مساء يوم 26 يوليو، عام 1952، حمل يخت المحروسة الملك فاروق الأول منفيًا من مصر، إلى إيطاليا، لينتهي بهذا المشهد فصلًا من تاريخ مصر حمل عنوان "الملكية"، أو "الأسرة العلوية"، وبمناسبة الذكرى الحادية والخمسون لوفاة الملك فاروق، والتي تمر اليوم 18 مارس، نعرض في السطور القادمة تقريرًا عن شجرة الأسرة الملكية، والتي تكونت من زوجتيه "فريدة" و"ناريمان"، وبناته "فريال وفوزية وفادية"، وابنه أحمد فؤاد الثاني. 

 

بعد أن استمر في حكم مصر حوالي 16 عامًا، نُفي الملك فاروق إلى إيطاليا، حيث عاش في روما بقية حياته، ثم وقع في غرام مغنية الأوبرا الشهيرة إيرما كانوزا، وظل هناك حتى توفى في ظروف غامضة، في 18 مارس عام 1965، وقد قيل إنه اغتيل، ورفض عبدالناصر -في البداية- دفنه في القاهرة، إلا أنه تحت ضغوط من الملك فيصل، العاهل السعودي وآخرين، وافق على ذلك، وبعد وفاة عبدالناصر وافق السادات على نقل رفاته إلى مسجد الرفاعى ليرقد جسده للمرة الأخيرة هناك بجوار قبري جده وأبيه إسماعيل وفؤاد بحسب وصيته، وقد تم ذلك تحت حراسة أمنية مشددة.

اسمها الحقيقي "صافيناز ذو الفقار"، وقد تزوجت الملك في سن الثامنة عشر في 20 يناير عام 1938، وكان حدثًا تاريخيًا كبيرًا، وأنجبت الملكة فريدة من الملك فاروق الأول بنات وهن الأميرة فريال والأميرة فوزية والأميرة فادية، وطلقها بعد ذلك، وبعد حركة الضباط الأحرار ومغادرة بناتها مع والدهم إلى منفاه في المنفى فى ايطاليا، لم تستطع أن تذهب لرؤيتهم وذلك خشية منها بأن تسحب منها الجنسية المصرية، ولكن استطاعت ذلك بعد انتقالهن إلى سويسرا، وقد حضرن جنازتها فيما بعد -وذلك حسبما يذكر موقع الملك فاروق-. 

ناريمان صادق هي الزوجة الثانية للملك فاروق، وقد أنجبت له الأمير أحمد فؤاد، في 16 يناير عام 1952، إلا أن زواجها منه لم يستمر سوى ثلاثة سنوات وتسعة أشهر، حيث حصلت منه على الطلاق بعد قيام حركة الضباط الأحرار بنحو عامين، وبالتحديد في فبراير من عام 1954. 

تُعتبر الأميرة فريال هي أكبر أميرات مصر، حيث أنها أول بنات الملك، وأنجبها من زوجته الأولى في 17 نوفمبر عام 1938، وحينها مُنحت 1700 أسرة من الذين تصادف وجود مواليد لهم في نفس اليوم، مُنحوا ملابس ومواد غذائية، وجنيها مصريًا، وفي سن 13 ركبت "يخت المحروسة" إلى المنفى مع والدها، وبعد 10 سنوات في المنفى أحبت رسامًا يعمل في "الديكورات" إلا أن الملك رفض زواجها منه، ثم عملت سكرتيرة ومدرسة للآلة الكاتبة، وقد تزوجت من السويسري "جان بيير" في عام 1966، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة ياسمين في عام 1967، وقد توفيت في يوم الأحد 29 نوفمبر 2009 بمدينة جنيف بسويسرا عن عمر يناهز 71 عاما بعد معاناة مع مرض سرطان المعدة استمر سبع سنوات. 

ولدت الأميرة فوزية في 7 أبريل عام 1940، وهي الابنة الثانية من الملكة فريدة، وغادرت مع والدجها إلى المنفى والتحقت بمدرسة داخلية في سويسرا، وعملت كمترجمة فورية هناك، وتوفيت في 28 يناير عام 2005، في مستشفى بسويسرا، ولم تعد مصر مجددا إلا أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك أمر بنقل جثمانها إلى مصر على متن طائرة خاصة على نفقة الدولة لتدفن في المقبرة الملكية في القاهرة، وشيعت جنازتها من مسجد الرفاعي بالقاهرة[2]، وكان من بين المشيعين أخوها الأصغر الملك أحمد فؤاد الثاني. 

غادرت الأميرة فادية مصر إلى المنفى في سن التاسعة، والتحق بمدرسة داخلية في سويسرا، وتزوجت من أمير روسي سابق يدعى "بير أورلوف"، في أواخر عام 1963، وحضرت إلى مصر مرات معدودة، وقد توفيت في 28 ديسمبر 2007 في لوزان بسويسرا عن يناهز 59 عاما ، ودفنت يوم 3 يناير 2008 بمسجد الرفاعي بالقاهرة إلى جوار باقي أفراد الأسرة العلوية. 

أحمد فؤاد الثاني، هو نجل الملك فاروق من زوجة الثانية ناريمان صادق، ولد في 16 يناير عام 1952، وقد أصبح ملكًا وهو لم يتم عامه الأول بعد إجبار الضباط الأحرار لوالده للتنازل عن العرش له، في نفس العام، إلى أن تم إعلان الجمهورية في 18 يونيو 1953، وبذلك يكون أخر وارثي التاج المصري، وقد سافر إلى المنفى بعد شهور من مولده وتعلم في سويسرا، وتخصص في العلوم السياسية والاقتصاد، وبعد زواجه انتقل إلى باريس، وعمل مستشارًا ماليًا واقتصاديًا لشركات فرنسية وأجنبية، وقد رد له الرئيس المصري محمد أنور السادات جوازات السفر المصرية له ولعائلته بعد أن نزعت عنهم الجنسية المصرية لفترة طويلة، وتزوج من يهودية اعتنقت الإسلام، وأنجب منها ثلاثة أبناء هم: محمد علي، فوزية، وفخر الدين، وطلق زوجته في عام 2008.