام 1959، والتي بدورها أزالت الحاكم آنذاك باتيستا من السلطة وعين بدلا منه النظام الشيوعي الذي كان مواليًا للاتحاد السوفيتي، وعلى مدى عقود تحدى الولايات المتحدة، التي حاولت اغتياله مرات لا تحصى، فهو شخصية مثيرة للجدل، وكثير من الكوبيين يعتبرون فيدل كاسترو الوحش الذي دمر كوبا، في حين يرى البعض الآخر أنه صاحب البصيرة التي أنقذت أمتهم من ويلات الرأسمالية..
نورد في السطور المقبلة بعضًا عن حياة هذا الثائر الكوبي.
1-وُلد فيدل كاسترو في 13 أغسطس 1926 كواحد من العديد من الأطفال الغير شرعيين لأب من الطبقة الوسطى وهو انجل كاسترو، الذي كان يعمل مزارع، وكانت والدته تعمل خادمة، حيث كانت والدة فيدل كاسترو خادمة زوجة أبيه السابقة التي أنجب منها أطفال غير شرعيين وكان من ضمنهم فيدل كاسترو.
2-ألتحق بكلية الحقوق جامعة هافانا عام 1945، وأثناء تواجده هناك، أصبح مختلط بالسياسة بشكل متزايد، وانضم إلى حزب الأرثوذكسية، الذي كان يهدف إلى الإصلاح الحكومي.
3-يعتبر كاسترو نفسه ملحدًا ولم يمارس الطقوس الدينية المسيحية منذ نعومة أظافره، وقد أقصته البابوية في الفاتيكان عن المذهب الكاثوليكي في 3 يناير 1962، وقد تحسنت علاقة كاسترو بالبابوية في مطلع التسعينيات من القرن العشرين عندما إنهار الإتحاد السوفيتي، وزار بابا الفاتيكان كوبا وألتقى كاسترو هناك.
4- بعد تخرجه من المحاماة كان لديه طموح في الوصول إلى البرلمان الكوبي إلا أن الانقلاب الذي قاده باتيستا عمل على إلغاء الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها، وكردة فعل احتجاجية، شكّل كاسترو قوة قتالية وهاجم إحدى الثكنات العسكرية وأسفر هذا الهجوم عن سقوط 80 من أتباعه وإلقاء القبض على كاسترو، وحكمت المحكمة عليه بالسجن 10 سنوات وأطلق سراحه في مايو 1955، ونفي بعدها إلى المكسيك.
5-وفي المكسيك كوّن حركته التي عرفت باسم الـ 26 يوليو، ولم يعرب كاسترو عن خطه السياسي، لكنه قام بتأميم الأراضي في المناطق التي سيطر عليها الثوار، وبعد أن سيطرت الثورة على كوبا كاملة بدأ بتأميم كل الصناعات المحلية، والمصارف وتوزيع ما تبقى من الأراضي للفلاحين.
6-سافر فيدل كاسترو إلى المكسيك بعد إطلاق سراحه، بهدف البعد عن عيون الاستخبارات الأمريكية، وهناك ألتقى برفاقه الذين يعتنقون نفس أفكاره ومنهم أخيه راؤول وتشي جيفارا، للتخطيط لثورة مسلحة بهدف إنهاء الهيمنة الأمريكية على كوبا، وإسقاط نظام باتيستا.
7-بعد الإطاحة بنظام باتيستا تسلم كاسترو مقاليد الحكم في البلاد، وسرعان ما تحولت كوبا إلى بلد تعتنق الشيوعية، ما أثار حفيظة أمريكا محاولة إنهاء حكمه وإزالته من السلطة.
8-حكم كاسترو البلاد قرابة الـ 50 عامًا، توارد فيها على رئاسة أمريكا نحو عشرة رؤساء، ويقال أن المخابرات الأمريكية حاولت اغتياله عشرات المرات ما بين محاولة قنصه أو السم ولكن دون فائدة.
9-بعد محاولات نجحت أمريكا في تجميع أعداء نظام كاسترو للإطاحة به، ولكنه أعلن في 18 فبراير 2008 إستقالته من منصب الرئيس ورئاسة أركان الجيش الكوبي، مبررًا ذلك لمرضه، وترك الحكم لأخيه راؤول وزير الدفاع آنذاك.
10-انتهت رحلة فيدل كاسترو بعد نصف قرن من مواجهة أمريكا، باعتزاله السياسة بسبب المرض، ولكنه عاد إلى الأضواء الدولية مرة أخرى في أغسطس عام 2010 عندما ألقى خطابًا أمام جلسة استثنائية للبرلمان الكوبي حذر فيه الرئيس ألأمريكي من مغبة شن حرب نووية على إيران.
11-يذكر أن كاسترو أعرب عن أسفه العميق للإطاحة بنظام القذافي واصفًا حلف الناتو بأنه حلف عسكري متوحش بات أكثر أدوات القمع والغدر في تاريخ البشرية.
12-أبقى كاسترو حياته الشخصية بعيدة عن أضواء السياسة، ولكن يقال، أنه تزوج أربعة مرات، أولهم من ميرتا دياز عام 1948، التي أنجبت له ابنه الأول فيديليتو، ثم طلقها، وفي عام 1952 التقى كاسترو بـ ناتي ريفلتا، التي كانت متزوجة ولكنه أقام علاقة معها وأنجب منها ابنة تدعى "ألينا"، وفي عام 1957 التقى كاسترو بسيليا سانشيز التي قيل إنها رفيقة حياته الأساسية، وقد ظلت معه إلى أن توفيت عام 1980، وفي الثمانينات تزوج كاسترو من داليا سوتو ديل فال التي أنجبت له 5 أبناء.