تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، الخميس، الذكرى الرابعة لنياحة البابا شنودة الثالث، والذي لُقب بـ"معلم الأجيال" نظرًا لكثرة تعاليمه وعظاته وكتبه، التي تتلمذ عليها ملايين الأقباط والمسيحيين في الداخل والخارج، وتُرجم بعضها لعدة لغات، ونعرض في التقرير التالي أخر خمسة عظات لمثلث الرحمات، ألقاها قبل رحيله في 17 مارس عام 2012. 

 

مطلع فبراير عام 2012 ألقى البابا شنودة الثالث، محاضرة عن "الاطمئنان"، لافتا إلى أنها "حاجة تهم كل الناس" وهي فضيلة للجميع، موضحا أن "كل حد فينا فيه شيء بيتعبه من جوه وعايزله حل"، مستشهدًا بقول المسيح "لا تضطرب قلوبكم ولا تجزع"، مضيفًأ: "يعني خليكم مطمئنين، بالإضافة إلى قول "داوود" إن يحاربني جيش فلن يخاف قلبي". 

 

في الأسبوع التالي ألقى البابا عظته عن "حياة التوبة"، وفي هذه الأسبوع، أجاب عن سؤال مقدم له عن فكرة العصيان المدني، فرد قائلا إن الكتاب المقدس به آيات كثيرة عن إطاعة الحاكم، أما الحديث عن العصيان المدني فاعتقد أنه لن ينفع في بلادنا، مضيفًا: "ربنا ينجي بلادنا من الحاجات اللي زي دي". 

 

منتصف شهر فبراير القى البابا عظته عن "الصلاة"، وكان موافقا ليوم اجتماع الكنائس للاجتماع للصلاة معًا، حيث استهل العظة معربًا عن سعادته بذلك، موضحًا أن هذا الأمر يدل على أننا نسير في طريق اتحاد الكنائس بطريقة منظمة. وأعرب البابا أيضا عن ترحيبه بكل الضيوف الذين حضروا، واشتراكهم في القراءات، والأباء الأساقفة الذين حضروا من مصر وخارج مصر، والرهبان والقسوس، في هذه "الليلة المباركة" -حسب تعبيره-. 

 

أخر أربعاء في شهر فبراير، ألقى البابا شنودة عظته عن الصوم بناءا على طلب بعض الأباء، حيث بدأ بتهنئة الشعب بالصوم، مضيفًا: "طبعا أنتوا مش ناقصين كلام بس الكتاب بيقول ذكروا بعضكم بعضا بهذه الأمور"، ثم تحدث عن الصوم في الكنيسة القبطية، والتي وصفها بأنها أهم كنيسة في العالم بتصوم، حيث أن كل عيد يسبقه صوم. 

 

لعدة دقائق ضجت الكاتدرائية بالتصفيق والهتاف "بنحبك يا بابا"، ثم بدأ البابا شنودة أخر عظاته ، وقد بدا عليه التعب والإنهاك لدرجة أنه أشار إليهم فقط بيديه لكي يجلسوا في أماكنهم، ثم استهل عظته بشكرهم على مشاعرهم، وطالبهم بالهدوء لكي يبدأ الاجتماع. إلا أنهم استمروا في الهتاف حتى كرر لهم طلبه بصوت مرهق قائلا: "أرجوكم اهدؤوا علشان نبتدي الاجتماع".

 

ألقى البابا عظته في هذا الأسبوع عن "الذكاء"، مشيرًا إلى ضرورة أن "ينتصر الإنسان علي طباعه ولا يكفي السطحيه . في اشياء كتيره معطله للذكاء منها الطباع طباع الشخص تعطل ذكاؤه . الذكاء لواحده لا يكفي لكن يحتاج للخبره . يضيف الانسان حياه أخري الي حياته واذا ماكنش عنده خبره ممكن يستعين بخبرات الاخرين". 

 

وقد أنهى قداسة البابا عظته ثم نظر للحضور منهيا حديثه '' انا مش عايز اتكلم معاكوا كتير كفايه الكلمتين دول اتفضلوا '' ونظر اللى السكرتاريه وناشدهم ان يخرجوه حيث قال '' بسرعه ارجوكم ''.