عرض/ سامية عياد
يحوى الصوم الكبير على قراءات عديدة من الكتاب المقدس تشمل تعليما عن التوبة وعن الغذاء الروحى من خلال قصص التوبة المختلفة التى تقرأ من الأنجيل المقدس على مدار آحاد الصوم .. 

للمتنيح قداسة البابا شنودة الثالث تأملات فى أناجيل الأربعين المقدسة ، بداية يذكر أن الصوم الكبير يشمل ثلاثة أصوام هى صوم الأربعين المقدسة تذكارا للأربعين يوما التى صامها السيد المسيح له المجد ، وأسبوع الآلام (البصخة المقدسة) ، والأسبوع الأول الذى يسبق الأربعين المقدسة يقال إما أنه تعويضى عن السبوت والآحاد التى لا يجوز فيها الانقطاع وإما أنه تمهيدى للأربعين المقدسة ويسمى أحد الرفاع أى أن تكون أمور العبادة من الصوم والصلاة والصدقة فى الخفاء ، والأربعين المقدسة تشمل ستة أسابيع ، فيها خمسة آحاد ، الأحد الأول يسمى أحد الكنوز وكلها قراءات تحث على الصوم والاهتمام بتغذية الروح "لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض.. بل اكنزوا لكم كنوزا فى السماء" ، وأيضا "لاتهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ، ولا لأجسادكم بما تلبسون.." ، "انظروا الى طيور السماء إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى المخازن ، وأبوكم السماوى يقوتها ألستم أنتم بالحرى أفضل منها؟" ، "أطلبوا أولا ملكوت الله وبره ، وهذه كلها تزاد لكم " .

الأحد الثانى أحد التجربة ، الأربعين المقدسة التى صامها السيد المسيح كان صومه مثاليا "ولم يأكل شيئا فى تلك الأيام ، ولما تمت جاع أخيرا" وانتهز الشيطان فرصة جوعه لكى يجربه قال له الشيطان "إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزا" فبهذا يختبر لاهوته ، رفض السيد المسيح أن يستخدم لاهوته من أجل راحة ناسوته وأنجيل هذا الأحد يقدم لنا مبدأين أثناء الصوم هما أن نحتمل الجوع ، وأن نكون حكماء فى مواجهة تجارب الشيطان فى فترة الصوم .

الأحد الثالث أحد الابن الضال ، ويتضمن قراءات من الأنجيل تحث على التوبة ، فالله يفرح بخاطىء واحد يتوب أكثر من 99 بارا يظنون أنهم لا يحتاجون الى توبة ، فالابن الضال ضل بإرادته ثم رجع بإرادته وقبله الرب بفرح ، الأحد الرابع أحد السامرية ، حيث قراءات خاصة بالتوبة أيضا من خلال قصة السامرية تلك المرأة الخاطئة التى قادها الرب الى التوبة الذى حدثها عن الماء الحى الذى من يشرب منه يحيا الى الأبد فصارت مبشرة به لأهل مدينتها .

الأحد الخامس أحد المخلع ، حيث قصة المشلول من 38 عام بسبب خطاياه تحنن عليه الرب وشفاه قائلا له "لا تخطىء أيضا ، لئلا يكون لك أشر" فالله يبحث عن الخطاة ويصنع معهم الرحمة ، الأحد السادس المولود أعمى ، قصة المولود أعمى الذى نال بصرا وبصيرة ، فآمن بالمسيح وسجد له قائلا "كنت أعمى والآن أبصر" وهذه عبارة يمكن أن يقولها كل إنسان داخل الى التوبة ويطلق على هذا الأسبوع أحد التناصير فالمؤمنين الجدد كانوا يقضون فترة الأربعين يوما فى دراسة الإيمان وفى الاستعداد روحيا للمعمودية، ثم بعد ذلك ينالون نعمة العماد فى ذلك الأحد .