نبيل المقدس
بعد أخر عملية ارهابية علي جيشنا في العريش .. وجب الآن أن نقولها صراحة , وبلا خوف أن مصر ما زالت تعيش في حرب مع الإرهاب منذ ثورة 3 – 7 – 2013 .. وعلينا أن ندرك أن هذا الإرهاب هو إرهاب دولي , وله عناصر داخلية تقوم بتنفيذ ما تتلقاه من اوامر منهم .. لإسقاط وتفشيل تقدم مصر , وتقسيمها إلي مقاطعات صغيرة طبقا للأجندة التي وضعتها امريكا , لكن هيهات يا امريكا انتِ وذيولك الإخوان ان تنولوا مآربكم .
لذلك أنا انادي " إلى التعبئة العامة لمواجهة الإرهاب وإعادة النظر بشكل شامل في المنظومة الأمنية والقضائية ورفض أي تساهل مع الإرهابيين .. فعلينا أن نعيش في أجواء حرب 73 .. ونعلن التعبئة العامة لمواجهته وإعادة النظر بشكل شامل في منظومة البلاد , وأن يعلن الرئيس بنفسه بإسم الشعب رفضه أي محاولات للتصالح مع "القتلة" والخونة. لم يلجأ الرئيس السيسي من قبل كغيره عند توليه الحكم .. إلى تخدير الشعب , ولم يلقي الأسباب على عوامل غير منظورة، بل لجأ إلى سياسة المكاشفة وهيأ شعبه لاحتمال حرب طويلة، حتما سيسقط فيها شهداء، لكنهم لن يذهبوا هباء، وسيأتي يوم يقف فيه الشعب على حجم ما قدمه أبطال القوات المسلحة والمؤسسة الأمنية من تضحيات جسام". وإرتضي الشعب المصري في سبيل أن يرتاح من حروب إشتعلت منذ 60 سنة حتي الأن ... لذلك اقول للشعب المصري : حان وقت الغضب وعلينا أن نوقف المطالبات .. ونعيش في حالة التقشف .. إغضب يا رجال الأعمال واستوردوا لنا ما نحتاجه من خامات وآلات التي بها ننمي مصر لأجيال المستقبل ..
لابد أن يعلم الإرهابيون ومن خلفهم أن جرائمهم لن ترهب الشعب المصري بل تزيده صلابة وقوة نحو الإستقرار، وأن هذا الشعب سوف يُعجل بنهايتهم مهما طال الزمان .. لأن الشعب المصري صف واحد ولن يستطيع الجبناء إختراقه". لكن واضح في الشهور الأخيرة أننا نواجه إرهاب بطريقة أخري بعد ما فشل الإرهاب عسكريا .. فبدلوها بنشر الأشاعات والأكاذيب لتثبيط الروح المعنوية والوطنية التي يتحلي بها الشعب المصري .. فبعد الإنتهاء من معجزة حفر قناة السويس الجديدة .. بدأت الإشاعات تخرج حول عدم كفاءة هذه القناة الجديدة .. ولم تحدث أي تغيير في الإقتصاد المصري .. والمشكلة أن أغلب الشعب المصري ظنوا أنه بمجرد الإنتهاء من هذه القناة سوف يرتفع مرتبه عشرات المرات .. وسوف يعيش حياة الرغد والرفاهية وهو قابع علي القهاوي يتلذذ بشرب الشيشة .. وأصبح أغلب الشعب المصري يصدق مثل تلك الإشاعات , حتي أصبحت إحدي وجبات رئيسية لهؤلاء الذين بدأوا يفقدون روح 30 – 6 .. !
نعم .. هناك بعض المُغرضبن يتغلغلون في وسط الشعب يبثون سمومهم , والمؤسف أن أجد هناك بداية ضعف في التعاملات مع االعقيدة المسيحية من الأخر.. هذا الضعف بدأ من أعظم مؤسسة دينية إسلامية بقامتها العالي , و يبدو أن شيخ الأزهر أحمد الطيب صار حائرا بين دولة تنادي بضرورة تجديد الخطاب الديني، ومؤسسة سلفية تعادي هذا تماما، بل بات شيوخُها وأساتذة جامعتها يهاجمون كل ما هو من غير مذهبها. ظهرت هذه الحيرة في مؤتمر "رؤية الدعاة حول تجديد الخطاب الديني وتفكيك الفكر المتطرف "، الذي عقد في مدينة الأقصر. قال الطيب : في المؤتمر تصريحات خطيرة حول الديانتين الإسلامية والمسيحية.. تصريح يدخل في إزدراء الأديان بأن المسلمين صنعوا حضارة راقية إندهشت بها الناس شرقا وغربا بوحي من القرآن الكريم، " وهذا كلام لا ننقده كمسيحيين بل كنا نسعد به أكثر لأنه سوف ينعكس علينا علي أساس وجود المسيحية جنبا بجنب مع الديانة الإسلامية , وخصوصا هذا التصريخ تم في مؤتمر عمله يظهر من عنوانه " مؤتمر حول تجديد الخطاب الديني وتفكيك الفكر المتطرف ". ويكمل سيادته كلمة الإفتتاحية حيث يقول : على عكس حضارة الغرب التي أصابها الضعف والتفكك حين رفعت لافتة الدين في القرون الوسطى، فلما تمردت على الدين وأدارت له ظهرها نمت وترعرعت . وهاجم سيادته الدين المسيحي والغرب معا، ورأى أن الاقتراب منه جعل الغرب يتفكك ويتخلف ويعود إلى الوراء. أما الاقتراب من الإسلام . فجعل المسلمين في تقدم دائم!
نسي شيخ الأزهر إن النهضة الأوروبية قامت حينما ابتعد المواطنون عن رجال الدين، لا الدين نفسه، فالذي جرى تحديدا هو انفصال العلماء عن قيود الكنيسة. و لم يكتفي شيخ الأزهر عند هذا بل أكد أنه " ثبت تاريخيا أن المسلمين حين أبدعوا كانوا يسندون ظهورهم إلى القرآن والسنة، وتراجعهم كان بسبب ابتعادهم عن مصادر القوة في الدين الإسلامي . " وهذا كلام ليس له أساس من الصحة .. فهناك فرق بين الدين ورجال الدين .. وهذا ما نرجوه هو فصل رجال الدين عن الدولة .. وهذا ما صنعه الغرب عندما قاموا بثورة ضد رجال الدين وليس الدين نفسه .. فتقدموا واصبحت بلادهم عظيمة في جميع أوجه الحياة العملية والأخلاقية والروحية .
هذه التصريحات تعمل علي تعطيل الجيش المصري , ويُنمي الفتنة بين صفوف الجيش والشعب .. الذي يجاهد كل منهما أن تظل مصر مُصانة وثابتة علي ارضها .. مصر تعيش هذه الأيام وربما طيلة سنة 2016 في ضنق وضيق .. وعلي الشعب والمؤسسات أن تحافظ علي الوحدة بين طوائف الشعب .. وتتكاتف مع قواتها المسلحة والأمنية .. ! مشكلتنا الأولي ان نتحرر من شيوخ الفتنة وأن يتجردوا من الفتاوي التي لا تجيد او تنفع البلاد باي شيء .. وان يتحرر شيوخ الأزهر من حيرتهم , وان يستميتوا في تغيير الخطاب الديني .. وأتمني من الأزهر أن يراجع نفسه ويقر أن الدواعش منظمة إرهابية لا تعرف ملة أو دين .. فهم عصابات صنيعة الدول الكبري , كما اوجه نفس المناداة للبابا تواضروس أن يكون شجاعا ويصرح بأن الدواعش هو شيطان هذا الزمان والوقت .. بغض النظر عما صرح به الشيخ الطيب بعدم تكفير الدواعش وامثالهم .. إغضب يا نيافة البابا, و لا تجعلنا نغضب قبلك .. !
إغضب يا شعب مصر علي كل مَنْ تسول له نفسه ويطلق الأشاعات لكي يهبطك .. وتفاعل مع جيشك ورجال امنك .. إغضب يا شباب مصر علي الإعلام الفاسد الذي يوجه مصر إلي الخراب .. وإنزل إلي سوق العمل وتحمل مشقة العمل مهما كان نوعية هذا العمل .. !!
الله يكون بعونك يا مصــــــــر ... لكن ارجوكي تغضبي ... لكي نفيق من كابوس الإرهاب .. وينصلح حالنا !!