الأقباط متحدون - اقالة الزند والدولة الدينية واشياء اخري
أخر تحديث ١٣:١٢ | الخميس ١٧ مارس ٢٠١٦ | ٨ برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٧٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

اقالة الزند والدولة الدينية واشياء اخري

الزند
الزند

مجدي جورج
لم اجد الدولة حاسمة وسريعة في التعامل مع امر ما اي كانت أهمية هذا الامر بقدر حسمها وسرعتها في امر اقالة المستشار احمد الزند من منصبه كوزير للعدل ، فقد اثارت تصريحاته في برنامج تلفزيوني مع الصحفي حمدي رزق لغط شديد وأدت الي اشتعال مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عن تصريحه هذا منادية بإقالته بل ونادي البعض بمحاكمته فهل يستحق الزند الإقالة بسبب تصريحه هذا  ام لا ؟ وللإجابة علي هذا التساؤل دعنا ندقق في الآتي :- اولا الزند من الشخصيات التصادمية منذ ايام الاخوان وكان له دور واضح وقوي للإطاحة بهم وبحكمهم لتزعمه نادي القضاة ووقوفه هو ومعظم القضاة مع النائب العام عبد المجيد محمود الذي اقاله مرسي ، وهذا ما اغضب البعض من خبر اقالته فقد قالوا يكفيه شرفا انه وقف ضد الاخوان ولكن هل يختلف الزند فكريا وعمليا كثيراً عن الاخوان ؟ الزند هو خريج جامعة الأزهر شريعة وقانون وتدرج في المناصب حتي وصل الي منصبه الأخير هذا  ، فهو نهل من نفس المصدر الذي نهل منه الاخوان والسلفيين بل انه تمني تطبيق الحدود وفق احكام الشريعة الاسلامية ، وليحمد الله الان ان الله لم يحقق له أمنيته والا كان حوكم  وقتل طبقا لهذه الحدود.

ثانيا الزند ليس شخصية تصادمية فقط بل هو عبئ علي النظام بسبب تصريحاته التصادمية ومنها قوله ذات مرة وفي لقاء تلفزيوني انه مقابل شهداء الشرطة والجيش يجب قتل الاف الاخوان المسلمين ، فهذا التصريح لا يمكن ان يصرح به احد حتي من صغار الموظفين في الدولة فمبالك لو صرح به وزير وليس اي وزير بل وزير العدل ، نعم هناك كراهية للاخوان ونقمة عليهم ولكن ان تتحول مشاعر الكراهية الي سلاح نمسك به ونقتل الناس دون محاكمات فهذا تشجيع للناس علي الخروج علي القانون والتعامل بشريعة اهل الغاب  . ليس هذا فقط بل تصريحه حول الزحف المقدس لابناء القضاة كي يحتلوا مقاعد آبائهم  وايضاً تصريحه بأننا السادة قاصدا القضاة والاخرين هم العبيد اي المعترضين علي القضاة ، فهذه التصريحات العنصرية لا تختلف كثيراً عن تصريح سابقه محفوظ صابر الذي استنكر وصول أبناء عمال النظافة لمنصب قاضي والتي اقيل بسببها .

ثالثا الزند ليس فوق مستوي الشبهات في ذمته المالية فهناك اقاويل كثيرة عن شاليهات وقصور واراضي  واموال تملكها بطرق غير مشروعة وهذا الملف في حد ذاته لو صدقت الاتهامات التي فيه فإنها كفيلة بإقالته .

رابعا الزند ليس كما يتصور البعض ويصور لنا عن شجاعته وجسارته عند المواجهة فهذا الرجل وان كان قد وقف في وجه الاخوان الا انه في بدايات حكم مرسي قال انه دعي له بالتوفيق عندما كان في مكة وهاهو نص تصريحه منشور بالمصري اليوم
www.almasryalyoum.com/news/details/309523

الا ان الزند  غير رايه ووقف مع معارضي مرسي عندما رأي ان الدفة ليست لصالح مرسي ووجد  نفسه متسلحابجموع القضاة  وبالشعب وبالشرطة وبالجيش  وبالنخبة وبالإعلام الذين وقفوا قبله في مواجهة الاخوان .

خامسا اذا القينا نظرة  ايضا فاحصة ومدققة في القضية التي اقيل بسببها لوجدناه يتصرف بكل روعنه وخوف ووجل ، فبداية لابد للوزير ان يكون حليما ومالك لنفسه حتي عند الغضب والا لما وصل لهذا المنصب ولكن الزند بمجرد سؤال بسيط من حمدي رزق حول نيته سجن اي صحفي يتحدث عنه وعن أسرته فبدلا من ان يجيبه آجابة دبلوماسية مهذبة  قائلا مثلا : (بان هذا الامر متروك للقضاء وانه راضي بحكم القضاء ولا تدخل له فيه )  وجدناه يسرع قائلا :(انه سيسجن اي احد ولو كان نبي استغفر الله العظيم ).

وهذه الإجابة تحمل هنا تسرع وعدم تمالك للنفس ساعة الغضب ولكنها لاتحمل اي إساءة للنبي فكلمة نبي التي قالها  غير مخصصة اي بدون ال فنحن قد تعودنا في اعلامنا وثقافتنا الشرقية  عندما نتحدث عن النبي ان تستخدم ال او نقول الرسول اما كلمة نبي او رسول فهي تعني اي نبي وأي رسول وهناك مئات بل وربما الاف الأنبياء والرسل ، ومع ذلك وجدنا الزند عندما أراد ان يصلح الامر زاده فخوفه اوقعه في مشكلة كبيرة  فقد خرج في برامج التوك شو معتذرا ولاصقا التهمة بنفسه  ومشبها نفسه بكفار قريش الذين عفي عنهم النبي وقال لهم ( اذهبوا فأنتم الطلقاء) .

اذا خوف الزند ورعبه مما كتب علي مواقع التواصل الاجتماعي هو مازاد الطين بله ففي حين ان تصريحه الاول لم يكن يقصد به النبي ولم يكن يقصد به أهانة ملايين المسلمين داخل مصر وخارجها الا ان خروجه الثاني واعتذاره وتشبيهه لنفسه بكفار قريش وقوله انني أتيتك معتذرا يارسول الله كل هذا اوقعه في شر أعماله وجعل الناس تفهم من تصريحه الاول انه يقصد النبي .

سادسا  لم يكن فقط الزند من تصرف بخوف ورعب في هذا الامر وأوقع نفسه في شر أعماله  ولكن الدولة ايضا وقياداتها تصرفت بنفس المنطق بداية من رئيس الجمهورية وحتي رئيس الوزراء واثبتت الأحداث اننا لازلنا في دولة دينية يتحكم ويحكم فيها الأزهر ومشايخه ، فاقالة وزير العدل وهي من الوزارات الهامة أتت من الرئاسة ولم تاتي من رئيس الوزراء ، وكان من الممكن ان يقال الرجل سابقا بسبب أخطائه السابقة  او ان يقال لاحقا في التغيير الوزاري المرتقب ، ولكن هكذا تعودنا من دولتنا ان تكون بطيئة وبليدة ومتحجرة  في بعض الملفات وأن تكون  حاسمة وسريعة الاستجابة بل ومتعجلة في بعض الأمور الاخري خصوصا الأمور الدينية خوفا من ان يزايد احد علي تدين المسئولين في دولتنا .

سابعا  العجيب بل العجب العجاب ان يخرج لنا محامي قبطي باحث عن الشهرة في برنامج وائل الابراشي  ليستغل هذا الامر ويهدد برفع قضية ضد الزند وقد كنا نستطيع ان نقدره او حتي نعذره لو كان الرجل اهان مقدسات اخوتنا المسلمين ولكن كما قلنا اولا فالرجل لم يقصد النبي  وثانيا هناك العديد من مشايخ المسلمين منهم خالد الجندي واحمد كريمة وغيرهم برائوا ساحة الزند في هذا الامر وقالوا حتي ولو قصد النبي فإنها كلمات خرجت في ساعات غضب .

يا أيها المحامي الباحث عن الشهرة لو كنت تريد الخير لهذا الوطن فعلا لوقفت متقاضيا ضد الزند وضد الدولة من اجل الغاء قانون ازدراء الأديان الذي هو بمثابة سيف مسلط علي المبدعين والكتاب وعلي الاقباط او لوقفت ضده في تصريحاته العنصرية السابقة او بسبب ملفاته المالية .


لأجل كل ماسبق فإنني اري ان الزند كان يجب ان يقال ليس بسبب تصريحاته الاخيرة فقط بل بسبب ملفه المتخم بالتصريحات العنصرية والعنترية وكان يجب ان يقال منذ فترة طويلة ،  ولكننا لأننا في بلد لا نعرف معايير اختيار الوزراء ولا معايير اقالتهم واستبعادهم فقد استمر احمد الزند وغيره من الوزراء الذين ليسوا فوق مستوي الشبهات في مناصبهم .

Magdigeorge2005@hotmail.com


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع