صفوت بسطا
في مثل هذا اليوم من 4 سنوات وتحديدا في الساعة الخامسة و17 دقيقة يوم 17 مارس 2012 .. رحل بالجسد عن عالمنا الفاني معلم الأجيال ؛ذهبي الفم الثاني ؛حامي الأيمان ؛الأسد المرقسي.؛ النادر والذي لن يتكرر ؛القديس العظيم البابا شنودة
وأن جاز تعبير( رحل) ﻻن العظماء لا يرحلون بأعمالهم وتاريخهم ؛ وخاصة عندما نتحدث عن أبائنا القديسيين فهؤلاء في أيماننا أبدا لا يرحلون ..بأفعالهم بتأثيرهم وسيرتهم وتعاليمهم وعظاتهم بل ونكسبهم شفعاء لنا في السماء ؛وحتي الجسد يبقي معنا نتبارك بزيارته ونحس بوجوده معنا كما كان في حياته
وعندما نتحدث عن (البابا شنودة) هذا القديس الأب والحنون .. المعلم والحكيم ..الواعظ والعظة .. القوي والوديع ..الضاحك والباكي .. الشاعر والكاتب ..الصحفي والإعلامي ..الراهب والبابا ......
فالبابا شنودة حالة خاصة جدا جدا ؛حالة ليس لها مثيل ؛ حالة لم ولن تتكرر بما ترك لنا من رصيد غني جدا وكنوز لا تفني من تاريخ طويل جدا من عظات وتعاليم وأقوال وحكم ونصائح وكتب وأشعار ومقالات وأجوبة عن أسئلة تدور في أذهاننا وتتكرر في وجداننا وأسئلة قديمة وحديثة وأسئلة روحية وكتابية ؛حتي أسئلة حياتية وزوجية. .الخ
كل هذه وأكثر تذخر بهما كنائسنا ومكتباتنا وتمتلئ بهما كل وسائل الإعلام الحديثة وخاصة الأنترنت من يوتيوب وفيس ومواقع وصفحات لا تعد ولا تحصى.
وهذا من حظ جيلنا الحالي أن أصبح عندنا كل هذه الوسائل التي سهلت علينا القراءة والتصفح والأستماع والمشاهدة والبحث السريع عن تاريخ وتعاليم أبائنا وخاصة عظات وأقوال وتعاليم أبونا ومعلمنا ومعلم جيلنا وأجيال كثيرة القديس البابا شنودة
في هذه الذكري الخالدة ؛ذكري رحيل العملاق البابا شنودة بالجسد وبعد كل هذا التاريخ والرصيد والكنوز التي تركها لنا ؛ والتي أصبحت لنا منار ونبراس وطريق ودليل نسترشد به في حياتنا اليومية وفي كنائسنا وفي أديرتنا بل وفي حتي سلوكياتنا مع بعضنا البعض
هنا أتذكر أخر كلمات نطق بها ذهبي الفم الثاني في أخر عظة في الكاتدرائية لكل شعبه ولكل أولاده وبناته ولكل الأجيال التي تعلمت وتتلمذت علي يديه ؛والتي كانت بتاريخ 7 مارس 2012 وقبل أنتقاله بعشرة أيام فقط حين قال بالحرف ... (كفاية عليكم الكلمتين دول)... ياه يابابا شنودة !! بعد كل هذه العظات التي لا تعد ولاتحصى و (أكيد توجد عظات كثيرة لم يتم تسجيلها) وأقوال لم يتم تدوينها والكثير
فبعد كل هذه العظات والأقوال والتعاليم والكتب والمقالات والاشعار واللقاءات الخ الخ
بكل تواضع وبكل وداعة وأنكار للذات يقول وينطق بأخر كلمات في أخر عظة والتي كان فيها وصل التعب معه الي اخر مداه ولم يكن يستطيع حتي الجلوس علي الكرسي من كثرة الالام و لدرجة أيضا أنه أول مرة و(كانت اخر مرة ) نشاهد الأسد المرقسي علي كرسي متحرك للأسف !!
ووسط كل هذه الالام ونحن نشاهد (الشمعة ) وهي تذوب حبا وخدمة أمام أعيننا لأخر قطرة وكنا نشاهد أبونا كلنا علي الهواء مباشرة ؛فوجئنا بهذه الكلملت الرقيقة لكل شعب المسيح وقداسته يقول لنا وللملايين التي كانت تشاهد أخر عظة أمام التلفزيون ......
...كفاية عليكم الكلمتين دول ....
أبي العملاق والاسطورة البابا شنودة
مهما قلنا أو كتبنا أو تكلمنا فلن نستطيع أن نوافيك حقك أو علي الاقل نقدم لك ولو جزء بسيط من أمتناننا ومحبتنا وتقديرنا بل وفرحتنا اننا عشنا في جيلك وتربينا علي عظاتك ونعيش الان علي تعاليمك وأقوالك وعلي مبادئك التي علمتنا اياها والتي كان أساسها كتابنا المقدس وتعاليم الرسل والآباء والقديسيين؛
سرت علي هذا الدرب وعلمتنا كيف نسير عليه ؛لم تحد يمينا أو شمالا وأبدا لم تدخل علينا تعاليم وطقوس غريبة عن أيماننا الارثوذوكسي المستقيم
لذلك أستحققت أن تكون حامي الايمان والأسد المرقسي بأفعالك قبل أقوالك ؛وأستحققت أن تسكن في قلوبنا وتسكن بيوتنا بتعاليمك وعظاتك وأقوالك ونعدك أننا سنظل عليها الي المجيئ الثاني لرب المجد
في يوم عيد نياحتك وفي يوم عيد ميلادك السماوي الرابع يابابا شنودة
أذكر الكنيسة وأيمانها الأرثوذكسي الي النفس الأخير
وأذكرنا وأذكر كل شعبك أمام عرش النعمة
صلي من أجلنا يابابا شنودة ياحبيبنا