كتب : كارلوس أنيس
"جولد مابوفيتش " او كما هو معروف عنها "جولد مائير" وهو الأسم الذى أثرت ان تسمى نفسها به بعد وفاة زوجها ؛ فقد تبنت اسم زوجها "مايرسون" والذى ترجمته للعبرية مختصراً "ابن مائير" .. لقبوها " بأم اسرائيل الحديثة " والمرأة الرجل " ، تعتبر الشخصية اليهودية الأشهر فى التاريخ الإسرائيلى ويمكن ان نقول العربى بشكل عام والمصرى بشكل خاص، نرصد هنا رحلة "مائير " المرأة التى قادت اسرائيل ضد مصر فى اكتوبر.
"جولدا" من الأوكرانية إلى الصهيونية
فى 3 مايو 1898م بمدينة كييف بأوكرانيا ولدت "جولدا مابوفيتش" والتى ستصير لاحقاً اشهر امرأة فى إسرائيل ، فى الثامنة من عمرها هاجرت "جولدا" مع عائلتها من أوكرانيا إلى مدينة "ميلواكي" في ولاية "ويسكونسن" الأمريكية عام 1906م.
تلقت تعليمها الأساسي والجامعى بأمريكا حتى تخرجت جولدا فى كلّية المعلمين جامعة ويسكانسين–ميلواكي ، قامت بعدها بالعمل في سلك التدريس واثناء ذلك انضمّت إلى منظمة العمل الصهيونية في عام 1915م ، وهى بعمر الـ 17 عام ، حيث تعرفت على زوجها مايرسون.
الرحلة للأراضى المقدسة
بلغت جولدا الآن الـ 23 من عمرها ، تشترط على زوجها مايرسون الهجرة للأراضي المحتلة حتى توافق على الزواج منه ، تتزوج "مابوفيتش" من " مايرسون" ، يهاجران إلى فلسطين ، وهنا تظهر حماسة الفتاة السياسية ، ويلمع نجمها فى سماء الصهيونية ، ولكن لكل شيئ ثمن ، تنشب خلافات مع زوجها ينتج عنها الانفصال 1945م ، وقد خلف الزواج بينهما طفلين ..ولد وفتاة هما مناحم وسارة.
أم إسرائيل الحديثة هكذا لقبها الغرب
تذكر جولدا فى مذكراتها أنها أصبحت اول سفيرة لدولة إسرائيل فى موسكو بعد تذكيتها بالاسم من قبل مسؤل سوفيتى رفيع المستوى يُظن انه وزير الخارجية "مولوتوف" ، حيث عينت سفيرة بموسكو من 2 سبتمبر 1948م إلى مارس 1949م.
تبدء الانتخابات البرلمانية بعد مرور العام الأول لإعلان دولة إسرائيل ، تتقدم "جولدا" للانتخابات وتنجح فى دخول الكنيست الإسرائيلى فى 1949م ، هكذا تنطلق "جولدا" نحو طريقها الذى لم تكن لتتوقعه ، لتصبح أقوى امرأة فى إسرائيل وأمها الحديثة.
في نفس العام 1949 تم اختيارها كوزيرة للعمل حتى عام 1956م، وفي نفس العام انتقلت من حقيبة العمل إلى الخارجية، فظلت وزيرة للدولة الوليدة من 1956م حتى عام 1966 م، تتغير الحكومات تلك الفترة ولكن جولدا لازالت على مقعدها الوزاري.
يٌذكر أن جولدا أظهرت حماسة بالغة لإنشاء دولة إسرائيل،فقد نشطت في مجال جمع الأموال حتى نجحت في الحصول على 50 مليون دولار من يهود الولايات المتحدة الأمريكية، واشترت بها أسلحة ومعدات حربية لعصابات “الهاجاناه”، التي تعد النبتة الأولى لتشكيل الجيش الإسرائيلي.
الرحلة نحو الزعامة
إسرائيل الدولة الشابة التى يبلغ عمرها 21 عاماً ولكن لنقول إنها دولة رضيعة بمقاييس متوسط الأعمار للدول المجاورة او بشكل عام ، الخلافات فى المنطقة تحيطها من كل جانب ، ثلاث حروب أنهكت كيان الدولة المغتصبة ، ومازلت "مائير" على كرسى وزارة العمل حتى عام 1969م ، فى هذا العام توفى" ليفى اشكول" الرئيس الثالث لحكومة إسرائيل ،و من هنا تصعد "المرأة الرجل" ، إلى منصة الحكم على عرش داود وسليمان لتحكم مملكة الشمال وجبال صهيون من أعلى منصب فى دولتها وتصير الرئيسة الرابعة لوزراء إسرائيل.
الحرب تلوح فى الأفق و"مائير" تنهى حياتها السياسية
فى 5 اكتوبر 1973م تصل الأنباء إلى "مائير" أن القوات السورية تحشد قواتها على مرتفعات الجولان ، ويبدء تضارب القرارات الداخلية من الحكومة ؛ فمنهم من يرى انه لا داعى لعمل تعبئة احتياطية حيث أنها تستنزف الاقتصاد الاسرائيليى وهى عملية تمويهية ليس إلا ومنهم من راى أنه يجب عمل التعبئة ، "جولدا" لا تحرك ساكناً ، وكان العبور وكانت الهزيمة.
نهاية " أشهر سيدات إسرائيل "
سببت حرب " يوم قابور" كما يسميها الإسرائليون أو كما نسميها حرب 6 اكتوبر إحباطاً كبيرة "لجولدا" والتى قدمت على أثرها استقالتها من رئاسة الحكومة ليخلفها إسحاق رابين .. لكن مائير تطاردها كوابيس وحوش الشام وفراعنة النيل ، كيف ومتى كانت الهزيمة ، فكرت فى الانتحار لكنها فشلت وظلت تعانى حتى وافتها المنية فى 8 ديسمبر 1978م على خلفية إصابتها بسرطان الغدة اللمفاوية ، وتم دفنها فى جبل هرتزل بالقدس .
هكذا تكلمت "جولدا"
- "دعني أخبرك شيئا لدينا ضد موسى ، لقد أخذنا لمدة 40 سنة خلال الصحراء ليحضرنا إلى البقعة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لا تحتوي نفطا" - عشاء تكريم "مائير" لمستشار ألمانيا الغربية "ويلي برانت" - صحيفة نيويورك تايمز / 10-6-1973.
**ملحوظة : جولدا مائير بحسب بعض المراجع "ملحدة "
- سوف يتحقق السلام عندما يحب العرب اطفالهم بقدر أكبر من كرههم لنا.
- فوق كل شيء، هذه البلد لنا ، لا داعي لأحد لأن يستيقظ في الصباح ويقلق حول ما يعتقده جيرانه به. كون المرء يهوديا ليس مشكلة هنا - خلال الاحتفالية الـ30 لقيام دولة إسرائيل - نترناشونال هيلارد تربيون / 11 - 5 - 1978م.
- وهناك قصة معروفة تم نقلاها عن المجموعة 73 مؤرخين ، مفادها أنه بعد الاجتماع الذى عقدته "جولد" مع الكتاب الإسرائليين ، قام كاتب بولندى بإعطائها انطباعه عن فلسطين بعد زيارته لها قائلاً: " العروس جميلة ولكن لديها عريس"
فأجابته: "وأنا أشكر الله كل ليلة ، لأنَّ العريس كان ضعيفاً ، وكان من الممكن أخذ العروس منه" .