الأقباط متحدون - فلنتعلم السباحة في بحار مجهولة
أخر تحديث ١٠:٠٧ | الثلاثاء ١٥ مارس ٢٠١٦ | ٦ برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٦٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

فلنتعلم السباحة في بحار مجهولة

 بقلم : محمد حسين يونس
 بالتحولات غير المسبوقة لتداول المعلومات و سهولة الحصول عليها ..أصبح العالم قرية صغيرة .. يستطيع أى فرد من أهلها أن يمد يدة لمفاتيح جهاز الكومبيوتر .. فيتعرف علي ما حدث و يحدث و قد يصبح لدية قدرة بدرجة يقين معقولة للتعرف علي المستقبل .

 نحن أيضا نستطيع أن نفعل هذا ..المعلومات متوفرة بجميع لغات العالم و منها اللغة العربية .. بل أيضا بالعامية ،و لكننا (نحن) كطبيعة أداء عموما نتعامل مع التكنولوجيا الحديثة كما لو كنا أطفالا وجدوا علي شاطيء محيط ممتد فإكتفوا بالبلبطة علي الشاطيء و لم يجروء أغلبنا علي التوغل في المياة المجهولة إلا قليلا .

أرى الشاب يقود سيارة من أحدث طراز فيتعامل معها كما لو كان يمتطي فرسا .. يدور و يلف به مستعرضا مستجديا إعجاب المشاهدين .. نفس الموضوع عندما نستخدم القنوات الفضائية والاقمار الاصطناعية .. فنبث من خلالها ((غثاء أحوى )) نفس ما كان يقال علي المصطبة .. تحت كلوب العمدة .

 نستخدم التليفون المحمول .. في التجسس علي الاخرين  وخلق المشاكل لهم .. و التي قد تصل إلي السجن و ربما الاعدام و القتل دون مراعاة لخصوصية المشهر به ..  في كواليس الانترنيت العربي (المصرى ) فضائح فكرية و سلوكية ..نطلق علي أصحابها (عناتيل ) .. أو (مناضلين).. أو (نشطاء) أو (رجال أعمال ) .. في حين أن الاخر يستخدمه في الاستكشاف و طرق مجالات جديدة بعيدة.. في الفراغ و أعماق البحار .. في المتسع لما لا نهاية له .. و الدقيق المتضائل أيضا لما لا نهاية

 الدرمز واحد .. عندما يلعب علية الاوروبي يصدر أنغاما أما المصرى فيصدر ضجيجا ..و بوق السيارة واحد عندما يستخدمة الاوربي فليتق كارثة ..أما سواق الميكروباص فيصبح لدية أداة إزعاج لا تتوقف . 

 أسباب هذا أنه توجد سدود وموانع نفسية لدى أغلبنا تجعلة يرتاب في المعلومات القادمة من الغرب  ولا يصبر علي دراستها وفهمها بل يقلل من قيمتها و ينقدها دون علم ..علي أساس أنها مطروحة كبديل لقناعاتنا العقائدية .. التي نتمسك بها تمسكنا بالحياة ذاتها .

نحن لا نتأمل لنعرف أو ندرس و نفكر و نبتكر .. بقدر ما نستهلك نتاج عمل الاخر .. ونجول به خارج القافلة ننشز بلحن غير مستثاغ  مستخدمين الصعب و المكثف و المركب بفجاجة البدائيين لاهداف أيضا بدائية .

في رايى أن مركز الثقل في الفشل المستمرللمصريين هو  تمسكهم بمنهج الخطاب  العقائدى المتوارث عن الاجداد الذى أصبح غير متوافقا مع تطورات الزمن ،والذى تحيط به مسالب الاستغلال للبسطاء، والاهمال في رعايتهم، مع الدعاية التضليلية المكثفة التي تقلب الهزائم إنتصارات .

 وهو ما أدى تدريجيا إلي سقوط الطبقة الوسطي في فخ التسطح و الغوغائية و العمالة المتسمة بالانانية وإلي تحلل العقد الاجتماعي لنصبح في غابة  تخرج يوميا الاف الكائنات التي لا يوجد أمامها فرصة للحياة إلا من خلال الصراع الضارى المحطم للاضلاع و المدمر لكل بناء .

علي مر التاريخ كانت السلطة تستسلم لمن  كان الاكثر عنفا و قوة و قدرة علي إخضاع الاخر .. ثم تطورت مع عصر النهضة الاوربية  لتصبح سلطة و قوة المال والثروة هي العامل القادر علي  تطويع رؤوس البشر. 

 في العقود التي شهدت  تطورما بعد الراسمالية الفكرى والتكنولوجي  وما صاحبه من  يسر تبادل المعارف  أصبحت السلطة لمن يمتلك المعلومة و يوظفها في الوقت المناسب، حتي لو كان سجينا أو مقيدا .. او منزوع الصلاحيات.

 و هكذا كما كان يقال لنا (( يفوز باللاذات كل مجازف )) أصبح هذا الفائز هو الغربي الذى يحصل قبل الاخر علي المعلومة  بواسطة مجساته التي تعمل علي مدار الساعة لا تتوقف لراحة أو نوم أو عطلة ،هذا الذى يرتاد البحار المجهولة .. ويبحر متحديا الخطر .. ليعرف و يستخدم ما توصل إلية .. و العالم نيام .

 السابحون في المياة الضحلة أو الذين يلهون بجوار الشواطيء .. لن يحصلوا إلا علي ما تلقية لهم الامواج من قمامة إلاغتياب  لسير الناس وتداول الفضائح و الهنات   للاصدقاء قبل المنافسين !! أف .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter